بسم الله الرحمن الرحيم
جاءني أحد الشباب ذات يوم يشكو من أنه قبل فترة التزم واستقام وبقي فترة على استقامة
واجتهاد في الطاعات يقول وأحسست بلذة عجيبة للاستقامة..
يقول ولكن للأسف انتكست بعدها انتكاسة عجيبة..وبقيت فترة منتكس وكنت وقتها افتقدت
لذة الطاعة وافتقدت السعادة التي شعرت بها وبقيت في نكد وضيق..
ثم من الله علي الآن ورجعت للاستقامة..
يقول : ولكني خائف من الرجوع والانتكاسة كما حصل في المرة السابقة..
أخذته وجلست معه جلسة مكاشفة ومصارحة..بدأت أحاول أن أعرف ما هو سبب انتكاسته السابقة..
وبدأت أسولف معه وآخذ وأعطي عن أيامه السابقة في الطاعة وأيامه في الانتكاسة ثم عودته للطريق..
وبعد أخذ ورد اكتشفت السبب..
حفرة لا ينتبه لها كثير من الناس فيقعون فيها..يحفرها الشيطان للإنسان..
هذا العدو اللدود الذي أخذ على نفسه أن يغوي عباد الله أجمعين..((إلا عبادك منهم المخلصين...))
ما يزال الشيطان بالإنسان يأتيه من باب الشر فإذا لم يفلح ..أتاه من الباب الآخر باب الخير والطاعة..
وهذه هي الحفرة التي أوقع الشيطان فيها صاحبنا الشاب..
عندما التزم واستقام أحس بلذة الطاعة ..وكان الأولى به أن يتدرج في الرقي في الطاعات وألا يأخذ الأمور دفعة واحدة لأنه حديث عهد بهداية وصلاح..
كان إذا أراد أن يقوم الليل ساعة قال الشيطان : لا..لا.. أنت قصرت كثيرا في سابق عهدك لابد أن تزيد
اجعلها ساعتين أو ثلاث..كان إذا أراد أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر قال الشيطان لا ..لا..أنت
قصرت كثيرا في السابق وفعلت من المعاصي وفعلت..صم صيام داود عليه السلام صم يوما وأفطر يوما..
وإذا أراد أن يختم القرآن في شهر قال لا اختم كل أسبوع أو كل ثلاث ليال ...
وهكذا استلمه الشيطان من باب الخير بأن يضغط عليه بالطاعات ويحمله مالا يطيق خصوصا وهو حديث عهد بطريق الصلاح..لم تتعود نفسه بعد..
والنتيجة أنه بعد فترة ينفجر وينتكس انتكاسة أشد من انتكاسته السابقة..
حذرته من هذا المزلق الخطير ونبهته إليه ..
وأسأل الله أن يثبته على الحق..
وهكذا يجب على كل حديث عهد بالهداية والصلاح وطريق الاستقامة أن يأخذ نفسه بالتدريج وألا يرهقها ويحملها
مالا تطيق من الطاعات ويجعل في حياته مجالا للترفيه والراحة..روحوا القلوب ساعة بعد ساعة..
فهذا أسلم للثبات على طريق الحق..
أسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة..
والله تعالى أجل وأعلم..
مواقع النشر