آه ................ هى اللغة العالمية التى يتفوه بها الانسان حين يشعر بالآلام منذ بداية الخليقة الى الآن حين يتعرض للصراع من أجل البقاء, بداية بصراعه مع الطبيعة والحيوانات المفترسة , الى صراعه مع نفسه وآلام نفسه من امراض جسدية وامراض نفسية ..
و فى كل مرحلة من مراحل البشرية توجد طرائق ووسائل عدة للتخلص من الاحساس بالالم , وفى دراسة أجريت عن الالام وجد أن 80% من الناس يتعرضون للالام فى فترة من فترات عمرهم المختلفة .
والألم هو احساس يشعر به الانسان.... وهو التعب ... وهو شعور سيىء يحدث عندما يكون هناك خلية بالجسم مهددة بالموت والدمار, ورغم أنه شعور سيىء فأنه أكبر نعمة خلقها الله للانسان لأنه بدون الألم يمكن أن يحدث أى شيىء لا يشعر به فيودى بحياته , وللأسف توجد نسبة ضئيلة من الناس لديهم نقص خلقى فى جهاز أستشعار الألم وهؤلاء عمرهم قصير .
والألم هو أعظم ترديد لصدى الحياة وأستمرارها, و حياة بلا ألم معادلة للموت . و معنى ذلك أنه طالما وجدت صراعات فى الجسم البشرى سواء نفسية أو عضوية أو عصبية فانها تعبر عن وجودها بالالم الجسدى أو النفسى أو العصبى .
وأذا شعر الانسان بالحزن الشديد فهذه الالام وغيرها تصدر الاما تتردد وتسمع فى بعض خلايا الجهاز العصبى وعن طريق الرسائل المتبادلة بينه وبين المخ تعبر عن أحساسك بالآهة .
ومريض الألم لا يخص الفرد نفسه وأنما يخص أيضا عائلة هذا المتألم , والألم المزمن غير محدد بوقت معين أو فترة موقوتة يبدأ أو ينتهى عندها , ومع هذا حدد له التقسيم الطبى توقيت يزيد على ستة أشهر يظل خلالها مصاحبا للمريض .
ويوجد نوع أخر من الألم وهو الألم الحاد ووصفه الطب بأنه شديد وقاس ومبرح ولكن لرحمة الله تعالى بالانسان جعله موقوتا بفترة زمنية محددة يهاجم صاحبه ويزول بعدها ولا بد من مؤثر يستفزه و يثيره .
وعلآج الألم بالمسكنات هو وسيلة حديثة تنبه اليه العالم فى القرن الاخير, وهذه المسكنات لها فوائدها ولها أيضا مخاطرها , وهناك أبحاث عالمية نبهت الى المشكلة وبدأت فى تحذير المرضى من جراء ألأستخدام الادوية المسكنة المضادة للآلم .
ولكن من الحقائق المرة أنه فى هذا العصر المتقدم ورغم كل ما هو متوفر من تطور تقنى نجد ان هناك الملايين من المرضى اللذين يعانون من الألم ولا يجدون لها العلاج الشافى ...و هذا يرجع أحيانا الى عدم التطبيق العملى الكافى لعلاج الألم فى المستشفيات والعيادات الصحية .
والألم يعتبر تجربة خاصة بالفرد ذاته دون غيره من حيث الشعور به , والاحساس بلألم له درجات طبقا لشدة المرض الجسدى أو النفسى وأيضا يتفاوت الاحساس بالألم من أنسان للآخر طبقا لدرجة تحمله للألم .. وهذا التحمل يرجع الى قوة الشخص الجسدية أو النفسية و درجة المناعة الجسدية , وأيضا يتفاوت طبقا لنوع الانسان ذكرا أم أنثى .. طفلا أم بالغا.
وهناك أيضا الألم الجماعى الذى يشترك فيه أكثر من فرد للاحساس به وهو ينتج عن تعرض هذه الجماعة لأذى خارجى كما هو حادث فى السجون والمعتقلات و يتعرض فيه السجناء لتعذيب جسدى أو نفسى فى ذات الوقت .
والألم يشير الى درجة من المعاناة والاحساس بالحزن نتيجة لاصابة بدنية أو جسدية , ولكن هناك من يستخدم الألم لجذب الا نتباه لهم حينما يكون هناك إحتياج لحب أو عاطفة أو للحصول على مكاسب معينة.
وأيضا هناك من يشعر بلألم لأحساسه بالذنب نتيجة سلوك معين أقترفه الشخص و يكون بذلك رد فعل نفسى عوضا عن هذا الذنب .
و من الناس أيضا من يشعر بألم شديد عند الفراق لفقد إنسان يحبه أو عزيز لديه و يكون عوضا عن الحزن والأسى.
و يقول أحد الباحثين فى الألم أن للألم أهمية كبرى فى حياة البشر للوقاية من الازمات العاطفية أو علاجها وهو ما يعرف بالألم النفسى وهؤلاء البشر يكونوا ذات طابع حزين و كئيب.
وهناك الألم الناتج عن الفشل فى الحياة ويلازمه الاحساس بالضياع والتعاسة , وكثيرون يستسلمون له وتكون نهايتهم مظلمة وبائسة.
و فى دراسة أجريت عن الألم وجد أن هناك مجموعة من البشر أطلق عليهم ( المتألمون ) أو ( المتألم الذاتى) وهم يتميزون بالشعور بألم قاسى ومزمن بلا سبب عضوى وهذا الشخص المتألم يمثل دور المريض و عندما يلعب دوره بجدارة كمحترف للألم " ممارسة الطريقة الألمية " _وهى طريقة شعور وسلوك بوجود ألم غير معروف السبب _إلا أنه يحصل عندئذ على قوة للسيطرة على البيئة المحيطة به . وحين يتحقق هدف ( المتألم الذاتى) لجذب الانتباه والحياة غير العادية فأنه لا يكتفى به بل يعمل على الحصول على المزيد من جذب الانتباه. و كثيرون من المتألمون ( ذاتيا) يرفضون العلاج النفسى و يبدأوا بالشكوى من ظهور أعراض مرضية جسدية وأحيانا يكون مقابل تلك الاعراض الجسدية الوهمية إهمالا من المحيطين بهم ويحدث عندئذ رد فعل نفسى عنيف من قبل المريض . و هذه الفئة من المرضى هم اللذين يعانون فى حياتهم المعيشية من الناحية الاقتصادية وأيضا ممن لم يحصلوا على قدر من الثقافة والتعليم , وبالتالى يعبرون عن مشاكلهم العاطفية’ باعراض عضوية.
وكثير من الناس ممن يتظاهرون بالألم نتيجة عدم القدرة على تحمل المسئولية وأعباء الحياة فيلجأون الى التحرر من تلك الاعباء بالقيام بدور المريض .
و لكن هناك من الألم ما هو مرتبط بالعاطفة والمرض العضوى , وذلك عندما يؤدى المرض الى تغير فى المشاعر و أيضا فى سلوك المريض وخصوصا هؤلاء ممن يتصفون بالجبروت والقسوة قبل شعورهم بالألم .
و يسبب الألم قلقا نفسيا وعصبيا لدى المريض و يختلف ذلك من مريض الى آخر و تبعا لحدة الألم وأيضا قصير المدة أم طويل والألم الحاد يؤدى الى توترالمريض و أضطرابه مع الاخرين أما الألم المزمن فهو يؤدى الى الانعزال عن الاخرين والانطواء و عدم المشاركة الايجابية مع المجتمع والبيئة المحيطة بيؤدى فى النهاية الى المزيد من الاعاقة والاضطراب النفسى والاحساس بالعجز
كيف نخفف الألم ..... هناك من وسائل منها البحث عن أسباب المرض و علاجه , وأيضا الراحة النفسية والجسدية فهى كثيرا ما يكون لها تأثير لتخفيف حدة الآلم سواء كان حادا أم مزمنا.
وهناك العلاج الايحائى أو الوهمى فى محاولة لتخفيف من حدة الألم , وأيضا هناك وسيلة أخرى من العلاج وهى أن يشرح الطبيب للمريض طبيعة مرضه و طرق العلاج المختلفة ومنحه أملا فى الشفاء فى محاولة للتعايش وعمل صداقة مع المرض ذاته , وهذا فى كثير من الاحيان يقلل من الاحساس نسبيا فى الشعور بالألم والاحساس بالرضا أيضا.
............ والى أين يمضى الألم بالانسان سواء كان فردى أو جماعى ... وماذا عن آلام الشعوب , وماذا عن أيضا عن الآلام الناتجة عن رهافة الحس والمشاعر ... وأيضا ألم اللقاءات المستحيلة ... وألم الغياب ... ألم الانتظار ... ألم الغربة والاغتراب ...... والالام المصاحبة لعذابات الحب... ألم الشوق والحنين ...و ألم الاحساس بالضياع والتشرد ... والم الفقر والجوع ... وألم الذل والحرمان..... وألم الشعور بقسوة الألم ذاته ....................!
م
ن
ق
و
ل
رد مع اقتباس
مواقع النشر