جميلة تلك الأيام بحلوها ومرها
التي أصبحت فيما بعد ذكريات
كم هو مؤلم أن تكون أجمل أيام حياتنا ذكريات
نتذكرها ونبكي شوقا لمن فيها
كانت تلك هي أجمل أيام حياتي التي كانت بين أحضان أغلى من في حياتي
لحظات جميلة أن أصبح كل يوم في وجهها البشوش وأمسي أيضا عليه
أذهب لمدرستي فتكون آخر نظرة أنظرها إلى عيناها وهي تقول بحنية أي أم إنتبهي على نفسك ياابنتي وأعود على بسمتها أيضا وهي تقول بدلي ملابسك وتعالي لنتغدى
أيام جميلة لكنني لم أكن أتوقع في حياتي أنني سأفتقد تلك الأيام
لقد كان يوما مؤلما ذلك اليوم حينما إستيقظت لا شعوريا وذهبت إلى حيث إجتماع إخوتي جميعا في منزلنا وإذا بجوال أخي يرن فإذا هي أختي التي ترقد مع أمي في المستشفى تخبره بأن أمي حالتها الصحية ساءت جدا!!!
وذهب والدي وإخوتي جميعا للمستشفى وقبل وصولهم...
غادرت روح تلك الإنسانة العظيمة إلى بارئها
غادرت روح تلك الإنسانة الرحيمة العطوفة الحنونة لتعلن للجميع رحيلها عن هذه الدنيا
لتعلن للجميع باننا أصبحنا بلا أم
كم هو إحساس أليم
لقد كان يوما عصيبا للغاية
أصبحت أفطر وأتغدى وأتعشى وجبة دسمة من البكاء
فقدت طعم الحياة
كنت معتقدة بأنني في ظلام ولن أرى النور بعده
كنت معتقدة بأنني لن أضحك بعد هذا اليوم ابدا
لكن ربي عظيم رحيم حكيم كريم أن أكرمنا بنعمة النسيان فلا أعلم لو لم نكن ننسى ماذا كان حالنا
ولكن الحمدلله على كل حال
مرت الثلاث أيام من العزاء وأنا في ذهول من إمري لم أكن أصدق ما أنا فيه
كنت أتمنى أن يكون ذلك حلما أستيقظ منه ثم أذهب لأراها فأرمي بنفسي بين أحضانها
لكنني أيقنت فيما بعد أن هذه هي الحقيقة المرة التي يجب أن أؤمن وأرضى بها حتى لا أزيد ألما إلى جانب آلامي
لقد فقدت أمي وفقدت معها كل شيء
أصبحت أشتاق إليها كثيييييرا
وكلما زاد شوقي زادت أناتي وآهاتي
بينما فيما مضى كنت كلما إشتقت لها ذهبت وجلست معها لأستجم من نصائحها اللطيفة وحكاياتها الشيقة
كانت نصائحها قصصا رائعة ومربية كانت الأم والأخت والصديقة وكل شيء في حياتي
فهي أمي لأنها حملتني وولدتني وربتني وتعبت لترى إبتسامتي
وهي أختي حينما كانت تنزل إلى عقلي عندما أروي لها أحداث يوما دراسيا فتتفاعل معي وتنصحني وكأنها هي من حدث معها ذلك
وهي صديقتي فقد كانت تعرف صديقاتي كلهن وإن كانت الأسماء دون الأشكال فلقد كانت إحداهن
رحمك الله ياحبيبتي
لذا فإني سأعدك ياأمي الحبيبة بأنني سأربي أبنائي على نهجك ولن أنسى نصائحك اللطيفة المصحوبة بشيء من الطرافة
أمي الحبيبة...........
يانبض الحب الذي إفتقدته
يابستان العلم الذي توقفت عن القطف منه
ويا واحة جذباء إمتنعنا عن التنزه بها
وياإبتسامة العطف والحنان التي غابت عني في كل صباح
أستبيحك عذرا أن أقف عن البوح بما إختلجه صدري فلقد شارف حبري على النفاذ ولم أنتهي بعد!!!
أمي الحبيييييبة....
كم كنت أحبك ولازلت أحبك وسأظل أحبك ............
ياغابة الحب إن لم أحبك فمن سأحب...
إلى رحمة الله يا قلبي..
إبنتك المحبة
مواقع النشر