بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم إن شاء الله دائما بخير ؟
بعيدا عن الضوضاء، ووسط اكثر المواقع هدوءاً، وعلى ارتفاع اكثر من 3 آلاف قدم فوق سطح البحر، حيث تشير البوصلة جنوبا، باتجاه جبل شدا وسط منطقة تهامة الباحة.
كل تلك الاحداث مسرحها قمة جبل شدا، ولمن لايعرفه فهو جبل ضرب به المثل منذ القدم في الشموخ والعزة، يصفه الشاعر والاديب محمد مشعل الشدوي «شدا الجبل الذي يضرب به المثل في شموخه وصعوبة تضاريسه ترسخ في أفئدة الجميع حباً، هو جزء من الوطن، يقع جبل شدا الأعلى شمال غرب المخواة في منطقة الباحة، وذلك عند دائرة عرض 19 درجة و51 درجة شمالاً، وخط طول 41 درجة و19 درجة شرقاً مشيرا الى ان ارتفاعه يبلغ نحو 3 آلاف قدم عن سطح البحر».
يعيش في ذلك المكان «بأن عدد سكان جبل شدا من الجهة الشمالية والغربية حوالي 3000 نسمة، ويشتغلون في زراعة الأراضي وأشهر زراعاتهم «البن الشدوي» والذرة والشعير والبر والتين الشوكي والرمان والخوخ والليمون والموز لما يتميز به الجبل من مناخ طبيعي وهطول الأمطار عليه طوال العام».
مصدر المياه هي الآبار والينابيع، مشيرا الى ان هناك مدارس للبنين والبنات ومعهداً للمعلمات سابقا ومركز إمارة تابعاً لمحافظة المخواة ومركزا صحيا وبريدا وهاتفا ثابتا، وهناك العديد من القرى وذكر منها قرية الصقران والجوفاء والفيرع وحضاة والصور وقرية الكبسة والسلاطين والملالييح وغيرها، وكانوا قبل وصول الأسفلت الى الجبل ينقلون بضائعهم على الحمير والجمال ثم قام بعض الأهالي بفتح طريق وعر بجهود ذاتية، وكان لايطلع الجبل الا الجيوب الشاص ذات الدفع الرباعي والدبل وحينما قامت الدولة بالسفلتة أصبحت حتى السيارات الصغيرة يمكنها الطلوع الى قمة الجبل الآن، لكن هاجر سكان الجبل بحثاً عن الأماكن السهلة والخدمات المتوفرة والأسواق وكذا لقلة المياه حالياً بالجبل ونقل بعض المدارس الى قرى أخرى مجاورة.
"قدماؤهم يومئون إلى نمرٍ كان في الأصل إنساناً يعيش على هذه القمة حتى صار إلى ما صار إليه، هذه الأسطورة الغائبة عن وعي جيل بكامله قد تمثل كل شيء أريد الحديث عنه، وقد لا تمثل أي شيء، فإن أخذنا بأنها تمثل سنجد أن الصبر أول ما سنقف عنده، فإنسان هذا الجبل صبور إلى حد غريب أحياناً، هذا الصبر لا يظهر على مستوى العلاقات الاجتماعية فحسب، بل يظهر في العلاقة بين الإنسان والأشياء من حوله، العلاقة بين طفلة وشجرة عمرها أضعاف عمر الطفلة، بين فلاح وصخرة تعترض طريق حقله الصغير، بين صيادٍ و(وبرٍ) يتقافز غنجاً أمام البندقية، هذا الصبر يقود إلى الأسطورة (النمر/ الإنسان) ويقود إلى ما سنقف عنده تالياً؛
«الكرم في شدا شيء آخر، الكرم في شدا يعني أن تقدم كل شيء، ليس فقط أفضل الأشياء، فالضيف يستحق كل شيء، والأفضل قليل في نظرهم، الكرم في شدا أن تعرف كل شيء مادمت ضيفاً، الكرم في شدا أن تقول كل شيء، وهنا يكون الفرق».
ان شاء الله عجبتكم الرحلة
مواقع النشر