في عالمنا الافتراضي صور تكاد تشابه واقع الحياة ، فكم دُمِرت نفوس ، وخُربت بيوت ، وضاعت أسر ، وتاهت أبناء وبنات ، بضياع ربّة البيت الغارقة في أحلامها ، صادرت كل حقوق بيتها ، وأوكلت مسؤولية بيتها إلى ـ نتّها [1]ـ فأصبح هو شغلها الذي تتلّهى به ، حتى أصبح مع مرور الوقت هو الزوج والبيت والأبناء ، واستبدلت بيتها بمنتداها حتى غرِقت ، وأغرَقت ، تفرح بإعجاب قرّائها ، وتتباهى بحروفها المغلوطة لواقع حياتها ، تزعم بينهم المثالية وتدعّي أنها المرأة الناجحة ، وهي في واقعها كغيرها ، خاملة ضعيفة ، ينشدنَ كل ضعيف مثلهنَّ ، ويعرفن أنّ مَنْ قبلهنّ سقطن في هاوية بعيدٍ قعرها ، عظيم شرها،يخدعن أنفسهن.
يمرّ بك في واقع الحياة هذا الحديث ( قول من لاينطق عن الهوى) صلى الله عليه وسلم : "إن المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها ". رواه الترمذي في سننه، وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما عن عبد الله بن مسعود .
ويفوت على العاقلة منهن ، والمدركة بواقع الأمر أن هذا الحديث ينطبق حتى على من عُرفت بكثرة تواجدها في تلك المنتديات ، بل الأمر أخطر فيمن عُرفت بوقت تواجدها ، أو بحُسن حديثها ومنطقها ، حيث يبدأ الشيطان بعد مضي فترة قصيرة من الزمن يزيّنها في نظر ذئاب المنتديات بدس السمّ لها في طيّات الردود ليرى القبول والرفض . ليكون الطريق الثاني مراسلتها على الخاص أو بريدها ، نعم ، إن قرب المرأة من الرجال حتى لو كان تقارب معنوي وهي في بيتها هو أخطر وأشد فتكا لها ولأسرتها ، فكم تواصل الكثير منهم بالكثيرات الضعيفات ، اللاتي لا قوّة لهنّ ، ولا رادع فأصبحن كسيرات الشهوة لهؤلاء الذئاب ، رغم ما يسمعن من خداعهم وزيفهم ، ولكنها لحظات ضعف يزينها الشيطان ، ولا تقع في ذلك إلا كل ضعيفة مهزومة لا قوة لها ، ولا دين يردعها ،،
ولذلك تعجب من ربات البيوت ومربيات الأطفال أن تجد أسماءهن موجودة بكل منتدى أو كل وقت
إن هذا الحديث يصوّر لك هذا المعنى ( استشرفها الشيطان ) أي زينها في نظر الرجال ، وقيل : أي نظر إليها ليغويها ويغوي بها . والأصل في الاستشراف : رفع البصر للنظر إلى الشيء وبسط الكف فوق الحاجب. والمعنى أن المرأة يستقبح بروزها وظهورها ، فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها ، ويغوي غيرها بها ، ليوقعهما أو أحدهما في الفتنة .
أو يريد بالشيطان : شيطان الإنس من أهل الفسق ، سماه به على التشبه . اهـ
هذا السعي من الشيطان يشمل كل امرأة صالحة أو طالحة ، ولكنه قد ينجح مع الطالحة ، ويعجز عن إغواء واستشراف المؤمنة التقية المتحجبة الغاضة بصرها . فأين هذه في المنتديات ،،،إلا من رحم الله
فلم يسلم من هذه المنتديات إلا قلّة قليلة ، لقد أصبح الرجال يضعون صورهم ، وأصبحت الفتيات يضعن رموزا تدل عليهن ،،
فهل المرأة العاقلة التي تريد تربية نفسها وبناتها وأبناءها على الخير والصلاح تكون في بيئة كهذه ؟؟، أو مرتادة دائمة لمثل هذه المنتديات ، وتنسى بيتها وواجباتها،،،
إن العاقلة تجتنب مكان الفتنة ، وتبتعد عن مكان الرذيلة والشهوات ، وتكون قوية بنفسها وبدينها ،
فتقطع على الشيطان حبله الضعيف بعزّتها وقوتها ، وإرادتها ، فإن المتّبعة لهواها هي امرأة ضعيفة الإرادة و ومثل هذه لاتربي جيلا ولا تخرّج رجالا ،،
اللهم احفظ نساءنا ونساء المسلمين يار ب العالمين
مواقع النشر