السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة
[رواه البخاري]
ابتلاء من الله لهؤلاء الفقراء والمحتاجين
لكنه ابتلاء لنا نحن أيضا،
ابتلاء فينظر الله لنا هل نمد يد العون لهم أم نتركهم يواجهون ما هم فيه وحدهم!!
أليس المسلم أخو المسلم؟!!
هل ترضي أن تنام أختك أو أمك في العراء؟!!، هل ترضى أن يموت أبناؤك جوعا؟!!
أعلم أنك لا ترضي ؟!!
قال الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}
[سورة آل عمران: 92].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك»
[رواه أحمد والبخاري ومسلم].
فهلا جعلنا كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
أمام أعيننا وأيقنا حقا وفعلا بمقتضاه..
نعلم يقينا أن ما ننفقه الآن لإخواننا لن يضيع فقد قال الله تعالى في كتابه:
{قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ
وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}
[سورة سبأ: 39]،
وكيف ونحن في هذا الأيام الفاضلات من شهر رمضان
والأعمال الصالحة أضعافا مضاعفة، فوالله إنه لخير مروم الغافل عنه محروم...
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان،
روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال :
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس،
وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل،
وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن،
فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة»
[رواه البخاري].
أختي الكريمة... كلنا في هذه الأيام نسأل الله العتق من النيران والفوز بالجنان
فاتق النار ولو بشق تمرة تتصدقين بها على إخوانك الجوعى ، قال صلى الله عليه وسلم:
«ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمان،
ثم ينظر فلا يرى شيئا قدامه، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار،
فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة»
[رواه البخاري].
غاب عنا التصدق والجود لغياب اليقين في قلوبنا من أن ما عندنا ينفذ وما عند الله هو الباق
فأصبح همنا الدنيا وجمع المال فلنراجع أنفسنا فما نقدمه لله لا يحتاجه الله منا
ولن يزيد أو ينقص من خزائنه سبحانه بل نحن من يحتاج رحمته ومغفرته جل جلاله:
قال الله تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ}
[سورة البقرة: 272].
وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها:
قالت: "ما بقى منها إلاّ كتفها".
قال: «بقي كلها غير كتفها»
[رواه الترمذي وصححه الألباني]،
في إشارة أن ما عند الله هو الباق.
أخواتي من منا لا كرب لديه ولا محنة ومن منا لا يود الستر في الدنيا والآخرة
ومن منا لا يريد العون فكيف بعون من الله الملك الديان!!،
فاقرئي هذا الحديث هذه المرة بقلبك لا بعينك!!..
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،
ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة.
ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة.
والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه،
ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة،
وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم،
إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة،
وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه»
[ رواه مسلم بهذا اللفظ].
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم،
أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا،
ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا،
ومن كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظا، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة،
ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له،
أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام،
وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل»
[حسَّنه الألباني].
بمبلغ بسيط
نقتصّه من مصاريف نستطيع الإستغناء عنها
ننقذ أسرة من التفكك
ننقذ طفلا من التشرد
ننقذ شابا من الوقوع في السرقة
ننقذ امرأة من المتاجرة بعرضها
ندخل الفرحة إلى بيوت حزينة
نرسم البسمة على وجوه عابسة
ننقذ أنفسنا من لفحات النار
مواقع النشر