[grade="FF4500 32CD32 FF1493 4B0082"]تلك الطفلة الجميلة البريئة لم يحسن أبواها اختيار اسمها ،
ويبدو أنها سميت في لحظة غضب باسم ( قبيحة )!!!
فكان هذا الاسم نقمة عليها تحملت عواقبه مدة من الزمن .
كان يسخر منها كل من يعرف اسمها لأول مرة ، وإن لم يسخر علناً ،
فكانت تبدو على وجهه علامات السخرية أو الاستغراب والدهشة ،
دون أن يتفوه بكلمة ، وكانت هذه النظرات تؤلمها أشد الألم ،
ولكن كل من يتعرف عليها حق المعرفة يحب فيها روح الدعابة والمرح ،
فهي تُضحك الجميع ، ولكن بأسلوبها الخاص الذي تعودت أن تقابل
به سخرية الآخرين ، لقد كان لهذا الوضع أثره الكبير على سلوكها
في المدرسة ، فكانت تتسلل خفية إلى الفصل في الفسحة ،
فتقلب الطاولات والمقاعد كلها ، ثم تدخل مع الطالبات ،
لتتأمل فعلها عليهن من قريب !!!
وقد تكدس الحقائب كلها في زاوية من زوايا الفصل ,
أو تكتب بالطباشير على المقاعد !!
وفي أحد مجالس الأمهات أقامت المدرسة عرضاً لأزياء الشعوب ,
ولبست إحدى الطالبات زياً هندياً جميلاً استعارته من جارتها ،
نال إعجاب الجميع ، وبعد أن أعادته إلى حقيبتها عادت فلم تجده فيها ،
فأبلغت الإدارة ، وجرى البحث عن الثوب فوُجد ملقى في صندوق القمامة ..
وأمثال ذلك كثير ، ولكنها كانت ماهرة في القيام بألاعيبها هذه بخفة
وسرعة ودون أن تترك أثراً !!..!!
ومع ذلك فإن معلمة التربية الإسلامية كانت متأكدة أنها وراء هذه الأمور كلها ،
فحاولت أن تتقرب إليها ، وتحلل دوافعها ، غير أنها كانت كالقطة البرية
لا تأنس لأحد،ولا تطمئن حتى لأقرب الناس إليها ..
أسهمت المشرفة في دراسة المشكلة ، فتعرفت على بيئتها واجتمعت بوالدتها ،
وأشارت عليها أن تغير اسمها إلى " صبيحة" "
.
وقالت لها : إن الرسول – صلى الله عليه وسلم - أمرنا بتخير أسماء أبناءنا ،
وما كان ينبغي اختيار هذا الاسم الذي ترك أثره على نفسيتها وتصرفاتها ،
وكانت معلمة الدين أول من ناداها باسمها الجديد فأشرق وجهها
وانفرجت أساريرها ، وكأنها غريق وجد طوق النجاة الذي سينقذه من الغرق ،
لقد انتشله من المأساة الداخلية الدفينة في أعماقها ، وأمرت الطالبات جميعاً
أن ينادينها باسمها الجديد ، لأنه ربما كان مجرد خطأ في التنقيط للحرف الأول !!
عقب ذلك تغيرت معاملة الطالبات لها ومعاملتها لهن ، وارتفع مستواها العلمي ،
فنالت أعلى الدرجات وحققت أحلى الأمنيات ، وأخذت تسهم في الأنشطة
المدرسية إلى أبعد الحدود ، ,وأحبت رفيقاتها وتعاونت معهن وصارت
تتحين الفرص لتبدي نواياها الحسنة لكل طالبة في المدرسة ،
فإذا وجدت من أثقلتها حقيبتها حملتها عنها ، وإن رأت معلمة تحمل دفاتر
الطالبات أسرعت إلى مساعدتها ...
وظهرت مواهبها الأدبية في إذاعة المدرسة ، حيث تلقي كلمات الإخلاص
والمحبة لزميلاتها ومعلماتها !!!
حتى باتت كل تلميذة في المدرسة تقتدي باسمها ،
وفي اجتماع مجلس الأمهات التالي قدمت لها جائزة الطالبة المثالية لتعاملها
وتفوقها الدراسي ..
انتهت ... [/grade]
مواقع النشر