[align=center]
ماري روبرت.. مريم ..أو الداعية مريم كما تحب ان يطلق عليها.. الامريكية السويدية الاصل التي ولدت وعاشت وترعرعت في الغرب .. نشأت لا تعلم عن الإسلام شيئا وتجهل أبسط أركانه .. عاشت حياتها بالطول والعرض تشرب وترقص وتفعل المحرمات وترى والديها المسيحيين يعيشان كيفما اتفق في حياة كلها ضياع وتشتت ..
حتى عرفت الإسلام وتعمقت فيه وأدركت أن هذا الدين يكرم المرأة ويحررها من عبوديتها للشيطان واتباعه المفسدين في الأرض يهذبها ويرتقى بها نحو الأفضل نحو الإنسانيـة والعدل والحرية والكرامة .. أيقنت أن دورها منذ تلك اللحظة لم يعد هامشياً كما وعت وتربت وعرفت.. بل أن دورها اصبح شاملا كشمول الكون زاخرا كالطبيعة متناميا كالحياة..
أحبت زوجها السعودي المسلم الذي عرفها على عظمة هذا الدين الحنيف وأخذ بيدها في دروبه النورانية الشاسعة بكل ما فيها من محبة وخير وأمل.. شيئاً فشيئاً تلبستها الحقيقة وامتلأ قلبها بالنور فقررت أن تصبح داعية.. داعية الى دين الله والى الحجاب والى أخلاق المسلمة العفيفة .. تراها بين حشد من النساء ..هالة من نور وضاء يسبح في عتمة الحلكة .. حباها الله كمالاً في الخلق والخلقة فأضحت قدوة لنساء المسلمين , وتراءت لهم عظمة الدين الحنيف في هذه الداعية الأمريكية المسلمة..
آمنت أن هذا الحجاب الذى تغطى به وجهها وشعرها وجسدها لن يحجب عقلها عن الإدراك ولا بصيرتها عن الفهم وعلى حواسها عن التفكر بالكون وعظمة الخالق .. تلك التى ما إن عرفت بالإسلام حتى تمسكت به وتشبثت بتلابيبه وعرفت أنه الحق والمنقذ والأمل .. قال تعالى ( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيراً ) عرفت الحكمة وأدركت الحقيقة وفهمت سنة الله في خلقه لذلك تمسكت بحجابها كما تمسك بقطعة خشب طافية فوق بحر جارف ورفضت التخلي عنه تحت أى ظرف كان ( ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ) وقال تعالى ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ) .
أما حصة الـ أو ربما عائشة أو خديجة أو نورة أو .. أو.. فهؤلاء من فتياتنا المسلمات (البعض منهن ) نشأن في بلد مسلم مبارك ترى والدتها المسلمة تصلى الفروض الخمسة وربما النوافل وتزكى وتتصدق وتصوم رمضان في بيت عامر بالإيمان والطمأنينة والسلام الروحى الحقيقى .. هذه الفتاة التي عاشت ووعت وأدركت حقيقة الإسلام وشربته مع الحليب رضيعة وطبقته في حياتها مع أسرتها وفى مدرستها مع مدرساتها حيث حصص القرآن الكريم والفقه والحديث والتوحيد لنأتى بعد ذلك كله ونرى المفارقة الغريبة .
حصة هذه المسلمــة مولداً وحياة وسلوكا تتخلى عن حجابها بكل سهولة بل و تنبذه عنها بكل احتقار وكأنه إذلال لها وتحقير من شأنها لم تفهمه جيدا كما فهمته الأمريكية ماري وخاضت حربا من أجل عقيدة ، بل فهمته فهما سطحيا ساذجا وليس كما أنزله الله في كتابه المبين ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) سورة النور الآية 30 .
فأخذته صغيرة كأمر مفروض ثم كشيء مسلم به تتحين الفرص لتتخلص منه فإذا سافرت خارج المملكة فإنها تخلعه منذ لحظة ركوبها الطائرة وعندما تعود ترتديه مرغمة متأففة .. ولما ضاقت بها السبل بدأت تتحلل منه تدريجيا حتى نزعت غطاء الوجه تماما وأبرزت خصلات من شعرها وحولت العباءة الساترة إلى فستان ضيق يبرز مفاتن الجسد وكأنها تلبس ثوبا اسود ضيقا لزوم الدلع وليس حجابا يخفى عن ضعاف النفوس وذئاب البشر زينتها وما حباها الله به من جمال ( اذا كان لديها جمال !! ) .. وهى تعتقد غافلة أن هؤلاء الذئاب يحترمونها ولا تدرى أى مشاعر احتقار هائلة يكنونها لها ويكادون ينحنون تقديرا واحتراما لصاحبة الخمار الحقيقى.
علميهم يا مريم كيف يكون الإسلام الحقيقى .. أعطيهم يا ماري روبرت درسا في التقوى والإيمان ومخافة الله .. افهمى حصة ومنيرة ومريم و.. ان الإسلام قول وفعل ، نظرية وتطبيق ، دين ودنيا ، شريعة وحياة ، وأن الجمال الحقيقى للمرأة في التمسك بحجابها الشرعى الصحيح .
قال بلال بن سعد ( رحمه الله ) :- لا تنظر الى صغر الخطيئة , ولكن انظر الى عظم من عصيت ..
الكاتبه أختكم قماشة العليان
جريدة اليوم الأثنين 24/4/1427
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12029&P=4
[/align]
مواقع النشر