ورقة من مذكرات الطفل الفصيح
لا اطيق ان تهتم امي بمخلوق آخر غيري على وجه الارض واكثر ما يغيظني ان تستقبل احدى صديقاتها وتنغمس معها في حديث شيق وتنسى وجودي كما تنسى انها ولدتني
في البدايه كانت تنطلي علي حيل امي البسيطه اذ كا نت تجلسني على الارض الى جانبها وتحيطني بالعابي المفضله لا لتهي بها عنها بينما هي تنصرف بسلام الى احاديثها مع صديقتها
وكنت اتركها فعلا واهتم بشؤوني الى ان طالت مرة جلستها مع الصديقة حتى اصابني الجوع والعطش والنعاس وكل آفات الارض معا فصرت ابكي واولول ولا اقبل بغير رحيل الزائرة بديلا
وصرت ايضا كلما اتانا احد في الزياره اتحول الى اشد اطفال العالم نكدا فابكي واشد بشعري وباذيال امي واعيث الخراب من حولي في محاولة مفضوحة لتطفيش الزائر او الزائرة وغالبا ما ابلغ مرادي وترتسم على وجه امي علامات الضيق و الاحراج وتودع الزائره معتذره بينما الزائر ينظر الي بعينين ملؤهما الاستغراب والقلق ويواسي امي لان الله رزقها بطفل ثقيل الظل صعب المراس
وفي احدى المرات قبل ان ابدا وصلتي المعتاده لابعاد الدخلاء قمت بحركة اضحكت امي وصديقتها عن غير قصد مني فالتفتتا نحوي واستغرقتا في الضحك واغرقتاني في بحر من الود والاطراء والاهتمام واكتشفت حينئذ ان ان بااستطاعتي ان اكسب بواسطةالضحك حب الجميع واهتمامهم بدل الاهتمام والنفور اللذين كانا نصيبي مع سياسة البكاء
وهكذا غيرت التكتيك بالكامل وصار همي ان اضحك من حولي من اهل البيت والزوار فعينت بهلوان الاسره وبقيت محتلا الصدارة عن جدارة
التوقيع الطفل الفصيح سعيد
هذه ورقه من صفحات طفل غير عادي انها من مذكرات الطفل الفصيح
رد مع اقتباس
مواقع النشر