"الدب" هذه هي الكلمة التي يوصم بها من زاده الله بسطة في الجسم. ويطلقها في الغالب الناس على سبيل التمييز السلبي. وتنتشر السمنة بين النساء والرجال على حدٍ سواء، فالمجتمع السعودي، في خطر لن أتردد باعتباره من أكثر اﻷخطار التي تهدد أمن المجتمع ورفاهيته، وهو ما يفسر انتشار موت الفجاءة بين الناس. وانتشار السمنة من الصفات القليلة التي نتشابه فيها مع المجتمع اﻷمريكي، فقد رأيت من البدناء في أمريكا ما يفوق الوصف، وذلك بسبب الوجبات السريعة، واﻻستلقاء أمام التلفاز ومشاهدة اﻷفﻼم لساعات طويلة.*
لكن مشكلة السمنة ﻻ تمنعني من الدفاع عن الشخص البدين ضد التمييز. بعض البائعين يبتسمون بمجرد دخوله إلى محل المﻼبس لشراء سلعة، وهذه السخرية موجعة وممارسة غير إنسانية، وقد سردت بعضاً من هذا في كتابي "ذكريات سمين سابق". صحيح أن السمين يتحمل جزءاً من مسؤولية بدانته لكن هذا ﻻ يعني أن نناصبه العداء والسخرية. وأعنف السخرية حينما تأتي من اﻷبوين، فقد رأى بعض الباحثين من جامعة "نورث تكساس" في دنتون، أن اﻵباء ربما يكونون أقل رغبة في مساعدة ابنهم البدين في شراء سيارة. وقال الباحث أدرييل بولز لرويترز: "لن يندهش أحد من أن المجتمع يميز ضد البدناء لكنني أعتقد أن من المدهش أن هذا يمكن أن يأتي من أبويك".*
كما أشارت الدراسة التي أجراها بولز وزميلته الباحثة أماندا كراها ونشرت في دورية السمنة (أوبيستي) إلى أن أكثر من ثلثي البالغين اﻷمريكيين أصحاب وزن زائد أو يعانون من السمنة وأن من المعروف أن أصحاب اﻷوزان الثقيلة يواجهون تمييزا في العمل والمدرسة وفي العﻼقات. وعادة يكسبون ماﻻً أقل، وتقل احتماﻻت زواجهم.*
مواقع النشر