🌴أحد ممن كان يحضر دروس الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي -وفقه الله- سابقا يقول :
* راجعت الشيخ في مسألة علمية فجاءني منه عتاب ، فآلمني ذلك لأنه كان أمام الطلاب ، فبعثت له رسالة فيها :
*[ بعض الشيوخ نلازمهم سنين عددا فلا نجد منهم إلا الزجر، وقد صبرنا حتى مللنا، فإلى متى نصبر على هذا ؟! ]
* فكان رد الشيخ :
[ 1- إذا كنت تعنيني فإني لا أزجر في الغالب إلا من أثق به من طلبتي ؛ لأني أريد أن يشتد عوده ويقوى على كل شيء خاصة أمام الناس، فإذا خرج إليهم وواجهه أحد بشيء فإنه لا يضعف لأنه اعتاد على ذلك .
2- قد أجد الطالب محبا لي وأخاف عليه الفتنة، فأقسو عليه فيرى فيّ هذه الصفة فيحصل في نفسه نفرة تمنعه من الغلو في محبتي .
3- قد أزجر وأنا لا أقصد الطالب الذي زجرته، وإنما أقصد غيره من الطلاب الجدد، فلا يسترسلون في الاستفتاء والأسئلة، وإذا رأوا من هو أقدم منهم يزجر لزموا الحذر فيستقيم أمرهم بإذن الله .
4- لا أعرف أني زجرت وفي قلبي حقد أو ضغينة، ولا أعرف أني زجرت بسب أو شتم، رأيت علماء أجلاء نفع الله بأساليبهم ووجدنا لها أثرا بليغا في نفوسنا ومن رافقنا في الطلب، فاجتهدنا في فعل ذلك بطلابنا،
ويعلم الله كم من طلاب تبؤوا سويداء قلوبنا بما رأينا من صبرهم،
وهم لا يعلمون بمقدار حبنا لهم ولم نشعرهم بذلك ؛ خوف غرورهم .
5- إذا كنت بهذه الصفة وحسب كلامك أنك مللت الصبر فإني أناشدك الله أن تقتصر على سؤالي بالإرسال، ولا تقف مع الطلاب؛ لأني أخشى أن تسيء الظن وتحمل الوزر بذلك، وقد يسترسل بك الشيطان فتشتكي لغيرك فتقع في غيبة أنت في غنى عن وزرها، وقد يؤدي ذلك إلى فساد غيرك، فالعلم لم يكن يوما بمعسول الكلام وإنما بالصبر الذي تتساءل في رسالتك إلى متى، وأقول لك : إلى الموت !
فلا أعرف في هذا العلم يوما لم أتجرع فيه مرارة الصبر طالبا ومعلما، وكل صبر ينسي ما قبله .
أسأل الله أن يرحم ضعفنا ويجبر كسرنا ]
غفر الله لشيخنا ولوالديه وحفظه وجزاه عن المسلمين خير الجزاء .
مواقع النشر