لن تبعدني معصيتي
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 12

الموضوع: لن تبعدني معصيتي

  1. #1
    إدارية ومشرفة الركن الإسلامي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    19,702
    معدل تقييم المستوى
    10

    لن تبعدني معصيتي

    لن تبعدني معصيتي


    الشيخ / عمر المقبل __ وفقه الله __


    أنا أتوب ثم أعود!.. أنا منافق! .. عجزت عن مقاومة المعصية! .. أخشى أن أنسلخ من ديني بسبب ذنوب الخلوات! ما الحل؟


    كم تحمل صناديق رسائل الوارد -في البريد الشبكي أو في الجوال- أمثال هذه الكلمات من فتية وفتيات آمنوا بربهم، لكن تغلبهم نفوسُهم فيقعون قيد المعصية، فيحيل الشيطانُ أجواءَهم سوداءَ قاتمة، تفوح فيها رائحة الذنب، ولا تَهِبُّ فيها نسائمُ مغفرة الله الواسعة.

    ولا ريب أن استعظام الذنب علامة إيمان، والاستخفاف به علامة ضعف.
    والخطيرُ في هذا الباب هو أن الشيطان يدخل على قلوب كثيرٍ من هؤلاء الشبيبة من باب تعظيم الذنب، لا ليعينهم على التوبة -فهذا ما لا يريده الشيطان- بل ليعزز في قلوبهم الانقطاع عن مجالس الذكر، والصحبة الصالحة؛ بحجة أنهم منافقون! وأن مظهرهم غيرُ مخبرِهم! وهي في الحقيقة حيلة شيطانية يريد منها إبليسُ أن تكون جسراً لمفارقة أصدقائه الصالحين، وسبباً لتبرير المعصية، التي لن تتوقف عند الصغائر، بل ستجره إلى ما هو أعظم منها.
    والمتأمل في هذه الذنوب -التي يضخّمها الشيطان في نفوس هؤلاء الفتية والفتيات- يجد أن غالبها من الصغائر، وحين يقال هذا، فليس هذا تهويناً من ارتكابها قطعاً بل لتُوضَع الأمور في موضعها الصحيح، فإن الخلل في تقدير مراتب الذنوب، ومعرفة منزلتها في الشريعة؛ يؤدي إلى نتائج وخيمة، وكم جرّ تضخيمُ بعض الذنوب فوق حجمها الذي جاءت به الشريعة إلى عواقب سيئة الأثر على هؤلاء النشء!
    والذي ينبغي أن نحذره -معشرَ الدعاة والمربين- أن نضع المعصية فوقَ قدرها الشرعي، فننقلها بطريقة حديثنا -من حيث نشعر أو لا نشعر- من الصغائر إلى الكبائر، تماماً كحذرنا من التقليل من كبيرة من الكبائر، وكأنها من أخفّ الذنوب، فإن كلا الأمرين داخلٌ في القول على الله بغير علم، الذي هو من أكبر الكبائر.
    ولعل بعضَ الفضلاء يحتج بأن تعظيمَ أمرِ الصغائر يغلِقُ باب الكبائر؛ فالصغيرة تؤدي إلى الكبيرة غالباً! والواقع أن هذا -مع كونه ليس منهجاً شرعياً- فله أثرٌ سلبي في تئييس العبد من التوبة، وقطعِ خط الرجعة، وإغلاق باب الأوْبة، ومفارقة الصحبة الصالحة -وهو كثير لا يكاد ينفك عنه كثير من هؤلاء الشباب-.
    كما أن تعظيم الصغائر يقود -بعد الوقوع فيها- إلى الولوغ في الكبائر دون ألم داخلي، أو تأنيب ضمير!

    والذي ينبغي أن نُربي عليه أنفسَنا ومَن تحت أيدينا، يمكن تلخيصه في أمور، هي:

    1/ تعظيمُ الله وتوقيره، والحذرُ من المعاصي صغيرها قبل كبيرها، وأن تكون الهيبة من المعصية عملاً لا يفارق القلوب، كما قال بلال بن سعد: «لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر مَنْ عصيتَ» ، فالحياء من اطلاعِ الله عليه حالَ المعصية من أعظم العواصم عن المعصية.
    وهذا الحياء ناتج "عن المعرفة بعظمة الله وجلاله وقدرته، لأنه إذا ثبت تعظيمُ الله في قلب العبد أورثه الحياء من الله، والهيبة له؛ فغلب على قلبه ذكرُ اطلاعِ اللهِ العظيمِ ونظرهِ بعظمته وجلاله إلى ما في قلبه وجوارحه، وذِكْرُ المقامِ غداً بين يديه، وسؤاله إياه عن جميع أعمال قلبه وجوارحه، وذكرُ دوامِ إحسانه إليه، وقلةِ الشكرِ منه لربه، فإذا غلب ذِكرُ هذه الأمور على قلبه؛ هاجَ منه الحياء من الله، فاستحى من الله أن يطّلع على قلبه وهو معتقد لشيء مما يكره، أو على جارحة من جوارحه، يتحرك بما يكره، فطهّر قلبَه من كل معصية، ومنع جوارحه من جميع معاصيه"
    ومن وُفِّق لهذه الحال؛ سهل عليه ترك المحرّم، وتكّدر من الزلل، بل وجدَ للطاعة لذةً تجعله يحزن لفواتها إذا كانت مستحبةً، فكيف إذا كانت فريضة! لكنها تحتاج إلى جهادٍ ومجاهدة، وصبرٍ ومصابرة، ومَن فعل ذلك، فإن النتيجة الحتمية: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾[العنكبوت: 69].
    2/ أن نبادر إذا وقعنا في الخطأ -وكلنا ذو خطأ- للتوبة، فهذا شأن مَن وعدهم الله تعالى جنةً عرضها السماوات والأرض: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِين﴾[آل عمران: 136].
    3/ أن وقوعنا في الخطأ لا يبرّر مفارقة الصحبة الطيبة، التي لو لم يكن منها إلا أنها تزهّد في المعصية، بخلاف صحبة السوء الذين يزينونها في النفس، ويهوّنونها.
    4/ الخوف من عقوبة الله تعالى، فإن المتأمل في نصوص القرآن والسنة -مع كثرة ما فيهما من نصوص الرجاء- يجدهما مليئين بذكر العقوبات على المعاصي؛ لئلا يتّكل الإنسانُ، ولا ييأس، بل يعيش في توازن، يجمع بين الرجاء والخوف.
    إننا نبقى بشراً نتقلب بين تلك الأنفس الثلاث: الأمّارة بالسوء، والنفس اللوامة، والنفس المطمئنة، فإذا كنا غير معصومين من الأولى، فليكن لنا نصيب كبير من الثانية، لعلنا ننتقل بعدها إلى النفس الثالثة، عسى أن نسمع هذا النداء المحبب للنفوس: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾[الفجر: 27 - 30].

    دخول متقطع ،، ارجو المعذره ،،
    نسأل الله العفو والعافيه في الدنيا والاخره
    (رحمك الله ياأبتاه وغفر لك وجعل مأواك جنة الفردوس الاعلى وجمعنا بك فيها )

    للمحتشمات ( أعجبني )
    هذا البهاءُ الذي يزدانُ رونقُـــــــهُ
    فيكن من يا تُرى بالطهـر حلاه ؟
    هل مثلكن نساء الارض قاطبـة
    أم خصكن بهذي الفتنــــةِ الله ؟
    (د. فواز اللعبون )


  2. #2
    مساعدة مشرفة بالركن الإسلامي الصورة الرمزية طامحة للمعالي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    753
    معدل تقييم المستوى
    29
    جزاك الله خير وبارك فيك ،،،
    نقل مهم وجوهري فمن منا لم يشعر بهذا الشعور،،،
    اسال الله ان يثبت قلوبنا على طاعته

  3. #3
    محررة مبدعة الصورة الرمزية "دودو"
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    غزة العزة
    المشاركات
    5,795
    معدل تقييم المستوى
    99


  4. #4
    مشرفة الركن الاسلامي الصورة الرمزية دموع التوبة
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    11,240
    معدل تقييم المستوى
    124
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

    إننا نبقى بشراً نتقلب بين تلك الأنفس الثلاث: الأمّارة بالسوء، والنفس اللوامة، والنفس المطمئنة، فإذا كنا غير معصومين من الأولى، فليكن لنا نصيب كبير من الثانية، لعلنا ننتقل بعدها إلى النفس الثالثة

    يقول الله عز وجل: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً﴾ [سورة الزمر الآية: 53]

    جزاك الله خير اختي الغالية في الله و بارك الله فيك و نفع بك غاليتي و جعلها في ميزان حسناتك على هذا الانتقاء الطيب فلا يوجد انسان لا يخطئ ابدا بل نحن نتقلب بين التوبة و الذنب لذلك قيل كما يغسل الصابون الثوب المتسخ فان الاستغفار و التوبة هي ذلك الصابون للذنوب و قد تم التقييم و بانتظار المزيد بكل شوق.
    مواضيع قد تهمك


    ما هو شرك الارادة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و خاصة عند تفريج الهم و الكربة الدنيوية


    افساد المرأة لاخرى عن طريق تقديم النصائح انتبهوا فالامر خطير




    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(ما لي و للدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ، ثم راح و تركها )



    صحيح الجامع - صححه الالباني


    و هذه حالنا في الدنيا فالسعيد من عمل للاخرة و الخاسر من اركن للدنيا و مفاتنها















صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |