عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء " قيل : يا رسول الله وما جلاؤها ؟ قال : " كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن " روى البيهقي الأحاديث الأربعة في شعب الإيمان
أسباب صدأ القلب :
دنس على القلب بسبب تراكم الغفلات وتزاحم الشهوات
علاجه :
ذكر الموت ، وتلاوة القرآن
والمقصود بتلاوة القرآن هو قراءة تدبرمع فهم والعمل به
في تفسير السعدي :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ } أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره، فيصدقونها ويعتقدونها، ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضا ألفاظه، بدراسته، ومعانيه، بتتبعها واستخراجها.
شرح الحديث من مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح :
( وعن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن هذه القلوب ) ، أي التي هي مرايا لمطالعة علام الغيوب ومشاهدة الأحوال والغيوب ، وقال ابن حجر : أي هذه القلوب المعلوم أنها في غاية الرفعة تارة والخسة أخرى لأنها لأبدانها بمنزلة السلاطين ، فإذا صلحت صلحت وإذا فسدت فسدت ( تصدأ ) بالهمز ، أي يعرض لها دنس بتراكم الغفلات وتزاحم الشهوات ( كما يصدأ الحديد ) ، أي يتوسخ ( إذا أصابه الماء ) ، أي استعماله المشبه باشتغال القول بارتكاب الذنوب والغفلة عن ذكر المحبوب وفكر المطلوب وهو الران المذكور في القرآن ( قيل : يا رسول الله وما جلاؤها ؟ ) بكسر الجيم ، أي آلة جلاء صدأ القلوب من وسخ الغيوب المانع من مقابلة المحبوب ومطالعة المحبوب ، ففي الحديث المشهور : المؤمن مرآة المؤمن ( قال : كثرة ذكر الموت ) وهو الواعظ الصامت ، ويوافقه الحديث المشهور : أكثروا ذكر هادم اللذات بالمهملة والمعجمة ، أي قاطعها أو مزيلها من أصلها ، وفسر قوله - تعالى - أيكم أحسن عملا بأكثر ذكرا للموت ( وتلاوة القرآن ) بالرفع ويجوز جره وهو الواعظ الناطق ، فهما بلسان الحال وبيان القال يبردان عن قلوب الرجال أوساخ محبة الغير من الجاه والمال ( روى البيهقي الأحاديث الأربعة ) ، أي المتقدمة ( في شعب الإيمان ) .
مواقع النشر