لماذا الابتــــلاء ؟؟

[نخلة الفردوس]

لماذا الإبتلاء .. أتمنى أعيش حياتى دون عنــاء أو بكاء ؟؟
أريد أن أعيش فى سخاء ورخـــأء
لماذا الابتــــلاء ؟؟

تعالوا نتكلم بصراحة ..
لما ربنا سبحانه وتعالى بينعم عليك ويعطيك من الدنيا ما تريد وتعيش مرفه ..
فى الغااااااالب إنت بتركن إلى الدنيا وتطمئن إليها وبتبعــــد عن ربنا وقليلا ما تشكره ..
بننشغل بالنعــــــم وتنسى حق الله عليك
والأدهى أنك قد تعصيييييييييه بنعمه عليك..
صحــــ ؟؟
ده اللى بيحصل مع الأغلب الناس بلاش نكذب على نفسنا !

وعشان ربنا عز وجل بيحبكــ .. لا يريد أن تلهيك الدنيا الزائلة عن الآخرة ..
أيــــوة عشان ترجع لربنا تانى لازم الابتلاء ..
عشان ربنا يمحصك لازم الابتلاء
وتناجيه تانى .. وتقرب تانى بعد ما بعدت أوى وانشغلت بالنعمة عن المنعم عز وجــــل ..
عرفت يعنى إيه .. ربنا عز وجل إذا أحب عبدا ابتلاه
لو كنت إنت ملكش منزلة عند ربنا سبحانه كان ممكن يستدرجك ويتركك تلهو وتلعب وتعرض عن ذكر الله .. ثم بعد ذلك يأخذك بغتة وأنت لا تشعر والعياذ بالله
الابتلاء ده بيطهرك
الابتلاء بيرفعك
يعنى بجد أنا لما بقعد فترة من غير ابتلاءات بخاف ..
آه والله العظيم بخاف ليكون استدراج .. وأكون من اللى ربنا عز وجل قال فيهم
" نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ."
"فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ "
متقولشى بقى ليه يارب اللى بيحصلى
متقولشى اشمعنا أنا
ربنا بيحبك
عشان كدا لا يريدك أن تركــن إلى الدنيا وتطمئن إليها

~ من تربية الله لك ~
قد يبتليــكـ فـ نعمة كنت متمتعاً فيها لأنه رأى أن قلبك أصبح “مهموما” بالدنيا ومقبلا عليها ومتعلقا بهـأ ومستقر إليهــا ومطمئنا بها
فأراد أن يريك حقيقتها لتزهد فيها وتشتاق للجنة

لما تكون فى كرب وتدعى وتعاهد ربنا لو كشف الضر عنى ده أنا حاعمل واعمل وأسوى وربنا سبحانه يكشفه عنك رحمة بيك وبحالك ..
مش كتييييييييييييير بتنقض عهدك ؟!
صــحـــ ؟؟

تعالوا نتكلم بوضوح أكتر
انتى مش ياما دعيتى ربنا .. رب هب لى زوجا صالحا ورفيقا طيبا كى نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا !!!
.. ولكن للأسف لما جه خطيبك .. انشغلتى بيه عن الطاعة .. وكمان عصيتى بيه ربنا .. للأسف بعدتى كتييييييييير عن الله .. وفضلتى إرضاء نفسك وخطيبك عن إرضاء الله عز وجل
صــــحــ ؟؟
للأسف حتى بين الملتزمين نادر من يلتزم بحدود وضوابط الخطبة

وأنت لما كنت فقير ومش معك فلوس .. وقلت نفسى فى فلوس .. يا سلام لو ربنا أغنانى من فضله ده أنا حبنى مسجد .. ودار تحفيظ قرءان وحاعمل وأعمل ..
وأغناك الله من فضله .. استخسرت الفلوس فى الخير ,, ورحت حملت قاعة أفراح مختلطة !!..
وأنت ربنا وهبك فصاحة لسان .. استخدمتها فى الهجوم على كل ما هو اسلامى!!
وانتى ربنا وهبك الجمال .. لم تتقى الله فى نفسك وتجردتى من حيااااااءك وتبرجتى !!
لا تلوموا الأقدار .. لوموا أنفسكم
قبل ما تقولى هو أنا بيحصلى كل ده ليييييه ؟؟!!
متزعليش بقى لما تلاقى خطيبك بيبعد عنك .. جزاء وفاقا
متزعلش لما تلاقى بالرغم من الفلوس الكتير اللى بتكسبها انك مديون لطوب الأرض ومخنوق ومزنزق
متزعليش لما يجيلك مرض يضيع جمالك كله
متزعلش لما تلاقى نفسك بتتمنى الموت ومتلاقيوش
لوم نفسك الأول .. شوف انت عملت إيه ..
ربنا مبيظلمش حد .. والله كل من نفسك

" إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِم النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ "
"وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ"
"ما أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ"



طيب انا ماشى مستقيم وبما يرضى الله ونفسى فى حاجات ياما .. حاسس انى محروم .. محروم من حاجات كتييير فى حياتى ..
محروم من زوجة صالحة ..
وأنا أتمنى زوج صالح
وأنا نفسى فى الذرية الصالحة
وأنا عايز فلوس
ربما أعطاك فمنعك .. ,ربما منعك فأعطاك ..
ولو انكشفت لك الحكمة وراء المنع .. ستدرك حينها أن المنع كان عين العطااااااء
والله يعلم وأنتم لا تعلمون
~ من تربية الله لك ~
قد يمنع عنك شيئا تطلبه لأنه يعلم أن هذا الشئ سبب لفسـ ــ ـاد دينك أو دنياك، أو أن وقته لم يأت، ولو كان خيييير سيأتي في أروعـــــ وقت ممكن

ربنا وحده سبحانه يعلم الخير فين
ساعات بتتمنى حاجة ويكون نفسك فيها أوووووى .. وتقولى لا هى دى يعنى دى اللى حتسعدنى .. أنا واثقة
وبعد كدا لما تجيلك الحاجة دى تكتشفى انها وبال وحسرات وعذاب ومراااااااااار
لا تحزن على شئ لم تملكه فربما لو ملكته لكان الحـــزن أكبر
تلاقى اللى جاية تشتكى : جوزى بيعرف بنات عليا .. أنا تعبانة .. يا ريتنى ماتجوزت !! ..
جوزى مدمن مواقع خليعة .. أنا مصدومة .. أنا حموت بجد .. أنا والله مش مقصرة .. هو ليه كدا .. يارتنى ماتجوزت !!
جوزى كل يوم يهينى ويضربنى ويمشينى معيطة لأهلى .. أنا والله معملتلهوش حاجة خالص .. يا رتنى مااتجوزت !!
ويجى الأخ نفس الحكاية يشتكى من زوجته
ويجى الأب أو الأم يشتكى من عقوووووق وجحود أبناؤهم
وده الفلوس أفسدت أخلاقه وبقى عنده طمع وشراهة ونسى فضل الله عليه
و .. و .. و .. الكثيييييير من المواقف

وكمان حتى لو محصلش أى مشكلة من المشاكل دى
الابتلاء الحقيقى هو أن تتقلب فى نعم الله ولا تشكرها
والله أخطر حاجة ممكن تصيبك هى إن النعمة دى تبعدك عن ربنا ... دى أكبر كارثة بجد

إذا أنزل الله بك ضراً فقرّبك من الله فهو نعمة ،
وإذا أنزل بك نعمة فأبعدتك عن الله فهي نقمة
عشان ربنا سبحانه بيحبك ..

كان لازم .. لازم حاجة تفـــوقك لازم عشان تتوب وتستغفر ربنا
وتفتكر .. يااااه أكيد اللى أنا فيه ده عشان ملتزمتش بوعودى مع ربنا
أكيد اللى أنا فيه ده عشان مشكرتش نعم ربنا
أكيد اللى أنا فيه ده عشان أعجبت بنفسى ومتذكرتش فضل ربنا
سبحانه وتعالى

فى لحظة تلاقى ضاقت عليك الدنيا بما رحبتـ
وضاقت عليك نفسك بما حملتـ
وتلاقى كل الناس .. كل البشر اتخلوا عنكـ
ويضيق صدركـ ويشتد ألمكـ
ولن تجــد من يسمعكـ إلا ربكـ حبيبكـ .. سيدكـ .. ولى أمركـ
سيأتى الوقتــ الذى ينقطع فيه رجاؤك من كل العباد .. وكل الأسباب ..
حتى تلجـــأ إلى خالقك عز وجل .. مسبب كل الأسباب
وتقوله يارب ماليش غيرك .. تخلى عنى كل الأحباب وانقطعت عنى كل الأسباب
وأنت ربى لمن تكلنى .. ليس لى سواك يا رب الأرباب ​

[نخلة الفردوس]

تناجى ربك
وتزهد فى الدنيا وتقول خلاص يارب مبقتش عايز شئ من الدنيا إلا رضاك
وتحاول جاهدا تصلح من نفسك ,, وترضى ربك ,,

ساعتها بقى حتلاقي الدنيا هى اللى بتجرى وراك
ومن لطائف أسرار اقتران الفرج بالكرب ، واليسر بالعسر : أن الكرب إذا اشتد وعظم وتناهى حصل للعبد اليأس من كشفه من جهة المخلوقين ، وتعلق قلبه بالله وحده ، وهذا هو حقيقة التوكل على الله ، وهو من أعظم الأسباب التي تطلب بها الحوائج ، فإن الله يكفي من توكل عليه كما قال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )

هل أدركت الآن لماذا الإبتلاء ؟
لماذا الابتلاء ؟!

لتمحيص عبادتكـ ..
اسلامكـ ,, استسلامكـ ,, وخضوعكـ لربكـ
واختبار قوة صبركـ

لماذا الابتلاء ؟!
قد تكون أعجبت بنفسكـ
اغتررت بدنيتكـ

لماذا الابتلاء ؟!
لتتفكر فى عيوبكـ
لتقر بضعفك وعجزكـ وفقركـ وحاجتكـ لربكـ
سبحانه وتعالى

لماذا الابتلاء ؟!
لتخفيف ذنبكـ
لرفع درجتكـ

لماذا الابتلاء ؟!
قد تكون نقضت عهدكـ
أخلفت وعدكـ
خنت ربكـ

لماذا الابتلاء ؟!

يبتليكـ ليهديكـ
يبتليكـ ليعافيكـ
يبتليكـ ليصطفيكـ
يبتليكـ ليهذبكـ ويطهركـ وينقيكـ
لا ليعذبكـ أو يشقيكـ
يبتليكـ ليريبيكـ
ليربيــكــ

يبتليكـ ليربيـكـ

لا تحــزن .. لا تيأس
مهما حصلك ف الدنيا ..اوعى تفقد الامل
عيش كل يوم وانت دايما عندك حسن ظن ف الله
اتمنى كل حاجة من ربنا وادعى بقلب كله يقين وثقة ف الله
والخير ربنا كاتبهولك وجاى جاى بس ف وقته المناسب
لو اتمنيت حاجة ومتحققتش يبقى مش عشان انك متستحقهاش
لا عشان ربنا بإذن الله هيرزقك بالى احسن منها وتستحقها
دايما سيبها على ربنا هو قادر يسعدك ويفرحك
بس انت احسن الظن فيه وتوكل عليه ..
واستودع قلبك واحلامك عند ربك ..وبكرة هيفرح قلبك ويحقق حلمك .إن شاء الله

سبحانك ربى ما أعظمك

[نخلة الفردوس]

قال تعالى :
"أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ"

وأكمل الناس إيمانا أشدهم إبتـــلاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة )). أخرجه الإمام أحمد وغيره.

لمَ الابتلاء ؟!
ربما ابتلاك الله بهذا الابتلاء دفعاً لشر وبلاء أعظم , وهذا معنى لطيف.
فكمْ للهِ منْ تدبيرِ أمرٍ طوتهُ عنِ المشاهدة ِ الغيوبُ
وكمْ في الغيبِ منْ تيسيرِ عسرٍ و منْ تفريجِ نائبة ٍ تنوبُ
ومنْ كرمٍ ومنْ لطفٍ خفيٍّ و منْ فرجٍ تزولُ بهِ الكروبُ

ربما تكون مقصر وليس لك كبير عمل فأراد الله تعالى أن يرفع منزلتك و يكون هذا العمل من أرجى أعمالك في دخول الجنة.
قد تكون غافلا معرضاً عن ذكر الله مفرطاً في جنب الله مغتراً بزخراف الدنيا , فأراد الله قصرك عن ذلك وإيقاظك من غفلتك ورجوعك الى الرشد.

لمَ الابتلاء ؟!
للابتلاء حكم عظيمة منها :

1- تحقيق العبودية لله رب العالمين
لتمحييييييييييييصك
هل إيمانك صادق أم متزعزع ؟
هل ستصبر وترضى أم ستكون من الذين قال تعالى فيهم

‏‏"وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ "



2- الابتلاء إعداد للمؤمنين للتمكين في الأرض
قيل للإمام الشافعي رحمه الله : أَيّهما أَفضل : الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين ؟ فقال : التَّمكين درجة الأنبياء ، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر ، وإذا صبر مكن .


3- كفارة للذنوب

روى الترمذي (2399) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2280) .

وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) . رواه الترمذي (2396) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1220) .



4- حصول الأجر ورفعة الدرجات

روى مسلم (2572) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً ) .


5- الابتلاء فرصة للتفكير في العيوب ، عيوب النفس وأخطاء المرحلة الماضية

لأنه إن كان عقوبة فأين الخطأ ؟



6- البلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل

يطلعك عمليّاً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف ، لا حول لك ولا قوة إلا بربك ، فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء ، والعجب والغرور والغفلة ، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه ، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .

قال ابن القيم :

" فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه " انتهى .

[نخلة الفردوس]

7- الابتلاء يخرج العجب من النفوس ويجعلها أقرب إلى الله .

قال ابن حجر : " قَوْله تعالى : ( وَيَوْم حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتكُمْ ) رَوَى يُونُس بْن بُكَيْر فِي " زِيَادَات الْمَغَازِي " عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس قَالَ : قَالَ رَجُل يَوْم حُنَيْنٍ : لَنْ نُغْلَب الْيَوْم مِنْ قِلَّة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ الْهَزِيمَة .."

وقال الله تعالى : ( وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ) آل عمران/141 .



8- إظهار حقائق الناس ومعادنهم ..

قال الفضيل بن عياض : " الناس ما داموا في عافية مستورون ، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم ؛ فصار المؤمن إلى إيمانه ، وصار المنافق إلى نفاقه " .

ورَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي "الدَّلائِل" عَنْ أَبِي سَلَمَة قَالَ : اُفْتُتِنَ نَاس كَثِير - يَعْنِي عَقِب الإِسْرَاء - فَجَاءَ نَاس إِلَى أَبِي بَكْر فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ : أَشْهَد أَنَّهُ صَادِق . فَقَالُوا : وَتُصَدِّقهُ بِأَنَّهُ أَتَى الشَّام فِي لَيْلَة وَاحِدَة ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة ؟ قَالَ نَعَمْ , إِنِّي أُصَدِّقهُ بِأَبْعَد مِنْ ذَلِكَ , أُصَدِّقهُ بِخَبَرِ السَّمَاء , قَالَ : فَسُمِّيَ بِذَلِكَ الصِّدِّيق .


9- الابتلاء يربي الرجال ويعدهم

لقد اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم العيش الشديد الذي تتخلله الشدائد ، منذ صغره ليعده للمهمة العظمى التي تنتظره والتي لا يمكن أن يصبر عليها إلا أشداء الرجال ، الذين عركتهم الشدائد فصمدوا لها ، وابتلوا بالمصائب فصبروا عليها .

نشأ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتيماً ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى ماتت أمه أيضاً .

والله سبحانه وتعالى يُذكّر النبي صلّى اللّه عليه وآله بهذا فيقول : ( ألم يجدك يتيماً فآوى ) .

فكأن الله تعالى أرد إعداد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تحمل المسئولية ومعاناة الشدائد من صغره .


10- ومن حكم هذه الابتلاءات والشدائد : أن الإنسان يميز بين الأصدقاء الحقيقيين وأصدقاء المصلحة

كما قال الشاعر:

جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقـي
وما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي


11- الابتلاء يذكرك بذنوبك لتتوب منها

والله عز وجل يقول : ( وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ ) النساء/79 ، ويقول سبحانه : ( وَمَا أَصابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ ) الشورى/30 .

فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر يوم القيامة ؛ فإنَّ الله تعالى يقول : ( وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ ) السجدة/21 ، والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها وما يصيب الإنسان من سوء وشر .

وإذا استمرت الحياة هانئة ، فسوف يصل الإنسان إلى مرحلة الغرور والكبر ويظن نفسه مستغنياً عن الله ، فمن رحمته سبحانه أن يبتلي الإنسان حتى يعود إليه .


12- الابتلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور

وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا ، في حياة لا مرض فيها ولا تعب ( وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ ) العنكبوت/64 ، أما هذه الدنيا فنكد وتعب وهمٌّ : ( لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ ) البلد/4 .


13- الابتلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالصحة والعافية

فإنَّ هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان معنى الصحة والعافية التي كنت تمتعت بهما سنين طويلة ، ولم تتذوق حلاوتهما ، ولم تقدِّرهما حق قدرهما .

المصائب تذكرك بالمنعِم والنعم ، فتكون سبباً في شكر الله سبحانه على نعمته وحمده .


14- الشوق إلى الجنة

لن تشتاق إلى الجنة إلا إذا ذقت مرارة الدنيا , فكيف تشتاق للجنة وأنت هانئ في الدنيا ؟

فهذه بعض الحكم والمصالح المترتبة على حصول الابتلاء وحكمة الله تعالى أعظم وأجل .

والله تعالى أعلم .

فاذا استشعر العبد هذه المعاني واللطائف انقلب البلاء في حقه الى نعمة وفتح له باب المناجاة ولذة العبادة , وقوة الاتصال بربه والرجاء وحسن الظن بالله وغير ذلك من أعمال القلوب ومقامات العبادة ما تعجز العبارة عن وصفة .
والناس حين نزول البلاء ثلاثة أقسام:
الأول: محروم من الخير يقابل البلاء بالتسخط وسوء الظن بالله واتهام القدر.
الثاني : موفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله.
الثالث: راض يقابل البلاء بالرضا والشكر وهو أمر زائد على الصبر.

والواجب على العبد حين وقوع البلاء عدة أمور:
(1) أن يتيقن ان هذا من عند الله فيسلم الأمرله.
(2) أن يلتزم الشرع ولا يخالف أمر الله فلا يتسخط ولا يسب الدهر.
(3) أن يتعاطى الأسباب النافعة لد فع البلاء.
(4) أن يستغفر الله ويتوب إليه مما أحدث من الذنوب.



لا تحـــزن ..
تبسم ..

فإن هناك من ..
يحبك .. يعتني بك .. يحميك .. ينصرك .. يسمعك .. يراك ..
هو الرحمـــــــــن ..

" تبسم "

فإن .. الله ..

ما أشقاك إلا ليسعدك ..
وما أخذ منك إلا ليعطيك ..
وما أبكاك إلا ليضحكك ..
وما حرمك إلا ليتفضل عليك ..
وما ابتلاك .. إلا لأنه ..
" أحبــــك " ..

لو علمتم كيف يدبر الله أموركم لذابت قلوبكم من محبته .

الحمدلله ، على ضيق وفرح ، على دمع وضحك ، الحمدلله ،
الحمدُ للّه حمداً تستطبّ بهِ جِراحُنا .. حمداً تطيب به الحياة