السؤال
أنا فتاة عمري 32 أحب شاب,منذ أكثر من عامين وهو أكبر مني بستة أعوام غير متزوج صديق للعائلة ولكن نحن لم يحدث بيننا لقاء أبدا أو حديث ولكنني أعجبت مما سمعت عن من أخلاقه وطموحه وقرأت عنه شخص ناجح وأجده قريب جدا مني.
حيث أنني بدأت التعارف من خلال الانترنت بمبادرة أولية خلال فترة قصيرة وأتمنى أن يتطور الموضوع لأكثر من مراسلات لنتعارف أرجو منكم النصح كيف أجعله يعجب بي.علما بأنه لم يسبق لي الحب أو الاعجاب أو التعارف وأتمناه زوجا للمستقبل
الإجابة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بداية أحيي فيك شجاعتك على طرح هذه الاستشارة، وهذا إن دل فإنه يدل على حسن مراقبتك لله عز وجل، فالمراقبة لله هي أصل من أصول الإيمان، فأسأل الله أن يسددك ويوفقك للحق، ويصرف عنك هوى النفس وكيد الشيطان.
أختي الفاضلة..
الإعجاب بالآخرين هي ظاهرة طبيعية إلى حد ما، ولكن في حدود التطور والإرتقاء أو جعلها قدوة طيبة يستفاد منها في حياتنا ومعاملاتنا الدينية والدنيوية.
أما إذا تطور الإعجاب إلى أن يكون سبباً في علاقة غير شرعية بداية فهذا أمر محظور وكل ما يؤدي إلى محرم فهو يدخل في دائرة الحرام لأنه سبب في الوقوع في المحرم.
فأنت أختي الكريمة من الطبيعي أن تفكري بالرجل المناسب الذي سيكون شريك حياتك، وهذا مرده لله الذي سيقدر لك الصالح من الرجال.
ولكن تجدر الإشارة هنا إلى تنبيهات مهمة وعاجلة:
1-إحذري من تزيين الشيطان لعملك، وتصورك أن هناك مبرر للتواصل معه سواءً حسن أخلاقه وطموحه وغيرها، فهذا ليس مبرراً لإقامة أي علاقة معه أو تواصل،
وأذكر بقوله سبحانه وتعالى (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء)
فتزيين الشيطان للعمل هو مدخل للضلال والعياذ بالله.
2-لا تتأملي كثيرا وتفكري بالرجل أو أي رجل سواءً بشكله أو هندامه أو خلقه أو تصرفاته، فهذا مدخل آخر للشيطان للتعلق المحرم بالأشخاص، دون علاقة شرعية كالزواج، ولذلك أمرت الشريعة المؤمنين بغض البصر
فقال سبحانه : { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون}
ورغم دخول المؤمنات في هذا التوجيه الرباني إلا أنه سبحانه كرر لهن التوجيه
فقال سبحانه: { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن }
والسلامة للمرأة في بعدها عن مواطن الرجال وفي مراقبتها لصاحب العظمة والجلال..
3-لا يجوز لك التواصل مع أي رجل غير محارمك بأي نوع من أنواع التواصل، لأن هذا يفضي للحرام، وبداية التعارف الذي حصل ولو كانت بحسن قصد هي بداية غير موفقة وعليك أن تتوبي إلى الله وتستغفريه خصوصاً أنها أول محاولة للتعرف على غير محرم لك،
يقول جل جلاله :{ ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض..}
والخضوع قد يدخل فيه الكتابة أو المراسلة..
4-احرصي أن لا تكوني سببا في يوم ما في فعل الحرام، فبدايتك أنتي معه وبهذه الطريقة قد تفتني فيها هذا الرجل، وينحرف معك بعلاقة محرمة، لأن الشيطان حاضر في مثل هذه المواقف ويؤز أزاً،حفظنا الله وإياك،
يقول الله تعالى: { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون} .
وأخيرا أحب أن أذكرك أختي..
بأن الزواج هو تقدير ونصيب من الله، وسيرزقك الله الرجل المناسب، وهناك طرق عدة في اختيار الزوج المناسب بطرق جائزة وصحيحة عن طريق بعض الجمعيات التعاونية الموثوقة في الزواج، أو الخطابات المعروفات والموثوقات .
ولا أنسى أن أذكرك أيضاً بأن باب الله مفتوح وحبل الله ممدود، فعليك أن تطرقيه وتشدي أزرك به بأن يرزقك الزوج المناسب والصالح..
أسأل الله أن يدلك على الخير وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
والله الموفق والهادي ..
مع المستشار: أ.محمود حماده
مواقع النشر