الدرس الأول .....
======
اية الكرسي ,, فضلها ,, تفسيرها ,, مالايصح فيها ..
تمهيد ...
وقت أذكار الصباح والمساء:
ولقد حثنا عليها ورغب فيها الشارع الحكيم وجعلها في وقتين فاضلين مختلفين.
يقول الله - عز وجل -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42].
في هذه الآية الكريمة الحث على الإكثار من ذكر الله - عز وجل، والتهييج له؛ لأن كثرة ذكره - عز وجل - تعلق القلوب به؛ ولهذا أمر الله - عز وجل - بالذكر الكثير.
فقوله تعالى : ﴿ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ أي: أول النهار وآخره، لفضلها، وشرفها، وسهولة العمل فيها،
والأصيل: هو ما بين العصر وغروب الشمس .
وقد خص هذين الوقتين؛ لشرفهما ولتيسر ذكر الله فيهما وسهولته. ، ولهذا شرعت أذكار الصباح والمساء وأورادهما عند الصباح والمساء.
ويقول - عز وجل -: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق:39]
ويقول - عز وجل -: ﴿ فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴾، والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ومَحلُّ هذه الأذكار كما يتجلى من هذه الآيات هو الصباح الباكر، أي: من بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، والمساء ويقال: العشي والآصال، وهو من بعد صلاة العصر إلى قبل الغروب، هذا وقد اختلف العلماء في تحديده، على أن الأمر في ذلك واسع إن شاء الله - عز وجل - فيما لو نسي العبد ذلك في وقته أو عرض له عارض فلا بأس أن يأتي بأذكار الصباح بعد طلوع الشمس، إلى نهاية وقت الضحى وهو قبل صلاة الظهر بوقت يسير، وأذكار المساء بعد غروبها، إلى ثلث الليل .. قال ابن القيم: قال تعالى: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق:39]
وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث: من قال: كذا وكذا حين يصبح، وحين يمسي، أن المراد به: قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها وأن محل ذلك ما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب، وقال تعالى: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾ [غافر:55]
والإبكار أول النهار، والعشي آخره. وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح، وبعد العصر..
العناية بأذكار الصباح والمساء:
وإن من المتقرر أنَّ هذه الأذكار المتعلقة بالمسلم في يومه وليلته تحظى باهتمام المسلمين البالغ وعنايتهم الكبيرة، غير أنَّ الكثير منهم قد لا يميزون في ذلك بين الصحيح الثابت عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وآله وسلم - وبين الضعيف الذي لا يثبت عنه، وقد لا يعرفون - أيضًا - معاني هذه الأذكار العظيمة ولا مقاصدها الجليلة، فيفوتُهم بذلك نفعُها العظيم وتأثيرُها البالغ؛ ولذلك يقول ابن القيم - رحمه الله -: "وأفضلُ الذِّكر وأنفعُه ما واطأ القلبُ اللِّسان، وكان من الأذكار النبوية، وشهد الذاكر معانيه ومقاصده".
وقد اعتنى العلماء الكرام الافاضل في التصنيف في اذكار طرفي النهار والفوا فيه مؤلفات كثيره ..
تنبيهــــــــات:
^^ أذكار الصباح والمساء لا يجوز روايتها بالمعنى؛ لأننا نتعبد الله بذكرها، ويدل على ذلك الحديث الوارد في الذكر عند النوم، وقال في آخره: ((.... آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت فلما قال الراوي من الصحابة - رضي الله عنهم -: ((وبرسولك الذي أرسلت))، قال الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: (( قل: وبنبيك الذي أرسلت))
^^^ أذكار الصباح والمساء أو غيرها من الأذكار المقيدة بوقت أو سبب لا يعمل بها إذا رويت بأحاديث ضعيفة، وفيما ثبت في الأحاديث الصحيحة كفاية.
قال الشيخ الألباني رحمه الله:" ومن المؤسف أن نرى كثيرا من العلماء - فضلًا عن العامة - متساهلين بهذه الشروط، فهم يعملون بالحديث دون أن يعرفوا صحته من ضعفه، وإذا عرفوا ضعفه لم يعرفوا مقداره، وهل هو يسير أو شديد يمنع العمل به، ثم هم يشهرون العمل به كما لو كان حديثًا صحيحًا، ولذلك كثرت العبادات التي لا تصح بين المسلمين، وصرفتهم عن العبادات الصحيحة التي وردت بالأسانيد".
^^^ أذكار الصباح والمساء لا يشترط في الإتيان بها ترتيب معين؛ لأنها لم ترد مرتبة عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم.
^^^ أذكار الصباح والمساء - وغيرها من الأذكار - وردت السنة بهيئات وصيغ متعددة لها ومتنوعة؛ وهذا التنويع في الصيغ بما يوافق السنة الصحيحة له أثر في طرد ما قد يطرأ على العبادة من صفة العادة والرتابة والتي قد تضعف تأثير العبادة على القلب، وحسب المسلم أن يضع هذه القضية نصب عينيه وكلما عمد إلى هذه الأذكار فلينأَ بها أن تكون جوفاء أو أن تكون ميتة.
^^^ أذكار الصباح والمساء لا يشترط لها الطهارة، فيجوز أن تقال على غير طهارة - ولا فرق بين الحدث الأصغر والأكبر -؛ بدليل حديث عائشة - رضي الله عنها -: (( أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يذكر الله على كل أحيانه)) وغيره.
على أننا نقول: بأنها لو كانت على طهارة فهو الأفضل والأكمل. والله أعلم.
منقول من مقال لبكر البعداني - وفقه الله - بتصرف
مواقع النشر