اللهم إنى أسألك العافية فى الدنيا والأخرة -الدرس 12أذكار الصباح والمساء
قال سبحانه وتعالى: "يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا"
والاصيل قال الجوهري: هو الوقت بعد العصر إلى المغرب وجمعه اصُل وآصال وأصائل كأنه اصيله
اليوم موعدنا مع الذكر الثانى عشر من أذكار الصباح والمساء
توضيح لبعض معانى الذكر
"اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يديَّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي"
العافية : السلامه من الأسقام والبلايا والسلامه من الآفات الدينيه والدنيويه .
في ديني : من المعصية والفسوق والنقص .
ودنياي : النكبات والإضطرابات النفسية والتوترات العصبية .
العفو : محو الذنوب .
وأهلي : ابتلاءات في أهلي فالدعاء لهم بالتحصين والوقاية .
عوراتي : عيوبي وتقصيري (كعورة الجسد قد تنكشف لفقر أو تربص أو إيذاء أوقد تقع المرأه من السياره وتنكشف العوره )
روعاتي : الفزعات ( كالذي يفزعه الليل أو الديون أو الهواتف وهي كثيره ولذلك جمع روعاتي وعوراتي )
اللهم احفظني من الحفظ من المهالك والشرور
أغتال : الاغتيال هو أن يقتل خدعه في موضع لا يراه أحد .
من تحتي : خسف ـ زلزال .
شرح الحيث الشامل للذكر
وفي السنن وصحيح الحاكم عن عبدالله ابن عمر قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات حين يمسي وحين يصبح: "اللهم اني أسألك العافية في الدنيا والاخرة اللهم اني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي واهلي ومالي اللهم استر عوراتي وامن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي واعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتي"
صححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود برقم : 5074.
وقد بدأ صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء العظيم بسؤال الله العافية في الدنيا والآخرة، والعافية لا يعدلها شيء، ومن أعطي العافية في الدنيا والآخرة فقد كمل نصيبه من الخير، روى الترمذي في سننه عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه عم النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قلت يا رسول الله، علمني شيئا أسأله الله عز وجل، قال: سل الله العافية، فمكثت أياما، ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله، فقال لي: يا عباس يا عم رسول الله، سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة"صحيح الترمذي (رقم:2790).
وفي المسند وسنن الترمذي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية"صحيح الجامع (رقم:3632).
والعفو: محو الذنوب وسترها، والعافية: هي تأمين الله لعبده من كل نقمة ومحنة، بصرف السوء عنه ووقايته من البلايا والأسقام وحفظه من الشرور والآثام.
وقد سأل صلى الله عليه وسلم العافية في الدنيا والآخرة، والعافية في الدين والدنيا والأهل والمال، وأما سؤال العافية في الدين فهو طلب الوقاية من كل أمر يشين الدين أو يخل به، وأما في الدنيا فهو طلب الوقاية من كل أمر يضر العبد في دنياه من مصيبة أو بلاء أو ضراء أو نحو ذلك، وأما في الآخرة فهو طلب الوقاية من أهوال الآخرة وشدائدها وما فيها من أنواع العقوبات، وأما في الأهل فبوقايتهم من الفتن وحمايتهم من البلايا والمحن، وأما في المال فبحفظه مما يتلفه من غرق أو حرق أو سرقة أو نحو ذلك، فجمع في ذلك سؤال الله الحفظ من جميع العوارض المؤذية والأخطار المضرة.
وقوله: "اللهم استر عوراتي" أي: عيوبي وخللي وتقصيري وكل ما يسوءني كشفه، ويدخل في ذلك الحفظ من انكشاف العورة، وهي في الرجل ما بين السرة إلى الركبة، وفي المرأة جميع بدنها، وحري بالمرأة أن تحافظ على هذا الدعاء، ولا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه في أنحاء العالم تهتك النساء وعدم عنايتهن بالستر والحجاب، فتلك تبدي ساعدها، والأخرى تكشف ساقها، وثالثة تبدي صدرها ونحرها، وأخريات يفعلن ما هو أشدوأقبح من ذلك، بينما المسلمة الصينة العفيفة تتجنب ذلك كله، وهي تسأل الله دائما وأبدا أن يحفظها من الفتن، وأن يمن عليها بستر عورتها.
وقوله: "وآمن روعاتي" هو من الأمن ضد الخوف، والروعات جمع روعة، وهو الخوف والحزن، ففي هذا سؤال الله أن يجنبه كل أمر يخيفه، أو يحزنه، أو يقلقه، وذكر الروعات بصيغة الجمع إشارة إلى كثرتها وتعددها.
وقوله: "اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" فيه سؤال الله الحفظ من المهالك والشرور التي تعرض للإنسان من الجهات الست، فقد يأتيه الشر والبلايا من الأمام، أو من الخلف، أو من اليمين، أو من الشمال، أو من فوقه، أو من تحته، وهو لا يدري من أي جهة قد يفجأه البلاء أو تحل به المصيبة، فسأل ربه أن يحفظه من جميع جهاته، ثم إن من الشر العظيم الذي يحتاج الإنسان إلى الحفظ منه شر الشيطان الذي يتربص بالانسان الدوائر، ويأتيه من أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله؛ ليوقعه في المصائب، وليجره إلى البلايا والمهالك، وليبعده عن سبيل الخير وطريق الاستقامة، كما في دعواه في قوله: {ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} سورة: الأعراف، الآية (17).
فالعبد بحاجة إلى حصن من هذا العدو، وواق له من كيده وشره، وفي هذا الدعاء العظيم تحصين للعبد من أن يصل إليه شر الشيطان من أي جهة من الجهات؛ لأنه في حفظ الله وكنفه ورعايته.
وقوله: "وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي" فيه إشارة إلى عظم خطورة البلاء الذي يحل بالإنسان من تحته، كأن تخسف به الأرض من تحته، وهو نوع من العقوبة التي يحلها الله عز وجل ببعض من يمشون على الأرض، دون قيام منهم بطاعة خالقها ومبدعها، بل يمشون عليها بالإثم والعدوان والشر والعصيان، فيعاقبون بأن تزلزل من تحتهم أو أن تخسف بهم جزاء على ذنوبهم، وعقوبة لهم على عصيانهم كما قال الله تعالى: {فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
سورة: العنكبوت، الآية (40).
وهذا شرح من الكلم الطيب لمعنى
((اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ اليقين والعفو و الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ))([1]).
المفردات:
((اليقين)): هو الأمر الثابت الذي لا شك يخالجه([2])، فاليقين من صفة العلم فوق المعرفة والدراية وأخواتها، يقال: علمٌ يقينٌ، ولا يقال: معرفةُ يقينٌ، وهو مكوّن الفهم مع ثبات الحكم([3]) .
((العفو)): التجاوز عن الذنب: وترك العقاب عليه .
((العافية)): هي كلمة جامعة في تأمين اللَّه تعالى للعبد، ودفاع عنه كل نقمة، ومحنة، وشرٍّ وبلاء، والسلامة من الأسقام، والبلايا، وهي الصحة ضد المرض([4]) .
هذا الدعاء المبارك الجليل القدر فيه أجلّ المطالب، وأهم المقاصد التي يتمنّاها كل عبد في دينه، ودنياه، وآخرته، ففيها سؤال اللَّه تبارك وتعالى السلامة، والوقاية من كل الشرور، بكل أنواعها الظاهرة والباطنة، الجليّة والخفيّة، فإن السلامة والحفظ مبتغى كل الخلائق، في هذه المعمورة، وخاصة عباد اللَّه تبارك وتعالى المؤمنين.
ولهذا كانت هذه الدعوة وما تتضمنه من مقاصد عظيمة عزيزة وجليلة عند الشارع الحكيم، في قوله، وأمره، وفعله، ولما كانت الآفات والبلايا منها ظاهرة، كأمراض البدن، وعلله الحسية، ومنها باطنة معنوية كآفات القلب، قُدِّم سؤال السلامة في أهمّ أنواعه، وهو القلب: ((اللَّهم إني أسألك اليقين))، وهو تمام العلم وكماله، وهو المنافي للشك والريب، فهذا سؤالٌ لِأَعلى درجات الإيمان، الذي عليه الفلاح في الدنيا والآخرة([5]) .
قال ابن مسعود رضى الله عنه ((اليقين الإيمان كله))([6])؛ فلذا كان من دعائه رضى الله عنه ((اللَّهم زدنا إيماناً ويقيناً وفهماً))([7]) .
فإذا رسخ اليقين في القلب، انقطع عن الدنيا، وتعلّق بالآخرة، قال سفيان الثوري رحمه اللَّه: ((لو أن اليقين وقع في القلب كما ينبغي، لطار اشتياقاً إلى الجنة، وهروباً من النار))، قال ابن حجر رحمه اللَّه معلقاً: ((فإذا أيقن القلب، انبعثت الجوارح كلها للقاء اللَّه عز وجل بالأعمال الصالحة))([8]).
ولا شك أن هذا هو منتهى الإرادات والمنى، فدلّ هذا المطلب العظيم على أنه أهمّ مسائل الدِّين، لأنه يتعلّق في أهم منازله، وهو مسائل الإيمان والتوحيد، الذي هو حق اللَّه تعالى على كل العبيد .
وقوله: ((والعفو والعافية في الدنيا والآخرة)): جمع بين عافيتي الدين والدنيا؛ لأنه لا غنى عنهما للعبد، فإن النجاة والفلاح منوطة بهما .
فسؤال اللَّه تعالى ((العفو)): يتضمّن سؤال اللَّه السلامة من الذنوب، وتبعاتها، ونتائجها، وآثارها.
و((العافية)): هو طلب السلامة والوقاية من كل ما يضرُّ العبد في دينه ودنياه، من السقام والمصائب والمكاره والفتن والمحن .
وقد دلّ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وقوله، وفعله، [على] أهمية هذه المقاصد الجليلة، فمن ذلك ما جاء عن عمّ النبي صلى الله عليه وسلم العباس رضى الله عنه أنه جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يارسول اللَّهِ، عَلِّمْني شَيْئاً أَسْأَلُهُ اللَّه تَعَالى، قَالَ: ((سَلُوا اللَّه العافِيةَ))، فَمكَثْتُ أَيَّاماً، ثُمَّ جِئتُ فَقُلْتُ: يا رسولَ اللَّه: علِّمْني شَيْئاً أَسْأَلُهُ اللَّهَ تعالَى، قَالَ لي: ((يَا عبَّاسُ، يا عمَّ رَسولِ اللَّهِ، سَلُوا اللَّه العافيةَ في الدُّنْيا والآخِرةِ))([9])، ففي تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لعمِّه الذي هو صنو أبيه، هذا الدعاء دون غيره من الأدعية بعد تكريره له، وكذلك خطابه بأداة المناداة ((يا عباس))، ((يا عم رسول اللَّه)) التي تفيد التأكيد والتنبيه، يدل دلالة جليلة على أهمية هذه الدعوة الجليلة.
و من الأدلة كذلك، أن رجلاً ((جاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)) ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟
قَالَ: ((تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ))، ثُمَّ أَتَاهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنَّكَ إِذَا أُعْطِيتَهُمَا فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ أُعْطِيتَهُمَا فِي الْآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ))([10]).
دلّ هذا الحديث على حرص الصحابة رضى الله عنهم على علوّ الهمة، ومن ذلك حرصهم على معرفة أفضل الدعاء .
و من الأدلة السنيّة التي تدلّ على أهمية هذين المطلبين: (العفو، والعافية) أنه كان صلى الله عليه وسلم يلازم سؤالهما ربهعز وجل في صباحه ومسائه .
فعن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أنه قال: ((لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ يُصْبِحُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي))([11]) .
فسؤاله صلى الله عليه وسلم العافية (في الدين): هو طلب الوقاية والسلامة من كل أمر يشين الدين ويخلّ به، ويخدش في عقيدة المؤمن، وتوحيده، من الفتن والضلالات، والشبهات، والشهوات من كل أنواعهما .
و سؤال اللَّه تعالى العافية (في الدنيا): هو طلب السلامة والأمان من كل ما يضرّ العبد في دنياه، من المصائب والبلايا، والشدائد، والمكاره، وسؤال اللَّه تعالى العافية (في الآخرة): هو طلب النجاة، والوقاية من أهوال الآخرة، وشدائدها، وكرباتها، وما فيها من العقوبات، بدأَ من الاحتضار، وعذاب القبر، والفزع الأكبر، والصراط، والنجاة من أشد الأهوال، والعذاب بالنار، والعياذ باللَّه .
وأما سؤاله صلى الله عليه وسلم العافية (للأهل): فبوقايتهم من الفتن، وحمايتهم من البلايا والمحن .
وأما في (المال): فبحفظه مما يتلفه من غرق أو حرق أو سرقة، أو نحو ذلك، فجمع في ذلك سؤال اللَّه الحفظ من جميع العوارض المؤذية، والأخطار المضرة))([12]).
فدلّ ذلك كله على أن هذه الدعوات الكريمة الجليلة من جوامع الكلم: (وذلك أنه ليس شيء يعمل للآخرة يتلقى إلا باليقين, وهو الإيمان الراسخ الذي لا شك فيه ولا ريب، وهو أعلى الدرجات كما سبق، وليس شيء من الدنيا يهنأ لصاحبه إلا مع العافية، وهي الأمن والصحة، وفراغ القلب من كل مكروه، فجمع أمر الدنيا كله في كلمة، والآخرة في كلمة)13.
وأختم لك بشرح نفيس للعلامة الشوكاني رحمه اللَّه فقد قال: (العافية: دفاع اللَّه سبحانه وتعالى عن العبد، فقوله[14]: دفاع اللَّه تعالى عن العبد، يفيد أن العافية: جميع ما يدفعه اللَّه تعالى عن العبد من البلايا والمحن كائنة ما كان .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: (فإن أحداً لم يُعطَ بعد اليقين خيراً من العافية)، سأل النبي ربه سبحانه وتعالى أن يرزقه العفو الذي هو العمدة في الفوز بدار المعاد، ثم سأله أن يرزقه العافية التي هي العمدة في صلاح أمور الدنيا والسلامة من شرورها ومحنها، فكان هذا الدعاء من الكلم الجوامع، والفوائد، والنوافع .
ثم علق رحمه اللَّه على الأحاديث التي ذكرناها سابقاً فقال: ((إن الدعاء بالعافية أحب إلى اللَّه سبحانه وتعالى من كل دعاء كائناً ما كان، كما يفيده هذا العموم، وتدلّ عليه هذه الكلية, فجمع هذا الدعاء بهذه الكلمة بين ثلاث مزايا:
أولها: شموله لخيري الدنيا والآخرة.
وثانيها: أنه أفضل الدعاء على الإطلاق.
وثالثها: إنه أحب إلى اللَّه سبحانه وتعالى من كل دعاء يدعو به العبد على الإطلاق كائناً ما كان([15]).
فينبغي للعبد الصالح ملازمة هذه الدعوات المباركات في الصباح والمساء، اقتداء واستناناً بالنبي صلى الله عليه وسلم في ليله ونهاره: في سفره وحضره, وفي سرائه وضرائه، وفي كل أحواله
1 الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا يوسف بن عيسى، برقم 3514، والبخاري في الأدب المفرد، برقم 726، ولفظه عند الترمذي: ((سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة))، وفي لفظ: (سلوا الله العفو والعافية فإن أحداً لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية))، وقد صححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 3/180، و3/185، و3/170، وله شواهد، انظرها في: مسند الإمام أحمد بترتيب أحمد شاكر، 1/156-157.
2 تذكرة الحفاظ، 4/ 356.
3 المفردات، ص 892.
4 انظر: النهاية، ص 627، معجم مقاييس اللغة، 4/ 56، فيض القدير، 2/ 32.
5 انظر: اللآلئ الزكية في شرح الأدعية النبوية، ص 94.
6 أخرجه أحمد، 14/ 278، برقم 8630، والبخاري معلقاً مجزوماً به، كتاب الإيمان، باب الإيمان وقول النبي صلى الله عليه وسلم(بني الإسلام على خمس)، قبل الحديث رقم 8،والحاكم،
2/ 446، وانظر: سلسلة الآثار الصحيحة، 2/ 536.
7 ذكره الإمام ابن تيمية في كتاب الإيمان، 1/ 284، وعزاه بإسنادٍ إلى الإمام أحمد، وصحح إسناده، ابن حجر في الفتح، 1/ 68.
8 المصدر السابق.
9 الترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا يوسف بن عيسى، برقم 3514، مسند الإمام أحمد، 3/ 303، برقم 1783، مسند البزار، 4/ 139، والبخاري في الأدب المفرد، برقم 726، وصححه الألباني في: صحيح الترمذي، 3 / 171، وصحيح المشكاة، برقم 2490، والتحقيق الثاني من سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 1523.
10 أحمد، 19/ 304، برقم 12291، واللفظ له، والترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا يوسف بن عيسى، برقم 3512، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية، برقم 3848، والأدب المفرد للبخاري، ص 222، ومسند البزار، 2/ 274، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص 243، برقم 496، وحسنه الأرناؤوط لغيره في تعليقه على المسند، 19/ 304.
11 أبو داود، واللفظ له، كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، برقم 5076، ابن ماجه، كتاب الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، برقم 3871، أحمد، 3/ 408، برقم 4785، صحيح ابن حبان، 3/ 241، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص 488، برقم 508، وصحيح ابن ماجه، برقم 3121.
12 فقه الأدعية والأذكار، 3/ 31.
13 فيض القدير، 4/ 106.
14 أي عن صاحب (الصحاح).
15 تحفة الذاكرين، 454- 459.
مواقع النشر