خيارات التعامل مع الزوج العدواني
يبتلى الإنسان بابتلاءات عديدة في الحياة، لكن الزوجة التي تبتلى بزوج يتصف بأنه لا يتوقف عن إرهاب من حوله ولا يستطيع أن يعيش إلا إذا كان جميع من يتعامل معهم واقعين تحت ضغط مستمر لا ينقطع، تحتاج هذه الزوجة إلى الكثير من الصبر والكثير من التفكر لتممكن من النجاح في هذا الابتلاء والتعايش مع هذا الزوج بأقل الخسائر الممكنة.
وعلى مثل هذه الزوجة ان تدرك أن طبيعة شخصية زوجها ناجمة عن تراكمات نفسية ومشاكل تعرض لها جعلته لا يتمكن من رؤية الحياة إلا عبر ممارسة الضغط والتخويف والإرهاب النفسي بحق كل المحيطين به حتى من يحبهم ويحتاج إليهم.
تحتاج هذه الزوجة إلى أن تكون لديها شحنة من العواطف والمشاعر التي تختزنها داخل نفسها وتعرف كيف تستخدم كل منها في الوقت المناسب فهي مطالبة بأن تستعمل كل شعور يتلاءم مع النوع الضغط الذي يمارسه عليها الزوج، فتجد نفسها في بعض الأحيان تعتمد على الصبر والتجاهل وفي أحيان أخرى تحاول أن تخرج بنفسها خارج حدود الزمان والمكان حتى لا تنال الكلمات التي تنطلق من شفتي زوجها من استقرارها النفسي والوجداني، وفي أحيان أخرى تجد نفسها مضطرة إلى مواجهته والردّ عليه وذلك في الحالات التي تدرك أنه يفتقد بالكلية إلى أي درجة من درجات المنطق أو التعقل أو حتى الواقعية في إرهابه لها وحصاره النفسي حولها.
مثل هذه الزوجة يجب أن تعتبر أن اللجوء إلى الاعتصام بالله أحد أقوى اسلحتها فكما أمر الرب عز وجل رسوله الكريم بأن يتوكل عليه ويلوذ بحماه إذا ما حاول المتسلطون المتجبرون أن يخيفوه أو يحبطوه أو يشيعوا حالة من الفزع في صفوف أتباعه، تجد الزوجة التي تعاني من هذا الابتلاء نفسها في موقف مشابه، فلا يمكنها أن تدفع هذا الإرهاب المعنوي الذي يمارسه زوجها بحقها إلا من خلال التوكل على الله والاستمساك بذكره وحسن التوكل عليه حتى يدفع عنها الأذى ويجعل هذا الزوج مهموماً بنفسه ومشاكله الخاصة بحيث لا يجد متنفساً لمواصلة إرهابها.
في مرحلة لاحقة وبعد أن تطول سنوات العشرة مع هذا النوع من الأزواج تتعلم المرأة تلقائياً كيف تترك الدنيا وسنن الله التي قد خلت في عباده تفعل أفاعيلها في زوجها، فإذا ما توقفت فقط عن التماس الأعذار له في محاولته لتخويفها وإرهابها في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الحياة سترى بعينيها كيف أن الله تعالى يجعل لها مخرجاً ويحيطها بحالة من السلام النفسي والمعنوي على الرغم من أن نار الخوف التي يشعلها هذا الزوج تحيط بها من كل اتجاه.
إذا تطورت حالة زوجك وأصبح يتعمد إيذائك بدنياً ولا يكتفي عند حدود الإرهاب اللفظي أو السلوكي، ففي هذه الحالة لا مناص من أن تلجأي إلى عائلتك لكي تكون هناك وقفة مع هذا الإنسان فإما أن يتمكن من تهذيب شخصيته وتغيير أسلوب تعامله مع شريكة حياته أو يكون الوصول إلى نهاية الطريق المسدود هو الخيار الوحيد المتاح أمامك.
مواقع النشر