يعد تحديد النسل واحد من أهم الموضوعات التي انصب اهتمام البشرية حولها نظرا لأهميتها، وتتعدد طرق تحديد النسل لدى كل من الرجل والمرأة على حد السواء، كما أن الأديان اختلفت في جواز أو تحريم تحديد النسل، وقد أجاز أغلب علماء الإسلام استخدام طرق ووسائل منع الحمل لطالما أنها لا تشكل أي تهديد على الصحة.
ونظرا لأهمية الصحة الإنجابية وتحديد النسل في حياة كل شخص، تم تحديد يوم 26 شتنبر من كل سنة كيوم عالمي لوسائل منع الحمل، يتم استغلاله للتعريف بأهم هذه الوسائل وطرق استعمالها وأخطارها من طرف مجموعة من الجهات والمؤسسات الصحية حول العالم.
ورغم كل هذا فهناك احصائيات تشير إلى أن 50% من حالات الحمل حول العالم تحدث عن غير قصد ومع استخدام إحدى وسائل منع الحمل.
حبوب منع الحمل، واحدة من أهم وأكثر وسائل منع الحمل انتشارا حول العالم، فعندما تأخذ بالشكل الصحيح تصل فعاليتها إلى 99.9% لمنع حدوث الحمل، إلا أن ما يعاب على هذه الحبوب أنها تمنع حدوث الحمل فحسب ولا تمنع الأمراض المنقولة جنسيا كڤيروس الإيدز مثلا.
كيف تمنع هذه الحبوب حدوث الحمل ؟
يحدث الحمل عن طريق الاتصال الجنسي الذي يؤدي إلى تخصيب البويضة الموجودة في الرحم، ثم تنمو هذه البويضة لتشكل جنينا. تقوم حبوب منع الحمل بتعطيل عملية التبويض، التي يحدث معها الحمل، ويتم انتاج هذه البويضات بشكل شهري، لذلك يتم تناول هذه الحبوب في نفس التوقيت من كل يوم لمدة 21 يوما، وتتوقف السيدة عن تناولها خلال فترة الحيض من كل شهر التي يقوم فيها الرحم بالتخلص من البويضة التي لم تخصب.
يذكر كذلك أن حبوب منع الحمل تعمل على تعطيل وصول الحيوانات المنوية لمخاطية عنق الرحم عن طريق إعطاءه السماكة والصلابة الكافيتين، كما أنها أيضا تُضعف سماكة بطانة الرحم مما يصعب على البويضة أن تنغرس فيه، وبالتالي منع حدوث الحمل.
يمكن لجميع النساء تناول حبوب منع الحمل، باستثناء الحامل، المدخنة التي تجاوزت سن الخامسة والثلاثين، التي تعاني من زيادة في الوزن وكذلك بعض النساء اللواتي يتناولن بعض الأدوية الأخرى، لذلك يجب التأكيد على ضرورة الاستشارة الطبية لتفادي أي مشكل من هذا النوع.
وفي هذا الصدد يؤكد البروفسور »عداد بوزيد « رئيس مصلحة التوليد وطب النساء بمستشفى مصطفى باشا، في إحدى اللقاءات الصحفية أنه تلقى حالات لنساء أصبن بالعقم نتيجة استعمالهم العشوائي لحبوب منع الحمل دون اللجوء إلى عيادة الطبيب لطلب الاستشارة.
تفرض الضرورة على العديد من النساء استخدام حبوب منع الحمل نظرا للمزايا التي توفرها، فهي تحد من حدوث الحمل، تنظم الدورة الشهرية، تخفف من ظهور حب الشباب وتحمي من التهابات الحوض. وقد خلصت إحدى الدراسات العلمية، إلى أن خطر الإصابة بسرطان جدار الرحم يقل بنسبة 25% بعد 5 سنوات من استعمال حبوب منع الحمل، ذلك ما أكدته إحدى الدراسات البريطانية الطبية التي نشرت في مجلة “ذي لانسيت” حيث أنه وبعد مرور أزيد من 50 سنة من خروجها قيد الإستعمال، فتناول حبوب منع الحمل جنبت مائتي الف سيدة من الإصابة بسرطان الرحم والوفاة نتيجة للإصابة بها. وتشير نفس الدراسة إلى أنها فعالة في التقليل من خطر أورام بطانة الرحم والمبايض. إلا أن لحبوب منع الحمل مخاطر أيضا فهي تزيد من خطر الإصابة بأورام سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم والكبد، كما أنها أيضا تأثر على ارتفاع ضغط الدم، وقد تسبب لبعض النساء أعراض جانبية في الأيام الأولى من الاستهلاك كالغثيان وآلام الرأس والصداع وتقلب المزاج، كما أنها قد تسبب حالات تجلط الدم أيضا.
وأظهرت في الآونة الأخيرة مجموعة من الدراسات والبحوث العلمية الوجه الآخر لحبوب منع الحمل، والأخطار التي تتربص بالنساء اللواتي يستهلكن هذه الحبوب، حيث وجد باحثون أمريكيون من جامعة سان فرانسيسكو في إحدى الدراسات التي أجريت عن آثر حبوب منع الحمل على صحة المرأة أن تناول النساء لحبوب منع الحمل لأزيد من 3 سنوات يعرضهن لأمراض العيون الشائعة كالجلوكوما (المياه الزرقاء)، والتي يمكن أن تسبب العمى إذا تركت دون علاج.
وأن خطر الإصابة بالمرض تزداد بنسبة 5% مع استخدام حبوب منع الحمل على المدى الطويل.
وما تزال الأبحاث منصبة في هذا الجانب لتحديد أضرار هذه الحبوب بشكل دقيق خصوصا حول تسببها في السرطانات أو حمايتها منها.