يحصل الاستمناء أو ما يعرف بالعادة السرية عند الأطفال الصغار للسبب نفسه الذي يحصل به مع البالغين. إنه مرحلة من مراحل اكتشاف النموّ. فطفلك يتعلم الركض والقفز والرمي والرسم وربما يدخل إلى الحمام بشكل متكرر. قد يكون بسبب شعوره بالفضول حيال أعضائه التناسلية كما شعر سابقاً حيال أصابعه وأصابع قدميه وسرّته، خاصّة إن كان قد تخلّص حديثاً من حفاضه.
ولكن عندما يرى الأهل الاستمناء عند طفلهم للمرة الأولى سيسألون ما إذا كان الأمر طبيعياً، والجواب هو "نعم".


ماذا يجب أن تفعلي؟


لا تفزعي: الاستمناء هو أمر طبيعي 100%. لا يسبب أي أذى جسدي، أو يعرض صحّة طفلك للخطر، ولا يعني أبداً أنّ طفلك سيتحول إلى منحرف أو مهووس بالجنس. الاستمناء لدى الأطفال الصغار ليس أمراً جنسياً لأنهم لا يعرفون بعد معنى الجنس إنما هو تطوّر طبيعي في حياته الجنسية التي لا يدركها بعد.


وعلى الرغم من أنّ أيّ لعبة جنسية صريحة أمام الأطفال تكون في أغلب الأحيان شرارة للإساءة الجنسية أو إلى التعرض إلى موادّ جنسية غير ملائمة، هذا الأمر لا ينطبق على حالة طفلك التي نتكلم عنها، فهم ببساطة ليس لديهم المخيلة التي تتطلبها أفعال مشابهة. (الطفل الذي يتعرض للإساءة الجنسية غالباً ما يصبح انعزالياً أو يعاني مشاكل في النوم).


الاستمناء عند الأطفال يحصل لأنه ببساطة يشعرهم بالراحة كما يشعر من هم أكبر سناً، ليشعر بالمتعة نفسها التي يشعر بها أثناء الرسم والتلوين.


بالطبع، وكما في أي شيء آخر، إذ ازادت حالات الاستمناء وكثرت، يصبح الأمر مقلقاً، وقد يكون دليلاً على وجود مشكلة. بحسب الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، فإن تكرار الاستمناء قد يدلّ على شعور طفلك بالقلق والضغط العاطفي، أو أنه لا يحظى بالاهتمام المطلوب في المنزل. إذا شعرت بأن طفلك يعاني مشكلة، فاستشيري طبيبه فوراً.


تجاهلي الأمر: قد تكونين تخطيت مرحلة تعريف طفلك على مناطقه الحسّاسة التي يمكنه هو وأهله وطبيبه فقط أن يلمسوها. يميل كثير من الأهل إلى شرح الأمور الخاصّة لأطفالهم لتوعيتهم وحمايتهم من الإساءات الجنسية والتحرش. من هنا، لا بأس في أن تشرحي له ماذا يعني الاستمناء أيضاً، ولكنه على الأرجح لن يفهمه.


يقول الخبراء إن الخصوصية لا تعني شيئاً للأطفال دون السنوات الثلاث. من هنا، إذا بدأت أنت بلفت نظره، لعلك ستدفعينه إلى تكرار الأمر أكثر. لهذا السبب، الحل الأفضل هو في تجاهل الأمر ومحاولة إلهاء طفلك عن الحالة التي يمرّ بها بنشاطات أخرى.


شتّتيه: على الرغم من أنها حالة طبيعية وتحصل لدى كثير من الأطفال، إلا أنها ستسبب الإحراج للصغير إذا حصلت أمام الناس. إذا لم تستطيعي أن تحوليها إلى أمر مضحك، فالتشتيت هو الخطوة الأفضل. فالاستمناء ليس كاللعب، لا يفعله لأنه يشعر بالملل.


أبقي لعبة على مقربة منك، أعطيه إياها في حال شعرت أنه دخل في هذه المرحلة. أو ادعيه لتركيب الأحاجي أو ارمي له بطابة بعيداً ليلعب بها، أي شيء يبعد يديه عن سرواله