إذا ما أردنا أن نعد العباقرة الذين كان لهم فضل على البشرية و العلوم بمختلف أنواعها، فإن اللائحة ستكون طويلة جدا و لا تنتهي و لن تتسع لذكر إنجازاتهم. و لكن م نبين هؤلاء العباقرة هناك السير أندرو ويلز عالم الرياضيات البريطاني الذي يعتبر من أشهر العلماء بسبب حله لمعضلة رياضية لم يتمكن احد من حلها لمدة 300 سنة. و قد حاز في المقابل على جائزة أيبل الدولية التي تقدمها الجمعية الرياضية النرويجية لعلماء الرياضيات.
ما هي المعضلة الرياضية التي حلها ويلز ؟
منذ أن كان صغيرا في السن ، كان يحلم ويلز بحل هذه المعضلة التي بقيت لقرون عديدة لغزا في علم الرياضيات، و تمكن أخيرا ويلز و هو حاصل على معدل ذكاء بلغ 170 درجة من إثبات مبرهنة “فيرما” في آخر سنة 1994. و في هذه العملية نفى ويلز أن تكون هناك أعداد صحيحة موجبة بحيث لا يعتبر وجود الأعداد الصحيحة الطبيعية x , y , z حيث: x مرفوع للقوة n زائد y مرفوع للقوة n يساوي z مرفوع للقوة n
حيث n أكبر قطعًا من 2. تقول المبرهنة: أنه من المستحيل فصل مكعب إلى مكعبين ولا عدد مرفوع للقوة الرابعة إلى عددين مرفوعين للقوة الرابعة. باختصار لا يمكن لأي عدد مرفوع إلى قوة أعلى من الثانية أن يساوي مجموع عددين لهما نفس القوة أو بصيغة أخرى : لا توجد أعداد صحيحة طبيعية x , y , z بحيث مع n أكبر من 2.
حلم من الطفولة
اهتم ويلز بهذه المسألة منذ أن كان في العاشرة من عمره عندما قرا عنها في كتاب تحت عنوان ” The Last Problem ” الذي اقتناه من المكتبة المحلية في كامبردج. و قد كانت هذه المسألة موضوعة من طرف عالم الرياضيات الفرنسي “بيير دي فيرمات” منذ سنة 1637 في هامش كتاب له قائلا أن لهذه المسألة برهانا كبيرا لا يتسع له الهامش.
استطاعت هذه الحدسية الرياضية أن تكون من الأولويات لدى ويلز حيث يقول أنها كانت أشهر معضلة في الرياضيات، لكنه لم يكن على علم بذلك، فقد بدأ يحاول منذ سن العاشرة أن يحل المسائل، حيث انه حاول مرارا في مراهقته أن يجد حلا و كذلك في المرحلة الجامعية حتى اعتقد انه وصل الإثبات المناسب و الصحيح لهذه المعضلة. و على مر ثلاث قرون حاول العديد من العلماء حل هذه النظرية.
كيف توصل إلى حل المسألة ؟
أصر ويلر على حل هذه المسألة لوحده، فاعتز ل الجميع ماعدا زوجته. و في سنة 1993 أي بعد سبع سنوات من الدراسة المكثفة، أعلن ويلز حل المعضلة في سلسلة محاضرات في كامبردج. قام ويلز بكتابة مبرهنته على السبورة و بمجرد أن وصل إلى نهاية المسألة اشتعلت قاعة المحاضرات بالتصفيق الحار من طرف 200 من الباحثين الحاضرين.
لكن ما لم يكن متوقعا هو انه بعد مراجعة البرهان وجد احد علماء الرياضيات خطأ جسيما فيه، و هو ما كان بمثابة تحطيم لويلز لكنه وعد بإصلاح الخطأ، فقام بطلب المساعدة من أحد طلابه السابقين المدعو “ريتشارد تايلور”. و بعد مرور عام تمكن من إصلاح الخطأ و مراجعة البرهان و إعادة نشره. و عندما سئل عن شعوره بعد حل معضلة القرن قال أنها لحظة مثيرة و تجربة طويلة من اجل لحظة واحدة ترى فيها كل شيء بوضوح بعد أن غامضا.
حصل ويلز على جائزة أيبل ليكون حلقة من بين حلقات عديدة لعلماء حازوا عليها نتيجة ابتكاراتهم أو إنجازاتهم و من ابرز من حصل على هذه الجائزة العالم في الرياضيات “جون ناش” الذي حاز كذلك على جائزة نوبل. هذا الأخير كان يعاني من مرض نفسي لم يمنعه من أن يكون متميزا.
رد مع اقتباس
مواقع النشر