على الربع من عافِ الرسومِ نقوشُ |
دُمىً أوحشَتْ منها العيونَ وحوشُ |
إلى (الحائر) المرجوعِ أثناءُ رجعِها |
قيامٌ كأعناق النعائِمِ رُوشُ |
إلى (ساقِ عوجانٍ) (فرملةُ برْبك) |
نشاشٌ وما للناشئاتِ نشيشُ |
كأنّ غصون الرمثِ فيهِ وقد حنَتْ |
عثانينُ ذودٍ جُلّ نوقِهِ حُوْشُ |
إلى برّ (عَمْروٍ) فالتلالُ كأنها |
قلاصٌ عليهنّ الغداةَ قعُوشُ |
إلى ما حدى (غيلانةٌ) من حزونها |
جموعٌ بها مستضعفٌ ونووشُ |
إلى (الروضةِ الخرماء) أعراضُ سرْحِها |
أخاليقُ أشلاءِ الثيابِ خيُوشُ |
إلى (الصُلْبِ) (فالصمّانِ) صوحٌ صحاصحٌ |
على جُرْدِها للمثقلات كفيشُ |
إلى (بطن وادٍ) (والطويلان)ُ حولَهُ |
كسعنينِ حاذى بينهنّ نجُوشُ |
تلاعٌ كأكواع السباعِ شواخصٌ |
يحِلّ بها سارِ السُرَى ويجوشُ |
كأنّ صدوعاً في عرانين شُمّها |
براويزُ إيوانٍ عليهِ رقُوشُ |
وما لصدوعٍ أحدثَ الدهرُ راتقٌ |
. وما لجروحِ الطارقاتِ أُرُوشُ |
سنائنُ أخلَتْها السنونُ أسنّةً |
. يُحاشُ سرابٌ فوقَها ويحوشُ |
هضابٌ كأزوالِ الشياطينِ سجّدٍ |
ألدُّ إليها أعيناً فتجيشُ |
أماطَ لها وجهُ الدهورِ لثامَهُ |
فأوحشَ منها مربعٌ وجميشُ |
سقى الله من نَوْفٍ مواطىءَ رجلِها |
إلى (الشِمْلِ) صوبٌ ضمّها وجحيشُ |
سقَتْها المزون الغُرُّ كُلَّ مُرِنّةٍ |
بحورٌ تدلّى دلْوها وطشيشُ |
سحابٌ يُتِمّ العدّ سبعين ليلةٍ |
تحنُّ إليهِ ناقةٌ وهشوشُ |
تَرَى حين يلقى مشرقاً منهُ مغربٌ |
جيوشاً تلقّتها الصباحَ جيوشُ |
كأنّ سمير البرقِ منهُ إذا سرَى |
مُحيّا حبيبٍ للحبيبِ بهيشُ |
كأنّ ظِلالَ المُزْنِ فوقَ رؤوسِنا |
عرائشُ قصرٍ باسقٍ وعروشُ |
كأنّ صنوج الرعدِ فيهِ نوائحٌ |
أقلّت بَنِيْهِنّ الغداةَ نعُوشُ |
كأنّ حُبابَ الماء في دوَرَانِها |
على القاعِ من عالِ السحابِ قُرُوشُ |
تَرَى لصليعِ الأرضِ منهُ ذوائبٌ |
تُكَدُّ وما للماء منهُ مشوشُ |
كأنّ شقوقَ الماءِ فوقَ حزومِها |
خدودٌ نضَتْ منها الدماءَ خُدُوشُ |
تَنُضُّ عيونُ الماءِ عنها ترابَها |
كما نضَّ جِلبابَ الهوانِ كَمِيشُ |
تَرَى أرجُلَ البهلولِ وسْطَ وحولِهِ |
مساويطَ أُدْمٍ زُلَّ منهُ جشيشُ |
سقى الله نَوْفَاً ليسَ نَوْفٌ هوَ اسمُها |
ليسَ لها في النائفاتِ نقيشُ |
جهِشتُ إلى الأطلالِ منها صبابةٌ |
فعينيَ ما دبّ الزمانُ تجوشُ |
تعلّقَ قلبي قلبَها الحيّ عِلْقَةً |
تَعَلّقَ أطراف الغصونِ عريشُ |
لها في فؤادي كُلّ ما عَرَضَ اسْمُها |
ظوامٍ تحنُّ حائلٌ وفَريشُ |
أو انّ ذئاباً لحْمَ جوفي تناهشَتْ |
وإنّي لَمِنْ قبل الذئابِ نَهِيشُ |
عدا مخلبٌ والاهُ في إثْر مِخْلَبٍ |
. فكُلي وهل يُجْدي الضمادُ كُدُوشُ |
أبى الله لي من زهْرَةِ الغارِ قُرْبَةً |
لعلّ لها بعد العروشِ رفوشُ |
يعيبُ عليّ القومُ مدحي لأهلِها |
وقد خذلونيّ والمديحُ فشوشُ |
أيا لائميْ إنْ يخذلوني فشأنُهم |
ولي دونهم عضْب الحديدةِ حوشُ |
وكيف إلى ذمّي لهم ؟ وهمُ هُمُ |
قرومٌ لهم في المُقعِدات جهوشُ |
أسود الشرى من كعبِها وكلابِها |
ملوكٌ لهم في السامقاتِ عروشُ |
ولا عيبَ فيهم غيرُ تأبينُ غايتي |
يعيّرُني فقر الجيوب نجوشُ |
لأبناء عمٍّ لا يُضام بنَ عمِّهم |
أعزّ وللأمْر الخفيِّ بشيشُ |
على ما تعالوا عن مقامي مقامَهم؟ |
وقد كنتُ أثني دونَهم وأهوشُ |
فوالله ما زادوا عليّ بفضلةٍ |
إذ العِيْنُ عُوْرٌ والهِزَبْرُ فرِيشُ |
وإني لأزكى العالمينَ سجيّةً |
ولي موقفٌ عند اللقاءِ وحيشُ |
أكِرُّ إذا فرّوا وأبدو إذا اتّقوا |
وأحمي حمى ما لا حموا وأحيشُ |
أنا مَنْ توسّدت الجماجمَ عنوَةً |
. لي الأرضُ عرشٌ والسماءُ عريشُ |
فصعْصعَةٌ جدي إذ الأبُ عامرٌ |
أموتُ ومجدُ العامريَ يعيشُ |
ورِثتُ عظيمات المكارمٍ منهُمُ |
ولي منتهى القولات حينَ تبوشُ |
على الراحِ مني ملتقى النُبْلِ والندى |
ولي في علاها مفرشٌ وبروشُ |
تحمّلُنِي سبع العشائر حِملَها |
ويحْمِلُنِي عند النوائب رِيْشُ |
مَهِيْبٌ من الجَدّينِ والسِلْمُ قائمٌ |
كما هابني عند السبابِ بطيشُ |
أنوشُ من الطولاتِ كُلّ قصيّةٍ |
أنوشُ ومثليْ للطوَالِ ينوشُ |
وإني إذا مالله يوماً أحاطني |
بفضلٍ لذي الحَوْجِ السؤولِ هشيشُ |
نَدِيٌّ ولم يندَ الثريّ إذالثرى |
مِن الضُرِّ مصفرُّ النباتِ جميشُ |
وتسمو عيوني نظرةٌ بعدَ نظرةٍ |
فما لدّها نحو الترابِ قشيشُ |
وأرفعُ نفسي عن جدالٍ يُهِينُها |
إذا ما أصرَّ أحمقٌ وفيوشُ |
لحى الله قوماً فصلُها قبلَ وصلِها |
على نصلِها عِزَّ النهارِ تدوشُ |
هويتُ من الحُمْرِ العتاقِ عِرابَها |
ولستُ بِمَنْ أرْضَتْ هواهُ كَدِيشُ |
تأبّطتُ للسبع العِجافِ مهنّداً |
ورُمحاً إذا خاش الشقيّ يخوشُ |
لِمِثْلِيْ ذواتُ الحمْلِ تُسْقِطُ حَمْلَها |
وسيفي كمبريّ اليراعِ رهيشُ |
ولِيْ حَرْبَةٌ كالدابِ مصقولُ حَدِّها |
لها في الرقاب الطافحاتِ رعيشُ |
بِيَوْمٍ كأنّ الليلُ جُنْحَ عسامِهِ |
رؤوس العِدا ممّا أثَرْنَ عُشُوشُ |
أما أحَدٌ يُنْبِيْكِ يا نَوْفُ أنّني |
سليلُ الملوكِ الأعظمينَ جرِيشُ |
فلله قومٌ من هلال بن عامرٍ |
أكضُّ لَهُمْ من أدمُعِي وأموشُ |
لَكَمْ كنتُ أنعاهم إذا أظلمَ الدُجى |
إلى الصبحِ والقفرُ الوحيشُ وحيشُ |
كأنّي بعيني عِشْتُ بالأمسِ معهُمُ |
وقد طار بي عند الطلولِ مَرِيشُ |
إلى مُعتلى قصرٍ يقولون أنّه |
لعامرَ قيسٍ ما بناهُ هشيشُ |
فأورَثَهُ قِسْراً ذيابَ بنَ غانمٍ |
على التاجِ مِنْهُ أسطرٌ ونقوشُ |
تَحِفُّ بِهِ العبدان من كُلّ جانبٍ |
وَحَجَّ لَهُ ذو فاقةٍ وقَرِيْشُ |
بقصرٍ غذوا جدرانهُ ماء فضّةٍ |
كأنّ شِعافَ الزهرِ فيهِ حُفُوشُ |
فأسفلُهُ دَوْمٌ وأعلاهُ دِيمةٌ |
كأنّ حبوبَ المسْكِ فيهِ قشوشُ |
على صَرْحِ بلقيسٍ تمثّلَ صرحُهُ |
كأنّ بلاطاً في فناءهِ شِيشُ |
تَرَى الجندَ مصطفّينَ في ظِلِّ سُورِهِ |
كأسنانِ مِشْطٍ والعبيدُ خُرُوشُ |
كأنّ الخطوطَ السودَ في لَبَنَاتهِ |
ثعابينُ صفصافٍ لَهُنَّ كشيشُ |
وَجَدْرٍ كسَوْهُ ما تدلّت خيوطُهُ |
كأنّ على أعلاهُ سارَ حَرِيشُ |
وأحواضُ زَرْعٍ كالموائدِ فوقَها |
لأسنانِ أضيافِ الملوكِ جروشُ |
كأنّ قِلالَ الماءِ وَهْيَ قوائمٌ |
قواريرُ راحٍ تمتليْ وتطيشُ |
كأنّ ذُرِى الديوان منهُ مدائنٌ |
مآذِنُها خُضْرُ الرؤوسِ جشوشُ |
تخالُ بِهِ كُرسيَّ ذي الأمرِ كوكباً |
أضاءَ لَهُ خلفَ الوزيرِ مَرِيشُ |
وتاجٌ علاهُ قد علَتْهُ جمانةٌ |
سِراجٌ لَهُ نَيُّ الجليلِ حَمِيشُ |
تُبَثُّ من الإسفَنْجِ فيهِ وسائداً |
لها أبطُنٌ كأنّهنّ كروشُ |
كأنّ قشير السقفِ فوقَهُ أسفَعٌ |
بِهِ عَلِقٌ مِنْ دُرِّهنّ دشيشُ |
يُرِيكَ دُخان النارِ حولَ مشبّهِ |
مِن النشوِ ما لا قد يُرِيكَ حشيشُ |
كأنّ كؤوس الراحِ في فوَرَانِها |
طلاءٌ بماءِ الزئبقيّ أميشُ |
وكِيزانُ في أيدي الجوارِ رواعدٌ |
مصابيحُ من رِيْحٍ لَهُنَّ رعيشُ |
فلله قصرٌ حالُهُ حالُ أهلِهِ |
أصابَتْهُ من غُبْرِ السنينِ جَموشُ |
هو البينُ لا يرعى من الناسِ حُرْمَةً |
فَمِنْهُ بأجسادِ الرجال خُموشُ |
إذا البَيْنُ في قوْمٍ أناخَ رِكابَهُ |
رأيتَ القدور الفارغاتِ تجيشُ |
تطيشُ سهومٌ بعدَ طولِ إصابةٍ |
سهم المنايا لا أراهُ يطيشُ |
وللناس أطباعٌ وفيها تباينٌ |
كما الغابُ أُسْدٌ وُثّبٌ وجحوشُ |
مواقع النشر