البيت المعمور، هو بيت مثل الكعبة ولكنه في السماء، و يطوف حوله الملائكة حيث يدخله سبعون ألف من الملائكة و هم إذا خرجوا لا يعودون ، و قد شاهده الرسول صلى الله عليه وسلم عندما صعد به للسماء في ليلة الإسراء والمعراج، و عندما سأل جبريل أخبره باسمه البيت المعمور و هو يوجد في السماء السابعة، و قد شاهد الرسول صلى الله عليه وسلم سيدنا إبراهيم عليه السلام متكئاً على البيت المعمور، لأن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو من بنى بيت الله الحرام في الأرض، و تقصده الملائكة للتعبد ويدخله سبعون ألف كل يوم ولا يعودون، المقصود من أنهم يدخلون البيت المعمور ولا يعودون يدل على عدد الملائكة الهائل، و كما أن الكعبة في الأرض للصلاة و التعبد، كذلك البيت المعمور في السماء يقصده الملائكة للصلاة و التعبد و هو أسفل العرش، و فوق الكعبة مباشرة، و له حرمته مثل حرمة بيت الله الحرام في الأرض.


وقد أقسم الله عز وجل بالبيت المعمور في سورة الطور قال ربنا جل وعلا: “وَالطُّورِ، وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ، فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ، وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ، مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ”(الطور:1-8). فما أعظم المُقسم به، وما أعظم المقسم عليه. ولو لم يكونا كذلك، لما كان القسم.




لقد ذكر البيت المعمور في الحديث الشريف فأخرجه الطبري عن قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « البيت المعمور مسجد في السماء بحذاء الكعبة لو خر لخر عليها يدخله سبعون ألف ملك كلّ يوم إذا خرجوا منه لم يعودوا، و أخرج الطبري أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه قال : و البيت المعمور هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة يصلي فيه كلّ يوم سبعون ألفاً من الملائكة، ثمّ لا يعودون إليه ».


موقع البيت المعمور البيت المعمور موجود في السماء السابعة فوق الكعبة، و هو يشبه الكعبة في الشكل، وأن الملائكة تتعبد وتصلي وتطوف به ويدخله كل يوم سبعون ألف من الملائكة لا يعودون إليه مرة أخرى حتى يوم القيامة.


و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حيال الكعبة تماماً حتى لو خرَّ لخرَّ فوقها». و قد قال أنّ تحت الكعبة ستة أرضين و فوقها سبع سماوات، وقال في موضع آخر: «يا معشر أهل مكة إنكم بحذاء و سط السماء»، و نص الحديث الشريف هو كما يلي: جاء في حديث يوم الإسراء و في صحيح البخاري روايتان للبيت المعمور ففي الأولى: «عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن البيت المعمور»: «فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قِيلَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قِيلَ مُحَمَّدٌ قِيلَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ مَرْحَبًا بِكَ مِنْ ابْنٍ وَنَبِيٍّ فَرُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ فَقَالَ هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ». جاء في صحيح البخاري أيضاً الرواية الثانية: «ثم رُفِعَ لِيَ البيتُ المَعْمُور، يدخلُه كلَّ يَومٍٍ سَبْعُونَ ألف مَلَك» دون زيادة.


قال عبد العزيز بن باز هذا بيت عظيم في السماء السابعة فوق السماء السابعة على الكعبة في الأرض رأى إبراهيم مستندا إليه وهو على الكعبة لو سقط لسقط على الكعبة في السماء السابعة قال النبي صلى الله عليه وسلم : يدخله كل يوم سبعون ألف ملك للتعبد ثم لا يعودون إليه كل يوم إلى يوم القيامة وهذا يدل على كثرة الملائكة وأنهم ملايين لا تحصى سبحان الذي خلقهم وأمر بخدمته وعبادته سبحانه وتعالى.


وقال محمد بن صالح العثيمين البيت المعمور في السماء السابعة وهو كما جاء في الحديث بحيال الكعبة وحيال الكعبة هل معناه أنه فوقها وهذا ليس بغريب والله على كل شيء قدير أو المعنى بإزائها بمعنى أنه كما تعمر الكعبة من أهل الأرض يعمر البيت المعمور من أهل السماء الذي يهمنا أن البيت المعمور في السماء السابعة وأنه يدخله في اليوم سبعون ألف ملك هذا أهم شيء.


و قد أكدت الأحاديث أن البيت المعمور مثل الكعبة المشرفة تماماً، و تعتبر الكعبة المشرفة هي مركز للكون بأكمله و ليست مركز للأرض فقط، حيث أن بيت الله الحرام له مكانة عظيمة لا يبلغها أي مكان على و جه الأرض، كما أن ماء زمزم و الحجر الأسود غير موجودين في أي مكان أخر، و قد حاول العلماء الإنجليز اكتشاف ومعرفة مما يتكون و من أي شيء يتكون الحجر الأسود، لكنهم توصلوا في نهاية الأمر أن الحجر الأسود ليس كمثله شيء على الأرض، و لا يوجد على أي حجر على وجه الأرض يشبه الحجر الأسود، كما ثبت علمياً أن الطواف عكس عقارب الساعة يؤدي لتجميع الطاقة الإيجابية في جسم الإنسان ويساعد على خروج الطاقة السلبية، و مما يزيد الشعور بالراحة الارتباط بالله حيث أن المسلم في كل شوط من الطواف يرتقي درجه للسماء و عندما يصل للشوط السابع يكون في قمة الراحة وكأنه وصل للسماء السابعة، فيشعر الشخص براحة و طمأنينة و شعور لم يشعر به من قبل، و قد بنى الكعبة سيدنا إبراهيم و يطلق على موضع الكعبة المشرفة داخل المسجد الحرام اسم بكة ، و هو أقدس مكان على و جه الأرض و سبب تسمية الكعبة المشرفة بهذا الاسم يرجع لشكلها و أنها مكعبة الشكل.