قدر الله عز وجل لهذه الدنيا الفناء كما أنه قدر للإنسان أن يعيش في هذه الدنيا بقدر معلوم وذلك لكي تكون مقراً امتحانياً له فأما أن ينجح فيه ويجمع منه الحسنات وأما أن يفشل فيه وتكون محصلته منه السيئات والذنوب حيث أن الله تعالى قد خلق الإنسان من تراب ومن ثم بعد انتهاء حياته ومدته التي أرادها الله أن يحياها هذا الإنسان في الدنيا يعود مرة أخرى إلى التراب ، حيث أنه من المعروف أن التراب هو أول مراحل أو منازل الأخرة ، حيث أنه قد ذكر أن الإنسان المتوفي يبشر بمكانه سواء كان في الجنة أو والعياذ بالله في جهنم وذلك يكون قبل أن تصعد روحه إلى السماء ليقف أمام ربه ، حيث أنه بالرغم من الشكل الخارجي المخيف والغير محبب على الأغلب للقبر من الخارج للبشر إلا أنه أما يكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ، حيث أن الدين الإسلامي قد أوضح أن الإنسان في القبر لا يموت بالمعنى البشري المتاح لرؤية الإنسان المحدودة ولكن المتوفي سيبدأ حياة ولكن من نوع جديد وإطار مختلف ، حيث قد ذكر أن الإنسان المتوفي بعد أن يموت سينتقل إلى تلك الحياة الأخرة ولكن في مكان جديد غير الدنيا التي كان يعيش بها ، حيث ذكر أنه سوف ولكن حياة برزخية ، حيث أنه قد ذكر في تعريف تلك الحياة البرزخية أنها هي منطقة تقع ما بين السماء والأرض ، حيث أن الإنسان سوف يعامل فيها على نفس معاملته أو مكانته أو مكانه المحدد له طبقاً لعمله في الدنيا في الأخرة ، حيث أن الروح سوف تخرج من الجسد البشرى لتصعد إلى البرزخ ثم يبقى الجسم البشرى في القبر ليبدأ في اجتياز مرحلة الفناء ، حيث أنه من المعروف طبقاً لكلام علماء الدين أن الإنسان له جسدان ، حيث الجسد المادي الملموس جسده البشرى وهيئته في الحياة الدنيا ثم الجسد الثاني وهو المعروف بالجسد الأثيري ، حيث أنه سينتقل بالموت إلى عالم أثيري جديد مختلف في شكله وصفاته ومعيشته عن حياته الأرضية حيث أن ذلك الجسد هو من ستلقى فيه روحه سواء نعيمها أو عذابها .


بداية حياة الإنسان البرزخية :- تكون بداية تلك الحياة البرزخية للإنسان بعد موته مباشرة وخروجه من الحياة الدنيا حيث أن تلك المرحلة هي من أول المراحل التي سوف يمر بها بعد موته حيث أنه بمجرد أن يدفن فستبدأ الملائكة في سؤاله وتبدأ عملية تحديد وضعه ومكانه سواء في الجنة أو النار فإذا كانت الجنة فسوف يتسع قبره و أن كان والعياذ بالله النار فان قبره سيضيق عليه وسيصبح حفرة من حفر النار والعذاب حيث انه سيظل يعذب فيه إلى يوم القيامة وفقاً لما جاء في الإسلام وما رواه رسولنا الكريم في أحاديثه النبوية الشريفة والتي أكد فيها أن الموتى يلتقون بعضهم في حياة البرزخ وأنهم يتبادلون الكلام والحديث فيما بينهم وإذا مر أحداً من الأحياء على قبورهم وألقى التحية فأنهم يردون عليه التحية والسلام حيث أن هذا السلام سيصله ويرد الميت فمعنى ذلك انه يحس بالذي ألقى عليه السلام بل يرده عليه .


حيث أن الحياة البرزخية تلك لا يعلم أسرارها إلا الله عز وجل حيث أنه ليعجز التفكير البشرى المحدود لعقولنا عن فهمها أو إدراكها بشكل دقيق ، حيث أن كل ما قد أدركه الإنسان منها هي ظواهر وصور الجسد في الحياة حيث أن العقل البشري مهما بلغ من علم وتفكر هو في النهاية محدود وله حدود وقدرات معينة لا يستطيع أن يتجاوزها أو يتعداها والله تعالى لديه أسراره وحكمه التي ربما لو علمها العباد لأحدثت خلل في حياتهم الدنيوية إذن فلابد من حكمة يعلمها الله عز وجل لإخفاء تفاصيل تلك الحياة البرزخية عن الأحياء من بني أدم .




تعريف الحياة البرزخية :– تعد الحياة لبرزخية على حسب ما قد علم منها من خلال الدين الإسلامي أيات الله وسنة رسوله فهي حياة مختلفة الأبعاد تماماً عن حياتنا الدنيا وإلا لو أنها كانت مثلها فلماذا يكون الانتقال إليها عن طريق الموت مرة أخرى أي أنها ستصبح مجرد تكرار لحياة الإنسان الأولى في الدنيا مرة ثانية إذن لابد من وجود اختلاف يعلمه الله عز وجل أي أن الحياة البرزخية هي حياة يمكن تعريفها بأنها هي تلك الحياة المختصة بالروح والحق والنور حيث سيرى بها الإنسان ما لم يكن يراه أو يدركه أو يحسه في حياته الدنيا وأنه سوف يتحرر من قيوده المفروضة عليه في الدنيا وسيتم نزغ غطائه كما ذكرت الأية الكريمة قال تعالى (ونزعنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ) .