النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أشرف الخلق جميعاً على وجه الأرض ، حيث اصطفاه الله جل شأنه ليقوم بحمل الدعوة الإسلامية إلى العالمين جميعاً كما أنه هو خاتم الأنبياء والرسل ومحبته هي أمراً واجباً في قلوب المسلمون جميعاً ، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو من تعرض للأذى و تحمل المشاق الكبيرة من أجل أن يخرج العالمين من الظلام إلى النور و يبين لهم طريق الحق ويبعدهم عن طريق الباطل ، و الشيطان ليفوزوا في النهاية برحمة الله عز وجل وينالون رضوانه ، و لقد أمرنا الله تعالى بمحبة رسوله الكريم و إتباع سنته الكريمة لنيل النجاة من عذاب النار و نيل الرضا من الله عز وجل ، حيث لا يؤمن العبد إيماناً صحيحاً إلا حينما تكون محبة الرسول الكريم أكبر في قلبه من محبته لنفسه أو لأهله وماله فقد جاء قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف للتأكيد على ذلك المعنى بقوله ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) ، و لذلك فإن الدفاع عن الرسول الكريم هو أمراً واجباً بل هو من أعظم الواجبات على الإطلاق ، و التي تقع على عاتق المسلمون جميعاً حيث لا يجوز بأي شكلاً كان أن يسمح لأحد بالإساءة إلى النبي الكريم ، ولعل ما نرى الآن من جانب الحاقدين والكارهين للدين الإسلامي ولرسوله الكريم والذين اتخذوه من الإساءة إلى للرسول الكريم وسيلة يعملون من خلالها على تشوية صورة الإسلام ورسوله أمام الناس وذلك لإبعادهم عن الحق و إيقاعهم في الباطل فمن منا لم يسمع بتلك الإساءات المتكررة والتي توجه إلى النبي الكريم بين الحين و الحين و خصوصاً من جانب الغرب الكاره للإسلام ، حيث اتخذت الإساءات تلك العديد من الأشكال فمنها الصور المسيئة والتي تنشر على شكل كاريكاتير في الصحف الغربية يسخر من الرسول الكريم أو القيام بكتابة العديد من المقالات التي تهاجم شخص الرسول الكريم وتصفه بالهمجية وسفك الدماء ، حيث قد أكدت الحقيقة الساطعة أن الغرب لم يتوان للحظة واحدة عن إيجاد أي فرصة يتمكن من خلالها من الهجوم على الإسلام ونبيه الكريم ، و ذلك من أجل أن يخرجوه بعضا من حقدهم وغيظهم من الإسلام و ما يرونه فيه من تهديد وخطر شديد ، و مباشر في طريق طموحهم و لذلك كان لابد من التفكير في كيفية نتمكن بها من الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم .


كيفية الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم :- يوجد عدداً من الطرق التي سيتمكن المسلمين من خلالها من القيام بالدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم و من تلك الطرق :-


أولاً :– التمسك بصحيح الدين الإسلامي وبتعاليمه السمحة والكريمة والتي ستكون لها أبرز الأثر في تصحيح الصورة الخاطئة والمغلوطة عن الدين الإسلامي وعن رسوله الكريم أمام الشعوب الغير مسلمة .

ثانياً :– توحد المسلمون وإنهاء الصراعات والفتن بينهم والتي كانت سبباً مباشراً في ضعفهم الشديد وتفرقهم وبالتالي عدم فعاليتهم ووقوعهم كفريسة سهلة لأطماع أعدائهم و استهانتهم بهم لدرجة أنهم أصبحوا يشنون على دينهم ونبيهم كل أنواع الهجوم .


ثالثاً :– الابتعاد عن الرد من خلال سياسة العنف ، حيث أن أعداء الإسلام يستثمرون ذلك لصالحهم وكأداة لمهاجمة الإسلام ورسوله الكريم ووصف المسلمين بالإرهاب والهمجية .


رابعاً :- القيام بمحاربة أولئك الأشخاص من غير المسلمون بكل هدوء ومن دون عصبية ، وذلك من اجل هدايتهم وإعطائهم الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي الحنيف .


خامساً :– الحرص الشديد من جانب المسلمين على اتباع سنن الدين الإسلامي و سنن وأخلاق رسوله الكريم في جميع أعمالهم .


سادساً :– الرد على كل من يقوم بالإساءة إلى الرسول الكريم عن طريق الحجة والبرهان والعمل على تفنيد تلك الإشاعات والقصص المغلوطة وهذا يتطلب الدراسة الجيدة من جانب المسلمين لسيرة النبي الكريم العطرة حتى يكونون اكثر قوة وثقة في الدفاع عنه .


سابعاً :- القيام بنشر السيرة النبوية الكريمة وتوضيح كل جوانبها وذلك يكون من خلال عقد المحاضرات الدينية واللقاءات وطباعة الكتب والمنشورات والرسومات والتي تدلل على خلاق الرسول الكريم في كل أنحاء العالم .