في العقدين الأخيرين، تغيرت الحياة كثيرًا في العالم كله، وأصبحت فرص الأطفال للعب الحقيقي قليلةً جدًا، فعند الأجيال القديمة، كان من الطبيعي جدًا أن يخرج الأطفال للعب في الشارع أو في الحدائق القريبة من المنزل، فقط مع تحذيرات من الأم بعدم التحدث إلى الغرباء، وعدم التأخر في العودة إلى المنزل، لكن مع مرور الزمن واختلاف طبيعة الحياة وافتقاد الأمان في الشوارع، نسي الناس حاجة الأطفال للعب خارج المنزل يوميًا.واستبدل معظم الآباء والأمهات الآن النزهات وخروج الأطفال للعب في الشارع أو النادي، بالألعاب الإلكترونية أو ببساطة بأفلام الكارتون، خصوصًا في سن ما قبل المدرسة، إذ يقضي الطفل معظم ساعات يومه محملقًا في شاشة ما.حتى في الحضانات خلال مرحلة ما قبل المدرسة، وفي مرحلة رياض الأطفال، تقلصت الفترات المتاحة للعب الأطفال في حديقة المدرسة، ليزداد في المقابل عدد ساعات تدريس المواد الدراسية المختلفة.ما أهمية الخروج للعب خارج المنزل؟
اللعب خارج المنزل، الذي يتضمن عادةً كثير من الحركة، يساعد على تنمية القدرات الحركية والعقلية أيضًا للطفل، فتعرض الطفل للشمس يضمن حصوله على فيتامين "د" اللازم لبناء عظام قوية، ويقلل اللعب خارج المنزل كذلك من احتمالات الإصابة بقصر النظر، غالبًا بسبب الرؤية في ضوء الشمس الطبيعي وعدم التركيز على أجسام قريبة.وجود الطفل في أماكن للعب خارج المنزل يساعد على تطوير قدراته في اتخاذ القرارات في أثناء اللعب، وكذلك قدراته على حل المشكلات والصعاب، التي قد يواجهها.وجود الطفل خارج المنزل يمكنه أيضًا من تطوير تفكيره المنطقي، فلكي يلعب الكرة يجب أن يجد زملاء اللعب، ويجهز الكرة ويقسم المهام وهكذا، ويتم كل ذلك في مناخ خالٍ من الضغوط أو التوتر.يجب عليكِ أن تجتهدي قدر المستطاع لإتاحة الفرصة لطفلكِ للعب خارج المنزل يوميًا، فاعتبريه أحد واجباتكِ اليومية، وحاولي تقليص علاقته بشاشات التليفزيون والهواتف المحمولة والكمبيوتر، التي لا تضيف فعليًا إلى تطوير قدرات طفلكِ.
مواقع النشر