[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تعقِّدوها..!!
عواطف الخريصي
تدار في المجالس عبارات من الأمهات عن تربية بناتهن.. لا يلقين لها بالا، قد تهوي بهن في النار سبعين خريفاً؛
لخطورتها الدنيوية والأخروية، فبعض الأمهات - هداها الله - تحارب الدين والتدين، تحارب الهدف الذي خلقنا الله من أجله،
عندما تنظر إلى الحياة بعين الهروب من ماضيها ومحاولة إبعاد ابنتها عن كل مرحلة مرت بها، والانطلاق بها إلى عالم
الهوى والشهوات، وتنسى الأم أو تتناسى أن الجنة حفت بالمكاره وأن النار حفت بالشهوات!
وإليك نموذجاً من هذا المجلس:
قالت الأولى: أرأيتم ابنة فلانة؟! تحجبت وعمرها تسع سنوات وهي ما زالت صغيرة!!
قالت الثانية: يا ويل أهلها من الله!! من الآن يعقدونها.. حجاب! لا وقد يكونون أيضا منعوها من سماع الأغاني ومشاهدة
الأفلام.. وقد أكون غير مخطئة إذا قلت: أكيد يوقظونها للصلاة في عز البرد، ويصومونها في عز الحر، صراحة هؤلاء
الأمهات معقدات، ويعقدن البنات.
قالت الأولى: أتعويد البنات على تطبيق شرع الله تسمينه تعقيدا؟ إذن كيف تربين بناتك أنت؟!
فأجابتها: أعطيهم حريتهم في كل شيء، في الحجاب وفي كل أمور حياتهن، وإذا ما كبرن أعلمهن الدين "لاحقين خير".
وأقول لتلك المتناسية لماذا خلقها الله؟ إذا لم تغرسي الخير في ابنتك منذ الصغر فلن تستطيعي أن تكبحي جماح
هواها في الكبر، وأذكرك بما يلي:
1ـ المثل الذي يتجدد صدقا وثبوتا:
العلم في الصغر كالنقش في الحجر والعلم في الكبر كالغرز بالإبر
2- قول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
كما أن التربية التي تسعين لها مع الأسف تربية بهيمية، فتربية "كلي"، "اشربي"، "البسي"، كلها عبارات تربوية بعيدة
عن الرقي الذي يسعى ديننا الحنيف أن يضعنا فيه، فلماذا تجعلين بنتك تشبه البهائم؟! قال تعالى: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} نعم هم أضل لأن الله ميزنا بالعقل فأهملناه وتركناه هملاً، فأين السعي لتربية العقول وربطها
بخالقها؟ والإذعان له وتقديم محابه على أهوائنا ورغباتنا؟!
ثم والله وتالله، إن البنت المعقدة هي تلك البعيدة عن التربية الصحيحة التي تربطها بالله، فها هي فتاة عمرها عشرون
عاما اتصلت بي تبكي وتقول: قولي آمين، الله لا يسامح أمي! قلت لها: رفقا على نفسك ولماذا تدعين على أمك!!
قالت: لا تلوميني، فو الله لم تعلمني معنى الصلاة يوماً، ولا الحجاب ولا القرآن ولا من هو الله، أو لماذا نعبده؟ إنني
أعيش في صراع بين تربيتي وما أسمع وأقرأ وأشاهد.. أنا الآن أعاني من مرض نفسي سببه سوء تربيتي..
وبعد أن بذلت معها وُسعي أغلقت الهاتف وأنا أسأل نفسي وأقارن بين حديث تلك المرأة التي لا تعي من أمر التربية
شيئا، وهذه الفتاة التي أصابتها العقد النفسية بسبب بعدها عما خلقها الله له، فقلت الآن ليكتشف المجتمع من
المعقد حقاً!
ويا أيتها الأم: اتقي الله في ابنتك، واعلمي أنك مسؤولة "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". واسعي إلى الإحسان
إليها بإنقاذها من النار حتى تكون لك ستراً منها بإذن الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له سترا من النار".[/align]
مواقع النشر