الشعر نوع من النسيج المتطور المتجدد يخرج من الجلد، وتتكون كل شعرة من خلايا جلدية غير حية ممتلئة بنوع من البروتين المتجمد يعرف باسم الكيراتين، أي المادة القرنية. ويختلف ملمس الشعر بين جزء وآخر من أجزاء الجسم، كما يختلف أيضاً بين الجنسين. وإذا كان الشعر مجعداً فإن كل شعرة منه تكون بيضاوية الشكل في المقطع المستعرض، أما إذا كان ناعماً ومنبسطاً فإنه يتخذ شكلاً اسطوانياً بشكل عام. وحتى يظل دائما ناعما وقويا يجب معرفة خصائصه وطرق علاجه، وأثر المواد الكيماوية على صحته.
بالنسبة للون الشعر فإن ذلك يتوقف على ما يحتويه من صبغة (خضاب) داكن يسمى ميلانين، وكلما قل الميلانين خف لون الشعر. وكل شعر سواء كان أسود أم أشقر أم أحمر يحتوي على بعض الميلانين، ولكن الشعر الأحمر يحتوي بالإضافة إليه على نوع متميز من الخضاب المركب من الحديد.
تنبت كل شعرة في جيب رقيق غائر في الجلد يسمى الجعيبة، والجزء من الشعر الذي يكون دفيناً تحت سطح الجلد هو الجذر، أما الجزء الذي يعلو سطح الجلد فهو القصبة، وتتصل بجعيبات الشعر غدد جلدية تسمى بالغدد الزُهَميَة وهي تتكفل بإمداد الشعر بمادة زيتية هي الزهم أو الدسم تكسب الشعر لمعته المعروفة. وبالإضافة إلى ذلك تحتوي كل جعيبة شعرية على مجموعة من العضلات الدقيقة، وفيما تنقبض هذه العضلات في بقعة تحتوي على عدة جعيبات فإن ذلك يضفي على سطح الجلد في تلك البقعة ذات المظهر المسنن المألوف. وينمو الشعر من جذوره، وعملية النمو هذه عملية تكون مستمرة بدرجات متفاوتة من حيث النقص أو الزيادة، ولكن جعيبات الشعر لا تعمل جميعها في وقت واحد، حيث إن جعيبة بذاتها قد تستجم بضعة أسابيع بعد أن يتم نمو شعرة جديدة.
قشرة الرأس
وفي ما يتعلق بقشرة الرأس، فتعتبر هذه المشكلة شائعة، وهي تصيب فروة الرأس ويعرف المرض طبياً باسم «التهاب الجلد الزهمي»، والقشرة تكسب المرء مظهراً غير محمود لما يسقط منه من قشور على ملابسه، ولما يحدثه من حكة مستمرة، فإذا هرش الشخص فروة الرأس هرشاً شديداً أدى ذلك إلى خدش الجلد، مما يسهل عدواه بالفطريات والبكتيريا التي لا تفارقه، وقد تنتشر العلة وفي أحوال نادرة قد تمتد إلى الحواجب والرموش والأذنين والأنف والرقبة، محدثة احمراراً بالجلد في هذه المواضع. وهناك نوع آخر من قشر الرأس، حيث تفسد فتحات الغدد الزهمية فيصبح الشعر جافاً هشاً، وفي هذا النوع تظهر القشور صلبة جافة ذات لون رمادي أبيض.
طرق العلاج بالأعشاب
لإعطاء شعر الرأس مظهراً ناعماً ممتازاً ولإطالة بقاء الشعر في فروة الرأس إلى أكبر فترة ممكنة، تستخدم مجموعة من الزيوت المعروفة باسم الزيت الثلاثي، ويجب تحضيرها طازجة، حيث تؤخذ أجزاء متساوية من زيت الزيتون وزيت الخروع وزيت اللوز المر وتمزج جيداً وتوضع داخل زجاجة عنبرية اللون. وطريقة الاستعمال أن تؤخذ عدة قطرات من الزيت الثلاثي وتوضع على الشعر، ثم يدلك الشعر وفروة الرأس برؤوس الأصابع دون عنف ولمدة عشر دقائق دلكاً متواصلاً، على أن يكون هذا الإجراء قبل النوم ليلاً مباشرة ثم يمشط الشعر بمشط متسع الأسنان وبهدوء، ويغطى الرأس بمنديل أو بأي غطاء مناسب حتى الصباح. ثم يغسل الشعر في الصباح باستخدام رغوة الصابون فقط والماء الجاري.
علاج التساقط
ومن الوصفات العشبية الجيدة في علاج تساقط الشعر وقشرة فروة الرأس ما يلي:
- الزعتر:
الزعتر عشب يحتوي على زيت طيار وهو المكون الرئيسي في هذا النبات. وطريقة الاستعمال أن يسحق نبات الزعتر سحقاً ناعماً جداً، ثم يؤخذ منه ملء ملعقة كبيرة ويوضع في ملء كوب ماء بارد عادي ويغطى ويترك لينقع مدة 24 ساعة كاملة، ثم بعد ذلك يصفى الماء من الشوائب ويستخدم لتدليلك فروة الرأس بلطف وذلك عند النوم مباشرة، وتكرر العملية كل 24 ساعة عند النوم.
- السفرجل:
السفرجل فاكهة مشهورة، ويمكن استخدام بذورها في علاج تساقط الشعر، أو قشرة الرأس، وهذه الوصفة بالذات تخص قشرة فروة الرأس، حيث يؤخذ ملء ملعقة صغيرة من مسحوق بذور ثمار السفرجل، وتوضع في كوب ماء بارد ويغطى لمدة 24 ساعة، ثم يؤخذ الماء بعد تصفيته وتفرك به فروة الرأس لمدة نصف ساعة يومياً عند الذهاب إلى النوم، وتكرر العملية كل 24 ساعة مع ملاحظة أن يكون المنقوع طازجا يومياً أولاً بأول، ويستمر استعمال هذه الوصفة لمدة شهر على الأقل ويمكن تكرار ذلك لمدة شهر آخر إذا دعت الحاجة.
- الفجل:
يجب الإكثار من أكل الفجل البلدي أو حتى الفجل المستورد لأنه جيد جداً لإنبات الشعر المتساقط، كما يمكن استخدام عصير الفجل مع زيت الخروع كدهان لفروة الرأس، حيث يفرم الفجل ثم يؤخذ عصيره وتمزج معه كمية قليلة من زيت الخروع، وتدهن بهذا المزيج فروة الرأس، ويستمر استعمال هذه الوصفة لمدة شهر، وذلك بمعدل مرة واحدة في اليوم في أي وقت.
- فول الصويا:
فول الصويا يعتبر من الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من البيوتين (Biotin) وهو أحد المغذيات الهامة التي تشبه الفيتامينات، ومن المواد الطبيعية التي تحتوي على البيوتين: الثوم والشوفان والشعير والأفوكادو وبذور القطن والذرة والسمسم، ولكن فول الصويا هو أغنى هذه المواد بمادة البيوتن. ولاستعمال فول الصويا تؤخذ أربع ملاعق أكل وتؤكل يومياً، أو يمكن شراء مستحضر البيوتين الذي يوجد جاهزاً في محلات الأغذية التكميلية والجرعة منه 6 ملجم يومياً.
- الزنجبيل والسمسم:
يؤخذ زنجبيل طازج ويقشر ثم يعصر ثم يؤخذ ملعقة إلى ملعقتين من عصيره، وتخلط مع ثلاث ملاعق كبيرة من زيت السمسم مع نصف ملعقة صغيرة من عصير الليمون، وتمزج جيداً ثم تدلك فروة الرأس بهذا المزيج بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع.
- بذور البقدونس:
تستخدم بذور البقدونس لعلاج ضعف الشعر، حيث يؤخذ ملء ملعقة كبيرة من مسحوق بذر البقدونس وتخلط بحوالي كوب من الماء، ويترك الخليط لمدة 12 ساعة، ثم تدلك به فروة الرأس يومياً عند النوم ولمدة أسبوع، ثم بعد ذلك بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع الثاني، ثم مرتين بعد ذلك أسبوعياً.
- زيت الزيتون:
يؤخذ حوالي نصف فنجان قهوة من زيت الزيتون ويمزج مع ربع فنجان من صبغة قشرة ثمرة جوزة الطيب، وتدلك بهذا المزيج فروة الرأس وبمعدل مرة واحدة في اليوم ولمدة شهر. وتعتبر هذه الوصفة مهمة لتقوية الشعر.
- الكزبرة وأوراق الرمان:
يوجد من الكزبرة نوعان؛ الكزبرة العادية المعروفة، وكزبرة البثر، حيث تؤخذ أجزاء متساوية من الكزبرة العادية وكزبرة البثر وأوراق الرمان الجافة، ثم تمزج جميعا مسحوقة وتغلى في لتر من الماء، ثم تصفى ويغسل بها الشعر فقط، وتعتبر هذه الوصفة غنية لأنها تثبت الشعر في فروة الرأس كما تعطيه ملمساً ناعماً ولوناً جذاباً.
- الخيار والجزر والجرجير:
نظراً لأن تساقط الشعر أساسه نقص في المواد الغذائية وبالأخص فيتاين أ والذي يتواجد بكثرة في كل من الخيار والجزر والجرجير، فإنه يجب أكل الخيار بقشوره وأيضاً حبتين من الجزر دون أن تقشر، أما في ما يتعلق بالجرجير فتؤخذ حزمة وتوزع على مرتين في اليوم، وإذا كانت الحزمة كبيرة فتوزع على ثلاث مرات في اليوم. ويستمر تناول هذه النباتات الثلاث لمدة شهر، ويفضل أن تستعمل هذه الوصفة قبل استعمال وصفة الزيت الثلاثي بشهر، لأنها تزيد من تأثيره.
مواقع النشر