الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ....
انقطعت أختكم (( سحاب صيف )) عن المنتدى قرابة اليومين ..
لعلّ بعض الأعضاء قد افتقدها ..
ولم يعلم سبب انقطاعها ..
ولعل آخرين لم يفقدوها ..
أيها الأعضاء الأعزاء ..
إن أصعب اللحظات هي لحظات الفراق
لحظات الوداع ..
حيث تتزلزل النفوس ..
وتنتثر الدموع دماء ..
ويسقط الأقوياء ..
لاسيما إذا كان الفراق لإنسان يحب الجميع
في حياتنا لحظات للفراق قد نختارها
ولكن هناك لحظات للفراق لا نختارها بأنفسنا ..
بل هي التي تفرض نفسها علينا ..
إنها أصعب اللحظات ..
أختكم (( سحاب صيف )) هذا اليوم
اليوم الجمعة23/ 11 / 1429 هـ
في ذمة الله
أرجو من كل من يقرأ كلامي هذا أن يدعو لها
بالمغفرة والرحمة
والعفو والثبات ..
فهي في ذمة الله
لأنها – ولله الحمد - صلى الصبح
وكلكم تعرفون حديث النبي صلى الله عليه وسلم
) مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّه )
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم :" الذِّمَّة هنا : الضمان ، وقيل الأمان " انتهى .
قال الطيبي رحمه الله : " وإنما خص صلاة الصبح بالذكر ؛ لما فيها من الكلفة والمشقة ، وأداؤها مظنة خلوص الرجل ، ومنه إيمانه ؛ ومن كان مؤمنا خالصا فهو في ذمة الله تعالى وعهده
وفي المراد بالحديث قولان للعلماء :
الأول : أن يكون في الحديث نهي عن التعرض بالأذى لكل مسلم صلى صلاة الصبح ، فإن من صلى صلاة الصبح فهو في أمان الله وضمانه ، ولا يجوز لأحد أن يتعرض لِمَن أمَّنَه الله ، ومن تعرض له ، فقد أخفر ذمة الله وأمانه ، أي أبطلها وأزالها ، فيستحق عقاب الله له على إخفار ذمته ، والعدوان على من في جواره
ذكر ذلك المناوي في " فيض القدير "
وروى الطبراني في "المعجم الأوسط" وصححه الألباني عن الأعمش قال : كان سالم بن عبد الله بن عمر قاعدا عند الحجاج ، فقال له الحجاج : قم فاضرب عنق هذا ، فأخذ سالم السيف ، وأخذ الرجل ، وتوجه باب القصر ، فنظر إليه أبوه وهو يتوجه بالرجل ، فقال : أتراه فاعلا ؟! فردَّه مرتين أو ثلاثا ، فلما خرج به قال له سالم : صليت الغداة ؟ قال : نعم . قال : فخذ أي الطريق شئت ، ثم جاء فطرح السيف ، فقال له الحجاج : أضربت عنقه ؟ قال : لا ، قال : ولِمَ ذاك ؟ قال : إني سمعت أبي هذا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن صَلَّى الغَدَاةَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ حَتَّى يُمسِيَ ) !!
والقول الثاني : أن يكون المقصود من الحديث التحذير من ترك صلاة الصبح والتهاون بها ، فإن في تركها نقضا للعهد الذي بين العبد وربه ، وهذا العهد هو الصلاة والمحافظة عليها .
مواقع النشر