توجيهات للفتيات حول فتى الأحلام
http://forum.hawahome.com/clientscri...ges/extra5.png
أختي الحبيبة:
ما من شك أن كل امرأة تميل للاقتران برجل تجد معه المودة والرحمة التي جعلها الله آية من آياته؛ إذ قال سبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً([1]).
فهذه فطرة الله التي فطر الأنفس البشرية عليها، وينبغي للمرأة ألا تكابر في الإقرار بهذه الحقيقة؛ لأنها إذا كابرت فهذا دلالة على كونها غير سوية ولا سليمة من الناحية النفسية أو التكوينية أو غيرها.
ولما كان من تمام نعمة الله على المرأة الاقتران برجل تجد في كنفه أسباب الحياة الكريمة والعيش الهنيء، أحببت أن أدلي بدلوي ببعض التوجيهات المختصة بجانب من هذا الأمر.
والحامل على كتابة هذه الصفحات أن بعض النساء يكون لديها بعض التصورات والتصرفات الخاطئة حيال هذه القضية؛ وخاصة الطرق التي يسلكها «فتى الأحلام» - إن صح التعبير – عندما يريد الاقتران – بزعمه – بإحدى الفتيات.
تلك الطرق التي يتملق من خلالها بعض الشباب بمعسول الكلام وزخرف القول والأماني الوردية والوعود النرجسية؛ ليتزلف من خلالها لإخراج تلك اللؤلؤة المكنونة من صدفتها – ألا وهي أنت أيتها الأخت الحبيبة – فإذا به يتابع مكالماته الليلية وطرقه الملتوية، فإذا ظفر بخروج فريسته معه، ونال منها ما شاء، صار يتململ من [صديقته] «سابقًا» وينظر إليها باعتبارها وردة شم عبيرها وتركها بعد أن ذبلت بين يديه، مع أن المسكينة قد تعلق قلبها به؛ فهي لا تزال في عالم تلك الوعود الهاتفية، والأماني التليفونية.
هذه النهاية البئيسة تتكرر كثيرًا لبعض الفتيات؛ مما يؤلم النفوس ويضيق الصدور، لذا أحببت أن أؤدي واجب النصح لأخواتي المسلمات؛ للحذر من هذه التصرفات البغيضة، فقمت بجمع هذه الرسالة المتواضعة، لتكون تنبيهًا وإرشادًا وتوجيهًا لأولئك الفتيات الحبيبات.
وآثرت تسميتها بـ «توجيهات للفتيات حول فتى الأحلام»، وأسأل الله أن ينفع بهذا الجهد، وأن يتجاوز عن تقصيري وزللي، وأن يصلح شباب المسلمين وشاباتهم ويوفق الجميع لكل خير، وأن يقينا شرور أنفسنا، وكيد أعدائنا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المكالمة الأولى
عند أول مكالمة تكون الأمور جميلة والعلاقة حميمة، والأحلام مع (فتى الأحلام) وردية، والوعود كثيرة؛ لأن فتى الأحلام كثير الوعود ويعدد المزايا ويصف نفسه بالوسامة وخفة الظل والعطاء، ويحكي عن مغامراته، وكأنه هو الذي كنت تحلمين به، يسمعك الشعر وقصص الحب، ويخدعك، وبعد مدة: تكتشف المسكينة أنها فقدت السيطرة على مقاليد الأمور، واستولى كذبه على عقلها وقلبها.
ومع الأيام يستمر في خداعها قائلاً لها: من زمن وأنا أبحث عنك. اكتشفت أن الحياة بدونك ليست بحياة. لقد كنت أبحث عن قلب يحبني، وعقل يفهمني، وإنسانة حنونة تنتشلني من الضياع..
مسكينة هذه الفتاة؛ لقد صدقت كل كلمة قالها، وهو بعد انتهاء المكالمة ذهب إلى ضحية «مسكينة أخرى».
فعند أول مكالمة ترد إليك من «معاكس» يجب أن تعرفي أن خنجر الذل والعار قد أشهر ليغرس في قلبك، فاتقي الله في نفسك؛ فإنك ترتكبين جرمًا عظيمًا عندما تسمحين لشاب أن يعاكسك، وجرمك الآخر عندما تقومين بمجاراته والتمادي معه.
وحينئذ يكون خطؤك كبيرًا وعظيمًا في حقك وفي حق مجتمعك الطاهر.
قصة الخروج إلي...!!
لم يبخل أهلها عليها بشيء يومًا ما؛ بل إنهم يغدقون عليها المال؛ طلبًا لسعادتها؛ لكنها كانت – كأي فتاة – تطمح للاقتران برجل يضفي على حياتها المودة والرحمة..
وفي إحدى الليالي تمتد يدها لجهاز الهاتف لتجيب رنينه، فإذا بها تسمع صوت رجل أتقن الاحتيال عليها، وفي تجاذب أطراف الكلام معها، فأطار السهاد من عينيها.
كانت تتمتم في الكلام لأنها لم تعتد مثل هذه التصرفات، وما كان من ذلك الرجل إلا وأن نصب الشباك وأعد الفخ لهذه الفتاة وأعطاها رقم هاتفه إذا رغبت هي في الاتصال، ثم أغلق سماعة الهاتف!!
هكذا يختل توازن تلك الفتاة بسبب ما لديها من ضغوط نفسية وبسبب شدة احتيال ذلك الشاب عليها ومكره بها.
وفي ليلة الغد ترفع سماعة الهاتف بنفسها، ويدها ترتعش لدى ضرب الأرقام، وما إن سمعت صوت ذلك الشاب وسمع صوتها حتى أيقن بأنها قد وقعت في شباكه.
وبدأ يمنيها ويعدها ويمدح نفسه بماله وجاهه، ثم ماذا؟
أريد أن أرى وجهك!! هكذا وبكل تبجح يطالب هذا اللص.
لكن لم تتقدم لخطبتي ولم.. ولم.. وأخاف.. ويمكن، بهذا العبارات البريئة الساذجة تجيب الفتاة..
لكن ذلك المتلصص يحذرها بأنه لن يخاطبها مرة أخرى إذا لم تلب رغبته خلال يومين، ثم يغلق السماعة.
كانت الفتاة تلك قد تعلقت به، وظننت أنه أملها المرجى، فحزنت لأنها لم تجب طلبه.. وفي الغد تمسك الفتاة بسماعة الهاتف تخاطب «صديقها» لتلبي رغبته، ولكن من وراء نافذة المنزل، ولم يمانع ذلك المتلصص؛ لأنه قد أعد «طعما» آخر يصطادها به، فلما حقق مطلبه، طالبها بالخروج معه، وإلا فإنه سيقطع علاقته بها ويفضحها بهذه العلاقة معه.. ثم يبحث عن شريكة صادقة وجريئة لحياته غيرها، هكذا يتبجح، ومع تردد الفتاة وخوفها وانخداعها و.. و.. و.. تخرج معه وأين تخرج إلى الهاوية؟
نعم.. إلى الهاوية، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى!
* * * *
خضوع المرأة بقوله وترقيق صوتها
حكمه، وأثره في استمالة النفوس
ما من شك أن الإسلام نهى عن السفور والتبرج ونهى عن التفرنج والتغنج والخنوع والخضوع بالفعل أو القول للرجال الأجانب، حفاظًا وصيانة للنساء عن الفتنة والفساد وقد قال تعالى:يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا([2]).
في هذه الآية: ينهاهن الله حين يخاطبن الأجانب من الرجال أن يكون في نبراتهن ذلك الخضوع اللين الذي يثير شهوات الرجال ويحرك غرائزهم ويطمع مرضى القلوب ويهيج رغائبهم.
ومن هن اللواتي يحذرهم من الله هذا التحذير؟!
إنهن أزواج النبي r وأمهات المؤمنين، اللواتي لا يطمع فيهن طامع، ولا يرف عليهن خاطر مريض فيما يبدو للعقل أول مرة.
وفي أي عهد يكون هذا التحذير؟!
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد الصفوة المختارة من البشرية في جميع الأعصار.
ولكن الله الذي خلق الرجال والنساء يعلم أن في صوت المرأة حين تخضع بالقول وتترقق في اللفظ ما يثير الطمع في قلوب، ويهيج الفتنة في قلوب، وأن القلوب المريضة التي تثار وتطمع موجودة في كل عهد، وفي كل بيئة، وتجاه كل امرأة، ولو كانت هي زوج النبي الكريم، وأم المؤمنين، وأنه لا طهارة من الدنس، ولا تخلص من الرجس حتى تمنع الأسباب المثيرة من الأساس.
فكيف بهذا المجتمع الذي نعيش فيه في عصرنا المريض الدنس الهابط الذي تهيج فيه الفتن، وتثور فيه الشهوات وترف فيه الأطماع، كيف بنا في هذا الجو الذي كل شيء فيه يثير الفتنة ويهيج الشهوة وينبه الغريزة ويوقظ السعار الجنسي المحموم؟ كيف بنا في هذا المجتمع، في هذا العصر، في هذا الجور، ونساء يتخنثن في نبراتهن، ويتميعن في أصواتهن، ويجمعن كل فتنة الأنثى، وكل هتاف الجنس، وكل سعار الشهوة، ثم يطلقنه في نبرات ونغمات؟!
وأين هن من الطهارة؟ وكيف يمكن أن يرف الطهر في هذا الجو الملوث، وهن بذواتهن وحركاتهن وأصواتهن، ذلك الرجس الذي يريد الله أن يذهبه عن عبادة المختارين؟!([3]).
وعلى هذا كوني على حذر؛ فمن دعاك من شياطين الإنس إلى ممارسة عادة «المعاكسات» ذلك المرض الشنيع، فلا تستجيبي لتلك الدعوة المهلكة لك ولغيرك من بنات الإسلام العفيفات، دعوة أتتك من أناس خانوا الله ورسوله r وخانوا أمانتهم وخانوا مجتمعهم المسلم، ولا ريب أنهم أعداء لك؛ لأنهم يدعونك إلى السقوط في الهاوية، يدعونك إلى الوقوع في المستنقعات الوبيئة من حيث لا تشعرين.. فقولي قولاً يسجله لك التاريخ، قولي بصراحة وشجاعة: لا سمع ولا كرامة ولا طاعة لمن يدعو إلى أسباب الشر والفساد.
* * * *
تدنيس الشرف وإهدار الكرامة!!
أيتها الأخت الحبيبة: لو كنت زوجة فهل ترضين لزوجك أن يتغزل بأخريات غيرك؟ ولو كنت غير متزوجة فهل تصدقين أحدًا من الشبان يدعي أنك محبوبته الوحيدة؟
قد تزخر مفكرة شاب ما بعشرات الأرقام الهاتفية لفتيات، فيقال له ذكيًا ورجلاً على حد تعبيرهم.. أما أنت ففكري قبل الوقوع في مهاوي الردى؛ يقولون بأنك قادرة على مقارعة الخطوب ويمجدونك حتى إذا تمكنوا منك قتلوك، يمتدحون جمالك حتى إذا نالوه قالوا: «عاهرة» يقولون: ملكة جمال فإذا حال الحول قالوا: قبيحة!!
أقول لك يا أختاه.. إن الهاتف في البداية عند بعض الفتيان وبعض الفتيات وسيلة للتسلية كما يزعمون، لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وخطوة قد تكون مسلمة لديك، خطوة واحدة فقط مكالمة هاتفية أو محاولة أو تفكير أو شيء من هذا القبيل وبعد ذلك ينتقل بك إلى خطوة أخرى، والذي بدأ الخطوة الأولى يصعب عليه في الغالب أن يتوقف عن الخطوة الثانية ولهذا قال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ([4]).
والشيطان طويل النفس، يبدأ مع الفتاة بقضية «أحلام الزواج»، ويقنعها أن الشاب (الذئب) يريد أن يتزوجها، ولكي تحظى عنده هي بالقبول وتحصل عليه وتحقق هذا الحلم الذي وقع في خاطرها وهو الزواج به، فيجب عليها أن تجامله ولا تعكر عليه مزاجه ولا ترد له طلبًا؛ لأنها تخشى أن يغير رأيه فيها، فتسعى إلى إرضائه حتى يتزوجها فعلاً، فإذا طلب منه شيئًا لبت، وإن طلب منها أن تتحدث في أمر من الأمور أجابت، وإن طلب أن يراها استجابت، بأسلوب أو بآخر، ودون علم أهلها بالطبع، وهناك حالات كثيرة جدًا يترك الشاب فيها البنت بعد أن أخذ أعز ما لديها، وبعدما لطخ سمعتها، ودنس كرامتها، ثم يتخلى عنها ويتركها باكية حسيرة كسيرة، وهو يضحك لينتقل منها على غيرها..
أختاه: ماذا ترجين منهم؛ هؤلاء الشباب الذين هذا سلوكهم! إنك في بيت والدك وبعد ذلك إن شاء الله في بيت زوجك ملكة غير متوجة، وبين أولادك مربية وموجهة لأجيال الغد المشرق.
لو أوصدت بابك وسماعة هاتفك أمام (الذئاب) الذين يمرغون كرامتك لحفظت نفسك وربيت بناتك على الطهر والعفاف.
* * * *
يتبع بإذن الله