يعتبر اختيار شريك الحياة من أهم القرارات التي يمكن للإنسان أن يتخذها، ولأهميته الشديدة ينبغي الإلمام بتفاصيل مهمة تخص الحياة الزوجية ورسم توقعات عقلانية خالية من أحلام اليقظة والرومانسية.
وفي مرحلة ما قبل النضج، تكون النظرة للارتباط والزواج مختلفة تماما عنها فيما بعد النضج، فعادة تكون النظرة الأولى للزواج – في هذه المرحلة – تعتمد على تأجج العاطفة، لكن فيما بعد تختلف هذه النظرة لأنه ينظر لموضوع الارتباط بمسؤولية وصورة واقعية.
ولا نستطيع القول إن هناك أسسا وقواعد ثابتة لكل البشر في موضوع الارتباط؛ لأن لكل شخص ظروفه التي تختلف عن ظروف الآخر، لكن هناك أمورا لا يجب تجاهلها أو التغاضي عنها، مثل: القبول والحب والتوافق التعليمي والثقافي والاجتماعي، والوضوح والصراحة، وتوافق الخطيب مع أهل خطيبته والعكس، وتوافق الأسرتين معا.
فلابد أن يكون هناك قبول بين الطرفين، وقدر من الحب، لأنه بدون الحب لن يكون هناك تسامح أو غفران، وهما أمران هامان لبناء بيت سعيد. أما التوافق الثقافي والتعليمي فهما مهمان للغاية لأنهما سيفتحان مجالا للحوار، ولغة مشتركة للتفاهم، وبخاصة مع عمل المرأة وتركها للبيت لفترات – من الممكن أن تكون طويلة – فهنا سيتفهم الزوج ما تعانيه زوجته. وكذلك التوافق الاجتماعي، فكلما كان هناك توافق في النشأة لكلا الطرفين، فإن ذلك سيسهل عليهما طريقة التفاهم ويجنبهما كثيرا من المشكلات، التي قد تنتج عن اختلاف البيئة التي نشأ فيها كل منهما. وهناك أيضا الوضوح والصراحة لأنه كلما كانت هناك مصارحة كاملة من جانب كل طرف بكل ظروفه، فسيكون هناك ارتياح ووضوح أكثر، وهذا شيء هام جدا كأن يكون مريضا أو أن يكون أحد الأطراف يفكر في الهجرة في المستقبل، فهذه الأمور جوهرية يجب المصارحة بها قبل الزواج
مواقع النشر