قالت:
أفي كلِّ حين ؟!؟
تضيء الأماني
لقلبٍ حزينٍ
وجرحٍ سخين ؟!؟
أترسمُ روحيَ
فوقَ المرايا ؟!؟
كأنَّ الإطارَ
خلا من سوايَ
ولم يبقَ إلا مضيّ الشهور ؟!؟
ترفق بقلبٍ
سيغدو شظايا
إذا ما رسونا
بشطِّ العيون
لا !!، لن يكون
أيا نجمَ ليلي
فؤادي تأذّى بوري الزناد
وفكري تلوّى لما قد قرض
وروحي تكسّت بثوب الحداد
لنعيٍ بعقلي كبرقٍ ومض
أيصغي الفؤادُ برغمِ البعاد ؟
ورغم الذي قد رنا واعترض ؟
أنرفعُ حباً بغيرِ العماد ؟
ونهذي بسكرِ المنى:" قد نهض" ؟
أنزرعُ ورداً ولا من سماد ؟
لأجلِ أصيصٍ لنا قد عَرَض ؟
أتنسى لأجلي صدى شهرزاد ؟
أهذا الذي ربنا قد فرض ؟
وفي كلِّ حين ؟!؟
تأنَّ فلسنا كعيرٍ بأرض الفلاة
ولسنا كدجلةَ جنب الفرات
ولسنا تهامةَ قربَ السّراة
ولكن ! ونحن إذا ما علقنا بلكن
تدورُ العيونُ بكلِّ الجهات
وتدنو المنايا وتعلو الجسور
وتغدو الحياةُ من المعجزات
ولكن نفوسٌ تراءى لنا
سرابُ التلاقي من المعطيات
ولو بعد حين
وفي كل حين
فآهٍ وآهٍ ويا طولَ آآه
إذا ما وقعنا بنفسِ الشَّرَك
وصغنا حياةً برغمِ المحال
لأني الشهابُ وأنتَ الفلك
وآهٍ إذا ما انتهت رحلةٌ
لقلبين ذابا على " أعشقك" ؟
وكنتَ تغني بصوتٍ " غليظٍ" ؟
وكنتُ أغني كأني معَك
فقل لي فإني أذوقُ الجوى
وأرضى بذاكَ فذا من يدك
وأبكي إذا ما انتهت ليلةٌ
أخاطبُ فيها ضياءَ المَلَك
وأحكي له قصتي كلها
فيسأل قلبي: من غيّرك ؟
من ذا أراكَ الهوى ضاحكاً
فأبكاكَ حتى أرى دمعتك ؟
وأنساكَ أن الهوى ظلمةٌ
ومن ذا يسيرُ بهذا الحلَك ؟
فيا ليت أنّا حمامٌ يطير
ونتركُ فينا الذي قد ترَك
ويا ليت أنّا أطعنا الضمير
ويا ليت أن الهوى قد هلَك
فإنّا على الرغم منّا نكون
نفوساً تغشّت بماءٍ وطين
فقل لي، أجبني بصوتٍ حنون
--------------------------------------------------
قلت:
أجيبكِ عمري و من ذا أجيب
بكل الحنانِ الذي أمـلكه
بكل المودة و الاهتمـــامِ
و كل الذي بالحشا أنبضه
و في كل خلجة عشـقٍ لديـكِ
تحـدثني مهـجتي: "أُذكُرُه"
و قلبك هذا الرقيقُ الوديع
عــزيـزٌ عليَّ و لا أخـذله
سأحنو عليهِ بما أســتـطيعُ
من الرفقِ عندي ولا أمنعه
و إن حَوَّلَتهُ عيوني العميقة..
"حين تريني بعين الحقيقة"..
شظايا ! و بعض الدموع الرقيقة..
فبين ضـلوعـي إذن أجـمَعُه..
ولا لن تكوني أمامـي شـظـايا..
فؤادي يريدك! و ليس البقايا..
فاغدي الاطار لهُ، و المـرايا..
و كوني جميعاً له ! أو معه..
لأنـكِ أنـتِ التي تـكتـبـين..
بقلبي. و أنتِ التي تقرأين..
فأنتِ الكلامُ و أنتِ الحكاية..
و خـطُّـكِ فيه الذي أوجـعه..
تدقين قلبي رويداً و رفقاً..
تخـطين فيهِ كـلاماً و عشقاً..
و كنتُ هربتُ من العشقِ شوقاً
لِما لم أعـشه و مالم أره..
فكنتِ الوميضَ الذي لم يفتني
سناهُ، و كنتِ الذي لم يجدني
من العشقِ ومضاً بقلبي و ذهني
و ألفيتُ نفسي هنا تـتبعه..
فلا تتأذي بوري الزنادِ
و لا تتكسي بثوبِ الحداد
فلسنا نحاربُ ضد الهوى...
و لكـن نحـاربُ كي نصـنعه..
أنا لستُ أؤمنُ بالمستحيل
و لا لن أجـازف أن أقـبله !
فكم من مُحالٍ بعمري كسرتُ
أرادنِ ربـيَ أن أكـســـره
لأني أصَّيرُ أمري إليهِ
و أعملُ نحو الذي أنـشـده
و لا أستكينُ لكل الصعابِ..
و عقلي و قلبي لِما أُبصِرُه
و أرسم بين عيوني الطريقَ
الـى مـا أريدُ فلا أُخـطِئُه..
و أصبرُ صبراً جميلاً عليهِ
و لا أسـتبقه، و لا أُنـظِره..
يسائلُ عقلي إذا كنتِ أنتِ..
التي قد رسمتُ. وما أجمله !
و يسأل عنكِ السما و الكلام
ليعـرفَ عـنكِ الذي يجـهله..
و يعرف أينَ يكون السمادُ
لوردٍ اذا جـازَ أن نـزرعه..
و يرفعُ فوقكِ كل العمادِ
لحـبٍّ اذا حـقَّ أن يـرفعه..
فلا تعـجلين على أي أمرٍ..
فـإن لكـلِّ غـدٍ مـوعــده..
............................................
طارق سليـــــــــــــــــــــم
...........................................
مواقع النشر