ها انا امسك القلم من جديد ليس لي غاية الا عادتي القديمة ... التيي الجا اليها عندما اشعر بانني وحيدة.... وهي ان احتضن قلمي بين اصابعي لاخط ما يختلج في دواخلي ... في طفولتي كثيرا ما كانت امي تذهب بعيدا عني ... اجل هي تحبني لكنها منشغلة عني ... ابحث عنها دوما ... منذ ان استيقظ اجدها نائمة ... ازعجها الى ان تنهرني وتامرني بالخروج من غرفتها ... لكن قلبها لا يحتمل الصراخ علي انا بالذات ... فتخرج لتراضيني ولتلعب معي قليلا ثم تذهب لتستعد لحضور حفلة ما الليلة ... وكثير ا ما انام على الدرج وانا انتظرها ... وتحملني الخادمة ... او يحملني بســـــام اخي الاكبر كم احب بسام اخي كثيرا .... فهو دائم اللعب معي .... ونكون انا وهو فريق ... ضد سامي وفنن ... هذه هي عائلتي الصغيرة ...
بسام هو الابن الاكبر لوالدي صقر .... ومن ثم فنن .... وبعدها سامي ... ومن ثم انا اصغرهم سنا ... واكثرهم شقاوة .... اجبرت امي الاخرين على ان يعاملوننا معاملة اخرى ... معاملة مختلفة ... فنحن ...ابناء الطبقة المخملية... ومكانتنا في نظر امي.. اعلى مقام.... سامي وفنن ... يتعاملون مع الاخرين بتكبر .... وغرور ... لكنني كثيرا ما احب الاختلاااط بالاخرين .... ومن عامة الشعب ... وحاولت امي ان تصورهم لي على انهم ... اشخاص يودون ... ان يستغلوا طيبتي ليحققوا مارب شخصية .... لكن هذا الكلام لم يقنعني في يوم من الايام .... كنت اعشق عائلتي كثيرا احب امي واحب ابي ... وبسام وفنن وسامي ... ابي لم اتحدث عنه منذ امسكت بقلمي ... ابي اطيب اب ... واحن اب ....واقسى اب .... واكرم اب .... وابخل اب .... كل الصفات تجتمع بابي .... كان يحبني اكثر من اخوتي ... ويعاملني معاملة تختلف عنهم جميعا وهذا ما يشعل الغيرة بقلب فنن وسامي .... كثيـــــــرا ما يقف ابي في صفي ضد سامي وفنن ... حتى لو كان معهم الحق ... كنت مشاغبة مجنونة .. شقية ... طفلة مزعجة ... اخذت بطريقها الى الهدوء عندما بدات تدخل سن المراهقة .... هذه انا ... بدات اميل الى الهدوء ... والى العزلة ... لا احد قريب مني كثيرا عدا بسام الذي يراف بحالي بعض الاحيان وياتي للحديث معي قليلا او الدراسة ... و ابي الذي يضل طواااال يومه يعمل ... وعندما يعود استقبله بدموعي لاشكوا اليه وحدتي ... امي كانت قريبة بعيدة لااعلم كيف ... هي امي .... لم تكن تبين لي حبها .... لكن اتعلم ... دائما ما تاتي الى غرفتي وتغطيني جيدا ... وتقصر من درجة برودة المكيف .... كم انت حنون يا امي ...
ذات ليلة ... بعد ان انتهت المدرسة ... لم اجد ما يشغلني .... فنن تقضي معضم وقتها في بيت اعمامي .... وبسام وسامي في السفر مع الاصدقاء ... وابي في عمله الذي لا ينتهي .... وامي في اجتماعاتها ... .... وقتها كان عمري 15 فقط ... وقد انتقلت من المرحلة المتوسطة الى الثانوية بتفوق ... تلك الليلة ضللت اجول في المنزل بلا هدف .... كنت احتاج الى شخص بجانبي .... الدموع تملا عيني الخضراوتين المختلفتين عن لون اعين باقي اخوتي .... لا احد في المنزل يملك عينين مثل عيني ... كثيرا ما ينعتني سامي بالقطوة .... سامي سامي سامي سامي .... الا تلاحظون انني كثيرا ما عاديت سامي منذ بدات بكتابة قصتي .... ضل سامي مدللا 8 اعوام الى ان ولدتني امي .... وقتها حدث له كما يقال عندنا بالعامية " طاح كرته " .... لكنني الان اعترف وبشدة .... افتقد سامي .... وبقـــــــــــــوة ... لا يهم يبدو انني لا اريد ان اكمل ما حدث تلك الليلة .....
شعرت بان احد من اهلي لا يحبني .... الجميع يكرهني ... امي وابي لا يهتمان لامري ... فنن لا تكلف لنفسها عناء السؤال عني .... وسامي وبسام منذ ان سافرا لا احد اتصل ليهاتفني .... لو انني مت لا احد سيشعر بي الا بعد ان تتعفن جثتي ... وتفوح رائحتها .... هكذا شعرت ... جلست بمكان منزوي في قصر والدي .... رايت مربيتي تبحث عني لقد اشتقت الى نورية ... مربيتي انا التي ابتعدت عنها .... انا كبرت .... نورية تحبني كثيرا لكنني لا احب اهتمامها بي ... دفنت وجهي بين ركبتي وبكيت كثيرا ليلتها .... لااجد احدا حولي .... ضللت ابكي مدة طويلة ... الى ان نمت في مكاني ذاك ... شعرت بصوت ابي يناديني ...
: راما وش تسوين عندك ... الساعة 11 وانت برا القصر ....
عندما رايت ابي شعرت بالالم يعتصر قلبي ... وقفت وقلت له ...
: ليش يهمك ... اصلا انا محد يحبني ... لا انت ولا امي ... لو تحبوني محد تركني ... و و و و
واوات كثيرة قلتها لابي ... صدقوني لا اعلم ما قلته لابي ... لكنني كنت اصرخ في وجهه .... لم اشعر بنفسي الا وانا في حضن ابي ... ضمني الى صدره بقوة وبدا يسمي علي ... ويقرا علي القران ... حملني الى غرفتي ... وضعني على سريري وانا اتظاهر بالنوم ... 10 دقائق وتركني وذهب ... لم انم شعرت بالذنب لانني قمت برفع صوتي على ابي ... نظرت الى ساعة يديذات الارقام الفسفورية ... انها تشير الى الثانية بعد منتصف الليل ... حملتني قدماي الى جناح امي وابي ... وقفت امام الباب قبل ان اطرق الباب .... تناهى الى مسمعي النقاش الحد بين امي وابي ...
: يــــــــــــــوه يا صقر لا تدوشني اهتمي بها اهتمي بها ... هذي بنتك وانت اللي اهتم فيها ... يكفي 15 سنة متحملتها ....
: مو انت اللي اصريت تربى بيننا ... حتى امها حرمتها منها ... وعدتيني تعاملينها مثل راما الله يرحمها ... غيرت اسمها من نوف لراما عشان خاطرك ... خدعناها كل هالسنين وابعدناها عن امها مها عشان خاطرك ... واللحين تقولين لي انت ما انت ملزومة براما ...
ترى ماذا يقصدان براما ... انا راما ... ومن نوف من مها من راما الله يرحمها .... بدون شعور وجدت نفسي افتح الباب باقصى قوة ... ارعبت الاثنان ... يبدو انه من عيني المملوءة بالدمع انني عرفت الامر بالنسبة لهما بالطبع .... كانت عين الاثنان علي ... كانت نظراتي تتحول بين ابي ومن كانت امي ... طال وقوفي ... لم يتحرك احد فصدمتهما بانني عرفت بالموضوع شلتهما .... لم اعد اشعر بشئ بعد ان اطلقت صرخة مدوية صداها انتشر في ارجاء القصر ... نعم اغشي علي ... وعيت انسانة محطمة ... انا نوف ولست راما .... امي مها وليست الجازي .... بسام وفنن وسامي ليسوا اشقائي ... لم اطيق النظر في وجه اي احد ... كانت الجازي زوجة ابي " امي سابقا " تحاول زيارتي في غرفتي التي اغلقت على نفسي بها منذ عرفت بالخبر.... لكنني منذ ان ارى وجهها اصرخ امرة اياها بالخروج .... حاول الجميع الاتصال بي لكنني قطعت جميع الوسائل ..... حتى سامي الذي كان يبلغ ذاك الوقت 22 عاما ... حاول ان يتقرب مني ... لكنني لا اتحدث ... و لا اكل .... ليس لي هدف في الحياة ... ذات ليلة دخل والدي الى الغرفة وبدا يقرا القران فوق راسي ... شعرت بالهدوء يتسلل ال نفسي المضطربة ... وبعد ان انتهى ابي التفت اليه ونظرت الى وجهه ..
: راما تبين شئ اجيبه لك ..
: انا نوف ....
: اسمك في شهادة الميلاد راما ...
: ما يهمني .... ليش ابعدتوني عن امي ....
: اسمعيني يا راما ... انا تزوجت امك على سنة الله ورسوله ... ولما حملت فيك كان في نفس الوقت امك الجازي حامل باختك راما الله يرحمها ... لكن وامك الجازي كانت بالشهر السادس ... طاحت من على الدرج تعبت وصار لها نزيف ودخلت المستشفى .... اضطر الاطباء يولدونها .... لكن في نفس الوقت شالوا رحمها ... يعني مستحيل ابد تحمل ... سميت اختك براما .... ورحت للامارات بعد ان بشروني بخبر ولادتك ... وسميتك نوف .... توفت اختك راما الله يرحمها ... كانت صغيرة وما تتحمل ... انصدمت امك الجازي بصدمتين ... انها ما بتحمل والاهم انه راما ماتت ...
مرت شهرين وامك الجازي بحزنها .... وامك مها بمشاكل معي الين طلقتها لكن اخذتك منها وحرقت قلبها ... اخذتك وجبتك عند امك الجازي اللي فرحت فيك فرحة ما بعدها وغيرنا اسمك لراما ...
دفنت وجهي في وسادتي بكيت كثيرا ... خرج ابي من الغرفة وتركني ... مها مها مها مها مها مها تردد الاسم هذا في مخيلتي ... دائما كنت اقول عندما اكبر سانجب ابنة واسميها الجازي ... على اسم امي ... لكنني ساسميها مها على اسم والدتي الحقيقية ...
ظللت ليلتي تلك سارحة سارحة لا افكر في شئ سوى امي ... وبعدها ظللت اياما احن على راس ابي لاجل ان اذهب لوالدتي في الامارات ... ووافق ... جهزت اغراضي ولبست عبائتي لاذهب مع ابي الى امي ...
قبل ان اخرج قابلت في طريقي فنن والحسرة في عينيها ... وامي اقصد زوجة ابي والدموع تكاد تنزل من عينيها ... لم اكلف نفسي عناء وداعهما ... خرجت مع ابي فقط حتى دون ان التفت ... ركبت السيارة مع ابي لكن .. ما ان بدات السيارة تمشي حتى شعرنا بطرقات عليها اوقف السائق السيارة .. التفتت اعيننا الى الطارق ... رباه انها نورية ... نزلت من السيارة ... واحتضنتها بقوة ... كانت تبكي وتتفوه بكلام غير مفهوم بالنسبة لي .. لكنني ملتزمة الصمت ...
تركت نورية وعدت الى السيارة ... وعيني لا تفارقان عينيها السابحتان بالدموع .. اطرقت بصري الى الاسفل انا لا احتمل .. نورية تعني لي الكثير ... ندمت على تجاهلي لها طواال تلك الفترة ...
وصلنا الامارات ... كان ابي يمسك يمسك بيدي ويسحبني مه وانا فكري سارح باشياء عدة ... لا استطيع ان احصيها ... وعيت بيد ابي الكبيرة على كتفي ..
: راما انزلي وصلنا .....
نظرت الى المنزل المتواضع الذي وقفنا امامه ...
: ما انت بنازلة ...
: الا بنزل ...
فتحت الباب ونزلت .. طرق ابي على الجرس ... ثواني وفتح لنا الباب ... ياالهي انه طفل يبدو بالتاسعة من العمر ... وعيناه خضراوتين كما لون عيني ..
: نعـــم
اجابه والدي ...
: من فيه داخل ...
: منو تبي ...
: قول لامك صقر عبدالرحمن ..
: لحظة ..
ذهب ثم عاد ومعه رجل كبير في السن ... ونظر في وجه ابي بصرامة ... لكن ما لبثت الا ان انقلبت نظراته الى نظرات حنونة عندما نظر الي ... ظل ينظر الي بحنان واقترب ووضع يديه المجعدتين على وجهي ..
: هاي انت نوف فديتج كبرتي وايد ..
نظرت الى ابي الذي اقترب من الرجل وقبل راسه وقال :
: شلونك عمي ... ؟ انا جبت لك نوووف تشوفها ..
والتفت الي وقال ..
: نوف هذا جدك سلمي عليه ...
قبلت راس العجوز الذي احتضنني بقوة وقبل راسي ...
استغربت كثيرا من ابي كيف يناديني بنوف .. لقد قال لي ان اسمي في شهادة الميلاد راما .. وايضا في جواز سفري اسمي راما ... كيف يدعوني بنوف ...
دخلت مع ابي والرجل العجوز الى الداخل ...
كان المنزل متواضعا جدا ... بدا الرجل العجوز يحادثني ويسالني عن مرحلتي الدراسية ... وهل نجحت بتفوق ام لا ...؟ فجاة دخلت فتاة يبدو انها في نفس سني ..
الفتاة : يـــدي انا ييــــت ...
لكنها انتبهت لوجودي انا وابي ... وخرجت منحرجة ... ناداها ... ج د ي ... ودخلت على استحياء ..
جدي : نورة تعالي هاي بنت خالوتج نوف ...وابوها ..
نظرت الي بصدمة ... وظلت تحدق بي ..
شعرت بالحرج .. من نظراتها ... وقفت لكي اسلم عليها ...
راما : شخبارك نورة ..؟؟
ابتسمت بانحراج وتقدمت لتصافحني ..
نورة : بخير , انت شحالج ...؟
ابتسمت لكن دخول امراة افزعني ... كان دخولها مباغتا ... كانت تنظر الي بعينين ملأى بالدموع ... عرفت انها امي ... بكيت بدوري عندما سمعت ابي يهمس ... مها ....
قراءة ممتعة ...
اذا تبغوني اكمل تنزيل نوروني بردودكم ..
مواقع النشر