في هذا الليل المظلم وعبر ضوء القمر الخافت والنجوم الساطعة المتلالئه التي تكسو السماء الصافية
أجلس وحيدة لكي أتأمل حالي مع هذه الدنيا0
وبينما أنا اسرح بتفكيري مع خيالي البسيط في الأماني والبحث عن السعادة إذا بعيني الصغيرتين
يطغى عليهما النعاس فيتحول خيالي وتفكيري إلى أحلام وردية أعيشها واتعايشها في نفس الوقت
كنت احلم باني في جزيرة واسعة فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
ليست جزيرة فحسب وإنما جنة من النعيم00
كنت أخطو خطواتي نجو الجزيرة الباهرة وعيناي تدور المكان فأشاهد المحلات والناس والأشجار والأزهار وبقايا القصاصات التي تسكن أطراف الارصفة0
وفي قلبي أيقنت أن من يعيش في دنيا الجزيرة حتما سوف يكون في قمة السعادة الحقيقية
كنت أحاول جاهدة أن أكون سريعة الخطى0
لكي انعم واحصل على الراحة الأبدية
وحينما اقتربت من أبوابها وأسوارها العالية فإذا بي مقيدة من قبل حارسان لا أرى فيهم سوى بشاعة المظهر وكأنهما يختبئان وراء قناع مخيف0
قيداني وأجبراني على الرحيل معهما إلى الداخل ومن ثم أدخلاني إلى زنزانة لا يوجد فيها سوى نافذة صغيرة يدخل من خلالها الضوء الخفيف وأطنان من قيود الحديد المتداخلة0
أيقنت حينها أنني في وضع مريب وأن بانتظاري مواقف لا أقوى على مواجهتها
ومن ثم اسمع خطوات متقاربة تقترب شيئا فشيئا فإذا بعيني تنظران من خلف القضبان لترى ظل هو أشبة بظل سفاح يحمل في يديه سكينا وكأنه يريد ذبح دجاجة لينعم بأكلها وقت العشاء0
أتى لإخراجي من هذه الزنزانة ليأخذني إلى أرجاء الجزيرة الباهرة الساحرة الجميلة 0
وأنا في طريقي انتابني سؤال في داخلي 0
ياهل ترى؟؟؟
مالذي بانتظاري ؛هل سأحصل على السعادة بداخل هذه الجزيرة
وأنا أحذو طريقي وارى بأم عيناي جمال ما أراه من حولي وفي داخلي تفكيري المستمر بمصيري المجهول
فإذا بنا نقترب من مكان فيه الكثير من الناس فنخترق هذه الصفوف من الجماعات لأصل إلى سلالم أصعد من خلالها على مسرح ليس مسرحا تمثيليا لأقدم فيه ادوار البطولة،ولا لكي القي كلمة شكر وأكرم
بل لكي أكون في المزاد وان أكون خادمة تحت تصرف سيد لا ادري اهو سيئ الخلق أم ذات أخلاق حميدة
نعم
لكي أكون عبده لا املك من الحياة شيئا سوى أني املك ثيابي التي ارتديها فحسب
حينها سقطت مغشيا علي فإذا بأمي توقظني للصلاة00
فهنا ينتهي المقطع
فاستيقظت وآنا في ذهول تام !!
أتفقد ماحولي سريري نافذتي أقلامي ودفاتري وكل شي في حجرتي0
شعرت بأنني احلم فحمدت الله أنني احلم
فعلا إن حياة الجزيرة جميلة كان الإحساس غريبا ومدهشا ورائعا حين أخذت إلى هذا العالم لكن في نفس الوقت
أدركت أن السعادة الحقيقية هي أنني املك الحرية التي تجعلني سعيدة في هذه الحياة
أدركت أن المظاهر التي تخدع أعيننا ليست سوى مظاهر تشبع العين وتعمي القلب
فليس كل مظهر جميل ذات مضمون جميل
فمن السهل أن نغفو ونحلم ولكن من الصعب أن نتقبل الواقع0
فليس كل جميل قبيحا
وليس كل قبيح جميلا
لكن كل مافي هذه الدنيا جميل إذا أردناه جميلا وكل مافيها قبيح إذا أردناه نحن قبيحا
فإرادتي هي التي تحدد مصير حياتي0
بقلمي المتواضع
ربى الطايف
رد مع اقتباس
مواقع النشر