إياب
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 6

الموضوع: إياب

  1. #1
    عضوة جديدة الصورة الرمزية أنفال العنقاء
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    13
    معدل تقييم المستوى
    16

    sdfdsf إياب

    اقترب منه بخطوات متثاقلة، حدّق مليّا في وجهه الأسمر ذي الشعر الأجعد، ثمّ قال: "من أين الأخ؟ "
    أجابه:" من الجزائر".
    ابتسم قائلا: "وأنا أيضا".
    أخذ نفسا عميقا وقال "ـ ما اسمك؟"
    ـ اسمي عبد القادر
    ـ وأنا أرزقي
    دنا منه وجلس على بساط كان عبد القادر قد أعدّه للصلاة .
    ـ وأين الوجهة يا سي عبد القادر ؟
    أجابه بسرعة وبدون تفكير: "نفس وجهتك، نحن في نفس القارب، أينما رسا فتلك وجهتنا".
    حرّك أرزقي رأسه مبديا تفّهمه ، وبادره بلغة فرنسية تشوبها نبرات أمازيغية :
    " نعم نحن في نفس القدرة.. ننتظر المصير نفسه، نتّجه نحو المجهول، رفقة إخواننا التونسيين، قد نصل إلى شواطئ إيطاليا، وقد لا نصل".
    ومضى القارب الخشبي القديم يصارع أمواج البحر العاتية، يتغلّب عليها تارة وتكاد تغرقه تارة أخرى.
    قال أرزقي: "لا أنيس لنا في هذه الظلمة الحالكة إلاّ الأمل.." قاطعه عبد القادر قائلا:" لا أنيس لنا في وحشتنا إلاّ مولانا تعالى".
    سكت أرزقي ولم يردّ و كأنّه يفكّر في شيء شغله، ثمّ وقف يتفقّد المجهول، فبدت بشرته البيضاء ناصعة تحت أنوار فانوس القارب. ولازال كذلك حتّى عمّ القارب الصغير صمت رهيب، وتوقّف محرّك الديزل، ليتبدّد ضجيجه في الأفق، واختفى ذلك النور الخافت من مقصورة الرّبان، حينها انطلق همس يطالب الجميع بالتزام الصمت قال: " إخواني ..تجوب قربنا سفينة خفر السواحل، ولا أدري من أي جنسية هي؟". واشرأبت الأعناق، وتسارعت نبضات القلوب الوجلة، وبدا الهلع على الجميع، ودخل الحرّاقة في هواجس كلّ حسب وضعيته، منهم من خشي على نفسه من سجّان السجن وظلماته، ومنهم من اهتزّت فرائسه خوفا من العودة إلى البطالة والجوع والتّسكّع في الشوارع وملء المقاهي، والحديث عن المتخمين، الذين ظهروا كما تظهر العفنيات في مزابل المترفين، ومنهم من تذكّر الأيّام الخوالي التي عاشها مع رفاق المهن العمومية، حين كانت الأحلام الذهبية تلقي بضلالها على العمّال، فتغريهم بالخلود والاطمئنان، حتّى حلّت الفاجعة دون إنذار، لتلقي بتلك الأحلام إلى سعير الباطلة، وتؤول منابع رزقهم إلى النكرات المجهولة.
    ولازال الكل على هذه الحال إذ بملامح السفينة تتضّح، إنّها فرقاطة إيطالية تحرس سواحلها، تمخر الماء بعزّة وعظمة، تدير كواشفها في كل الإتجهات، كأنها كاسر يتربّص بفريسته. واقتربت من القارب المهزوز، الذي كادت أخشابه المتصارعة أن تفضح نفسها، وبلغت القلوب الحناجر، فجأة ارتفعت أصوات ترجو النجدة، كانت أصواتا عربية، من قارب عربي، صارع الهلاك لوحده..وبقي وحده..حتّى حلّت به الأذية، فناجى ربّه وحده، لينقذه وحده.
    واستدارت السفينة العظيمة، في اتّجاه المنكوبين وحدهم، مشعلة أضوائها الكاشفة بشدّة وفتوّة. فرأى الجميع بني جلدتهم يتخبّطون في بحر الظلمات، يستنجدون الغريب، يطلبون الرحمة من بعيد...
    قال أحد الرّكاب: ـ هم يطلبون النّجدة من غريب، ونحن ننشد الأمل والحياة الكريمة..من الغرباء..- وأين الفرق؟!؟
    ردّ آخر: ـ ما جدوى الأمل إذا لطّخ بالألم؟ ـ ماذا لو كنا نحن أصحاب السفينة؟! أنقهر هكذا.. - أنذلّ بهذه الصورة ؟!..وأطلق زفيرا ساخنا قائلا: إيه يا زمن..إيه يا زمن..إيـــــــــــه.
    وتوارى المشهد في أفق الدّجى، وبكى ركّاب القارب على أصحاب القارب. ومضى السائر وحده يشقّ طريقه في البحر، حاملا حسرته بين أحضانه.
    ابتسم عبد القادر قائلا، وكأنّه يحاول التّخفيف من حدّة المأساة :
    "لو كانت لنا السفينة!.. لكانت لوحدها الأطول والأعتا في العالم! ثمّ أردف: ـ لقد نجّانا المولى عزّ وجل من القوم.... " قاطعه أرزقي :" أظنّ ذلك.. أظنّ ذلك.."
    ولم يزد عن قوله شيئا، حينها تجهّمت ملامح عبد القادر، وأسرّى تعجّبه من تلك الردود الغريبة، ومدّ رجليه ليأخذ قسطا من الرّاحة، فبادره أرزقي قائلا: "أتعجّب.. كيف تطيب لك الرّاحة وأنت على حافة الهلاك!؟.. ـ ألا تخاف!؟". ردّ عبد القادر: ـ بلى أخاف، ولكن الجوع والحقرة أخوف لي، يا صاحي أين المفر؟! وصمت مطأطأ رأسه، ومرّت أمام عينيه السودوين هواجس زوجته الشقراء ذات الوجه الصّبوح، وهي تقدّم له فنجان القهوة مبتسمة كعادتها قائلة: ـ ما يقلق أبا محمد!؟ـ أراك في غير حالك اليوم! ـ هل من طارئ!؟. يحدّق في عينيها الخضروين مرّة تلوى مرّة ليقول:
    "لقد أنهى الأمريكي مهامي دون سابق إنذار!!". صكّت خدّها المحمر قائلة: "طردوك!" ـ نعم فعلوا ذلك بكل برودة
    ـ لأنّني تفوّهت بما لا يليق!!
    ـ أفصح....!
    ـ كنت في ساعة سمر مع مرشال على ربوة رملية من كثبان صحرائنا ، فأخذنا الحديث إلى خلاعة البلدان الواطئة ورسوماتها. فأشتدّ رحى الكلام بيننا، فقلت حانقا: "يجب أن لا نناقش فعلة أراذل العنصر البشري..، وكيف لا!!؟ وهم عبدة الجنس المشابه!!".
    امتعض مرشال ونهض مغاضبا، ولم أكن أتوقّّع أنّه سينتصر لبني ضلالته! وقطع رزقي. كنت أخاله نحن!!. لكنّه فعل..وشهّر بي لدى كلّ الشركات الأمريكية العاملة بالوطن. لقد غلّقوا أبواب الرحمة! . قالت وعلى وجهها ملامح الأسى : "وهل من عودة؟"
    أجاب: "أبدا..وهل تنزع الرّحمة إلاّ من قلب شقي!!".
    وتعرّق جبينه من تذكّر ألم الحادثة، حينها حضنته قائلة: "لا عليك حبيبي..لا عليك". ودخل في حوار عاطفي مع أم ابنه: "أتذكرين أحلامنا، حين كنت أعود من حاسي مسعود ؟" ـ وكيف أنسى سمرة النفط التي امتزجت مع سمرة بشرتك، وكأنها هي؟ وقلت حينها أعشق سمرتك. ـ وكيف كان ردّي؟
    ـ قلت، وأنا مغرم بحمرته التي اختلسها من وجنتيك..
    انتفض عبد القادر من هاجسه بعشوائية كأنّه صعق، ليجد نفسه على السجّادة قرب صاحبه الذي بادره بقوله:" أين كنت يا صاحبي!؟"
    أجاب:" إيه..كنت مع أيّامي السعيدة.. ما أجمل حياة العزّ والكرامة، عندما كنّا نجني القليل، ونأمل في الكثير. لكن الدّهر دواّر، والطمع مهلك وخطير..لم نرض بالقليل من أجل الكثير، فاستبدلنا ما هو أدنى بالذي هو خير.."
    قاطعه أرزقي : "لا أفهم الكثير ممّا تقول، لأنّني لا أملك أحلاما كأحلامك، عشت حرّا لا تملكني أنثى، ولا أملكها، عملت بفرنسا منذ زمن ليس بالقريب، أقضي بياض نهاري في الشغل، وسواد ليلي بين أحضان شقروات باريس".
    سأله عبد القادر: "و بماذا أفادتك شقروات باريس، وأنت الآن على مقربة من الهلاك!؟".
    أجاب متنهّدا: ـ آه..الذنب ليس ذنبهن.
    ـ وذنب من إذن؟
    ـ ذنب شعري الأسود.
    ـ أفصح أكثر أرجوك..!
    ـ نعم..إنّه في إحدى ليالي الأنس والمجون، حين كانت شهوة الخمر تتوزّع على الجميع، نشعر تجاهها بشيء من القداسة والإجلال، بل أكثر من ذلك، نكاد نعبدها ونطلب بركتها!.. في منتصف الحانة كان ينتصب رجل قصير القامة في وزن فرخ الدّجاج، يبدو في منظره غموض مخيف، وكانت عيناه الزرقاوان الكبيرتان يشعّ منهما بريق مكر وخبث عظيمين. و كان الهدوء شاملا اللهم إلاّ صوت الكمان الحزين..وما لبث أن استولى عليّ شعور بالرهبة، كانت نظرات الرّجل الرهيبة تلسعني، وبمرور الوقت أخذت نظراته تزداد حدّة، قال لي:" ألك حاجة هنا ؟" أجبته:" ليس هذا حسنا يا سيّدي..إنّ المكان أقدر على الإجابة." صرخ:" أنا أدري سرّك المكتوم، لقد راقبتك.. لقد لاحظتك وأنت تتسلّل بنظراتك يمينا وشمالا، أنقذ نفسك وغادر المحل". رميت الكأس قائلا:" بئس الخمر خمرك" وحاولت مغادرة المحل، وإذا بضربة تجيء من مجهول، تزحزحت الأرض على إثرها من تحت أقدامي، ووقفت وحيدا، أعزلا، وبدا لي كلّ شيء عدوّا لدودا، خاصّة حين رأيت رجلا ضخم الجثّة يحمل بيده قدحا من النّبيذ، يضحك ملء فيه قائلا:" ارحموه برصاصة رحمة كالتي أرحنا بها الدّرّة". فانطلقت نحو البغل السمين، وطالت أظافر أصابعي المتينة تلك الرقبة المترهّلة، فأصبحت نظرته باردة، انسرب خارج كيانه، فجع كما تفجع عاهرة الطريق حين تلقى قاتلها المأجور. وأحسست بأنّه أخذ يفقد روحه النّتنة شيئا فشيئا، إلاّّّّ أن توالت عليّ الضربات تلوى الضربات، أصبت بلكمة هزّت فرائسي، صرت أنشد النجدة بعدها، تلاشى جسدي! و في اللحظة الأخيرة خلّصتني الشرطة من هذا الانتحار!؟.. "
    قاطعه عبد القادر: "يبدو أنّك عانيت الويلات بعد الحادثة؟ ـ أقصد بعد تدخّل الشرطة!!"
    أجاب:" وأيّ عناء.. يا صاحبي!! ـ أخذوني إلى مخفرهم، بعد أن أوجعوني لكما على وجهي، ورموا بي في حبسهم، الذي كنت أظنّه يوما أوسع من قصر، فألفيته أقبح من قبر".
    قال عبد القادر متهكّما: "وطبعا.. أطلقوا سراحك صباحا!! كما يكتب لأفلامهم".
    ـ تلك أفلامهم!! قالها بابتسامة صفراء، " لقد تقدّم منّي ضابط، وقال بنبرات تنمّ عن حقد دفين : "أيّها العربي الوسخ صاحب الشعر المظلم ..خذ تناول قهوتي.. إنّها ممزوجة ببولي.." وترنّح ضاحكا وزمجر آخر قائلا: "هل تعتقد أنّ هذا شيء تافه!..إنّه بول العالم الحرّ، نشادره قد تفيقكم وتعيد لكم الصواب..يا حثالة الأمم.." وقهقه بنهم شديد. ونطق ثالث قائلا: "اعزلوه عن بقية الأجناس، إنّه يظهر التّطهّر..، انبذوه.. ضعوا له علامة كما توضع على أبقار الكوي ـ بوي.. ـ اثقبوا أنفه.. اغرسوا فيه حلقة من البلاتين.. حرّموا عليه العودة إلى الحضارة..!! قوا أنفسكم من أمثاله. " تأوّه أرزقي، ولم يستطع مواصلة الكلام، وكأنّه ابتلع لسانه، أو حلّت بحنجرته غصّة، و بدت بذور الاستياء والحزن تنمو في نفسه، وراح يكثر من التألم، وبعد هنيهة تدارك الأمر قائلا: " لم أتمالك نفسي ، فسحبت القريب إلى الباب الحديدي للزنزانة، وهشّمت رأسه العفن، وأنا أصرخ بكل قواي: ومن أكثر منكم قذارة يا أحفاد لاكوست". ولم أفق بعد ذلك إلاّ وأنا على حمّالة المستشفى في طائرة العودة للجزائر. عدت إلى بلدي، وبقيت غريبا بين أهلي!.. أوقفه عبد القادر متعجّبا: "غريبا!؟ ـ ما معنى ذلك؟ ". ردّ أرزقي متأسّفا: "نعم.. إنّها غربة الأهل والخلاّن. لم أستطع التّأقلم مع أجواء قريتي. لقد غيّرت هجرتي الكثير من طباعي وتقاليدي..يا ليتني ما ولدت من أربعين سنة". ـ لماذا هذا التّشاؤم!؟ ـ كنت أعشق المتعة، وأمضي في حياة غريبة دون أن أنتمي إليها بجوارحي، لم تكن سوى لعبة سريعة العطب والزّوال. تبسّم بمرارة، وزاغت عيناه من البحث عن مأوى بين تلك الأجساد المتأرجحة ..بلا مقاومة ..بلا جهد.. انتابته نوبات من اليقظة المتوجّسة، فتأوّه:" آه..كم كنت أمقت شهر صيامكم!!". ـ تقصد شهر رمضان .
    ـ نعم ..نعم ..أحسست فيه بالتّفرد والوحشة.. ـ أيعقل هذا!!؟ ـ أجل! ..حين يقضي أهلي يومهم بدون شرب ولا أكل، أقضي يومي أجترّ كما تجترّ الأبقار. لقد هالني ما رأيت: مساؤهم عيد، ومسائي كئيب ثقيل، تؤّمهم المساجد، يؤنسهم الجمع، وتؤمنّي المقاهي، ويؤنسني التّفرد.. محيّاهم كلباسهم: راحة أزلية، طمأنينة أبدية، ابتسامات خالدة. تراهم يتسامرون حول مائدة القهوة والزّلابية، تجمعهم حكايات الجدّ العتيقة.. ودفئ التّنور المنبعث من وسط الدار.. إيه يا صاحبي، كم هي جميلة تلك المحاجي!! محاجي كان فيها الزّمن عظيما!؟ وأهله أعظم!!.
    وفاضت عيناه بالدّمع، وظلّ صامتا، يفكّر في كلماته، وهو يشعر بثقل كبير في رأسه، كان إحساسه بالحزن قد انتقل إلى أحاسيسه الرّقيقة، ثمّ أردف قائلا: " ما يحزنني أنّني أفنيت عمري في روتين، اسُتعملت كآلة في معاملهم، وعُوملت كدابة في غرائزي، عُلّمت كيف أعظّم شهواتي، وكيف أزدري تقاليدي، بل أكثر من ذلك دُرّست كيف أحتقر أهلي وعشيرتي، ليبقى الغريب قدوتي ونبراسي، ُوفّرت لي جميع المغريات، فنمت في عسل الكراهية ،.. لكن في أوّل مواجهة بالغريب، نعتني بالوسخ وبالحثالة، وبنعوت أخرى أستحي أن أذكرها في هذا المقام.
    قال عبد القادر:" ـ إيه.. يا أخي.. ينعتوننا بأقبح الصفات، وهم أهلها. أستحلفك بالله ..أخي ـ هل فرّقوا بين لوني و لونك؟
    ردّ: " لا الأبيض منّا ولا الأسمر ولا الأزرق، كلنّا في عرفهم العنصري سواء!!.
    قال: "تلك سجيّتهم.. لا عليك.. وكيف تجد نفسك الآن؟ ـ لا أستطيع أن أجيبك.. لا أعرف.. لا أعرف..ما زلت مضطربا، نفسيتي في صراع لا أفقه كنهه؟!
    وانقطع عن الكلام ووضع يده اليسرى على خدّه، وشخصت عيناه في الأفق، يتأمّل شعاع الفجر ينبثق من خلال الظلمات ، كان الفضاء ثائرا بلون حمرة الشّروق المتناثرة في أحشاء السّماء، وفوق ظلال الأمواج العالية والواطئة القائمة منها والمهدّمة، فأحسّ بنوع من القوّة والصّلابة، وهو يتأمّل شموخ الفضاء، وبزغت دمعتين مبتهجتين ببشائر الخير في عينيه، ولازال كّذلك حتّى حضنه عبد القادر قائلا:" لقد أوشكت الرحلة على النهاية!
    قال وإحساسه بالقوّة يتزايد: "نعم.. وأيّ رحلة!". كان يتوقّع أن يسمع تعليقا على كلامه، لكن عبد القادر فاجأه قائلا: "أتعرف أرزقي! إنّ دم ابني محمد مزيج من دمي ودمك.
    ـ كيف ذلك!؟
    ـ زوجتي: الكاهنة من منطقتك الجبلية.
    ـ من أي جهة!؟
    ـ من الأربعاء.
    ـ ما لقبها!؟
    ـ آيت مشدال.
    ـ وأبوها!؟
    ـ الحاج سيدي العيّاشي. جحظت عينا أرزقي وظهر عليهما بريق غريب، واندفع نحو عبد القادر سائلا: ـ و.. ما اسم أمّها!؟
    ـ تاسعديت.
    ـ أتكور تاسعديت!؟ صرخ أرزقي صرخة فطن لها من القارب، قائلا: "أنت ابن الحاج السّبتي! وأنا خال محمد! دهش عبد القادر، وكاد يغمى عليه من شدّة المفاجئة، ثمّ تدارك نفسه قائلا:" إذن أنت الغريب المفقود! ـ يا لسخرية الأقدار!! لا نلتقي في أحضان الوطن، وتجمعنا المكاتيب، بين أحضان الموج الكئيب!؟ ". قال أرزقي:" صدقت يا أخي العزيز..هذا ما نعيشه وتعانقا بقوّة، ولم يفرّق جسديهما الواحد إلاّ اصطدام القارب الصغير بصخور الشاطئ الغريب، ليفطن عبد القادر في المستشفى على صوت أمين الشرطة، وهو يقدّم له سلسلة فضّية قائلا:" هذا ما تبقى من ابن عمّك، خذها لأهلك". أمعن النّظر فيها مليّا، وأجهش بالبكاء، لقد كتب في القلب: الله محمّد.

    شرح المصطلحات
    الديزل: المازوت، وهو وقود الشاحنات والحافلات والآلات الثقيلة وبعض أنواع السيّارات الخفيفة.
    الحرّاقة: (بتضخيم القاف)، هم المطاريد الذين يخترقون الحدود في هجرة غير شرعية

    حاسي مسعود: من أكبر الحقول النفطية في الجزائر، ومجمع بترولي ضخم في الصحراء الجزائرية.
    الأربعاء: مدينة جزائرية بمنطقة القبائل الجبلية.
    المكاتيب: جمع مكتوب، أي ما يكتب على الجبين من أقدار.
    لاكوست: جنرال فرنسي، وهو أحد مجرمي حرب الاستعمار الفرنسي على الشعب الجزائري الأعزل.
    الحقرة: (بتضخيم القاف) تعني الحقارة، وازدراء الغير بهضم حقه بشتّى أشكاله.
    الأزرق: كناية تطلق على الطوارق(جمع طرقي)، وهم سكّان الصحراء منطقة الهوقار(بتضخيم القاف).
    المحاجي: حكايات الأجداد والجدّات في ليلي الأنس.
    الكوي ـ بوي: رعاة البقر الأمريكيون.

    _________________________

  2. #2
    إدارية سابقة لبيت الفراشه محررة مبدعة الصورة الرمزية وجدوحنين
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    9,571
    معدل تقييم المستوى
    27
    الف شكر عزيزتي
    لين راسل سابقا

  3. #3
    عضوة جديدة الصورة الرمزية أنفال العنقاء
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    13
    معدل تقييم المستوى
    16
    لا شكر على واجب، يا أختي لين راسل

  4. #4
    كوكب الشبكة الصورة الرمزية بنت المجد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    في السعوديه
    المشاركات
    1,390
    معدل تقييم المستوى
    19
    مشكوره يالغاليه


    لاتبخلي علي نفسك وادخلي الرااابط
    http://www.shbab1.com/2minutes.htm

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. سماع الغناء المحرم واتخاذ الصور المحرمة من أسباب عدم إجاب
    بواسطة Miss.Reem في المنتدى منتديات اسلامية,( على منهج أهل السنة والجماعة)
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-12-2016, 11:44 PM
  2. ذكريــــات إياب
    بواسطة سفيرة الفضيلة في المنتدى المجلس العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-11-2010, 10:03 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر

مواقع النشر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أهم المواضيع

المطبخ

من مواقعنا

صفحاتنا الاجتماعية

المنتديات

ازياء | العناية بالبشرة | رجيم | فساتين زفاف 2017 | سوق نسائي | طريقة عمل البيتزا | غرف نوم 2017 | ازياء محجبات | العناية بالشعر | انقاص الوزن | فساتين سهرة | اجهزة منزلية | غرف نوم اطفال | صور ورد | ازياء اطفال | شتاء | زيادة الوزن | جمالك | كروشيه | رسائل حب 2017 | صور مساء الخير | رسائل مساء الخير | لانجري | تمارين | وظائف نسائية | اكسسوارات | جمعة مباركة | مكياج | تسريحات | عروس | تفسير الاحلام | مطبخ | رسائل صباح الخير | صور صباح الخير | اسماء بنات | اسماء اولاد | اتيكيت | اشغال يدوية | الحياة الزوجية | العناية بالطفل | الحمل والولادة | ديكورات | صور حب | طريقة عمل القرصان | طريقة عمل الكريب | طريقة عمل المندي |