[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
شعر / صالح بن علي العمري
كلمات متواضعة للشيخ سفر الحوالي شفاه تتضاءل أمام هامته الشامخة..
أَجْهَدْتَ قَلْبَكَ همَّاً أيُّها البَطَلُ *** وذُبْتَ في أُمّةٍ قَدْ شَفَّهَا الخَطَلُ
أَرْخَصْتَ فيها الحَشَا قَلْباً وَأَوْرِدةً *** وَذُقْتَ مِن أَمْرِهَا مَا لَيسَ يُحتملُ
لِسَانُ حَالِك 'في دِيني وآخرتي *** أسلمتُ لله عُمْري ما الْتهى الأَجلُ'
الرأَيُ رأيُك والأنْبَاءُ عَاصِفـةٌ *** والفَرْيُ فَرْيُكَ والأفكارُ تنتضلُ
وفي فَتَاواكَ آياتٌ وَتَبْصـِـرةٌ *** وَقَولُكَ الفَصْلُ لا رَيْثٌ وَلا عَجَلُ
فلوْ تَرى أَمّةَ الإسْلامِ إذْ وَقَفَتْ *** لَمْ يَبْقْ مِنْ أَرْضِها سَهْلٌ ولا iiجَبَلُ..
تَبْكِيَكَ يا نَاصرَ التّوحيدِ مِنْ ألمٍ *** وفي سَمَاها تَجَلّى الحُبُّ والأملُ
أَصْبَحْتَ في قَلْبِها جُرْحاً ينزُّ أسى *** وقَبْلَها كُلُّ جُرحٍ مِنْكَ يَنْدَملُ
سُؤَالُهَا مَنْ سَيَجْلُو كلَّ مُشْتَبَهٍ؟! *** منْ يُفحمُ الخَصْمَ والأَحْداثُ تَرْتَجِلُ؟!
أمّـنْ يَقُودُ السَّرايا في دُجى فِتَنٍ *** أينَ السَّبيلُ إذا شَطّتْ بِنَا iiالسُّبُلُ؟!
فَلَوْ رَأيتَ عُيُونَ السّاهرينَ ضَنَى *** يَضّرعونَ .. وَدَمعُ العَينِ مُنْسَدلُ
ولوْ رَأيتَ أهل العلم إذْ وَقَفوا *** يُسَاهِرونَك لا مَلّوا ولا غَفَلوا
ولَوْ تَرى فِتيةً يسّاءَلـونَ هُنَـا *** وطفلةً في دُجى المحرابِ تَبْتهلُ
ولَوْ تَرى الأمَّ تَبْكي بينَ صِبْيَتِها *** والقَلبُ يَلْهجُ والوجْدانُ مُشْتَعِلُ
للهِ .. كَمْ مُهْجةٍ للدينِ مُخْلصةٍ *** قدْ اعتراها عليكَ الهمُّ والوَجَلُ
عاشُوكَ في نَزْفِكَ القَاني وفي نَقَهٍ *** كمثلما عِشْتَهُمْ والحبُّ مُتَّصِلُ
يَغْشَاكَ مِنْ شَوْقِهِم نَجْوى وأَدْعيةٌ *** ومِنْ لهَيبِ الحَشَايا تُمْطرُ المُقَلُ
عليكَ ألْفُ طبَيبٍ.. يَا طبَيبَ iiهُدى *** بطبّهِ تُوْصفُ الأدْواءُ والعِللُ
ولوْ تَرى جافيا قَدْ رَفَّ مِنْ حَسَدٍ *** وللتباشيرِ في أنفاسِهِ زَجَـلُ!!
لمّا رَأَى حُبَّ خَلْقِ اللهِ أَكْمَـدَهُ.. *** واهتاج في بطنه الزقّومُ والدَّغلُ
ففي بلائِكَ تَمْحِيصٌ و iiمَطْهَــرةٌ *** والمبْدأُ الحَقُّ يَسْتَعْلي ويَنْتَقِلُ
ما زادكَ اللهُ إلاّ رِفْعَــةً و عُلا *** والوَغْدُ كسوتُهُ الخُذْلانُ والخجلُ
كمْ نِلِْتَ مِنْ كَيْدِهمْ سِرَّا وفي عَلَنٍ *** مَا لَوْ عَلا جَبَلاً لَزّلزلَ الجبلُ !!
كمْ قَاتلُوكَ وأَرضُ المسْلمينَ شَكَتْ *** قَهْراً فَمَا قَاتَلوا كُفْراً ولا خَذَلوا !!
وكَمْ رَمَوكَ بأَقْذَاءٍ فَسِرْتْ لَهـمْ *** كمَا مَضَى السَّلفُ الماضونَ iiوالرُّسُلُ
قد كنتَ فينا عَصَى موسى بهيبتِهِا *** إذا تَجَلّتْ تَولّى السِّحرُ والدَّجلُ
الحقُّ داعيهُ ، والتَّوحيــدُ بغيتُهُ *** يا مَنْ مقاصدُهُ الإرجافُ والجدلُ
علمتنا أنَّ للإخـلاصِ مرتبــةً *** جُلّى عليها قلوبُ النَّاسِ تتّصلُ
عَلَّمْتَنا كيـفَ تُنسى كلُّ سيئـةٍ *** وكيف يُسقى الإخا والودُّ والأملُ
عَلَّمْتَنَا جَهْـرةً بالحـقِّ صادحةً *** إذا تغَشَّى النفوسَ الخَوْفُ والوجلُ
يا أمــةً محّصَتْهَـا كلُّ نائبــةٍ *** وكلّـما فَترتْ غَنَّى لها الأمـلُ
وَقَفْتَ في صَوْلةِ 'التَّغريب' iiفانطفأتْ *** عينُ الحقودِ.. فخابَ اليومَ مَا سَأَلوا
وقُمْتَ في فِتنةِ 'التكفيرِ' iiفارتـدعتْ *** قوافلٌ زالَ عَنْهَـا الشكُّ والزللُ
ياربُّ أدعوكَ والأَشجانُ لاعجـةٌ *** ففي يَدَيْكَ مِصَالُ البُرءِ والعِللُ
شفيتَ أيوبَّ في ضرٍّ و مُكْتَهـلٍ *** والماء من حولِهِ شربٌ و مُغْتَسلُ
وارتدَّ يَعْقُوبُ فيها مُبْصِرَا iiفمضى *** إلى الحبيبِ وقدْ دالتْ لهُ الدُّول
فاشفْ الحَوَاليْ شِفَاءً لا تَدَعْ سَقَمَا *** أنت المُرجَّى وقد بارتْ بِنَا iiالحيلُ
ما لي سِواكَ ومَوجُ الهمِّ ملتطـمٌ *** يا مَنْ عليهِ لكشفِ الضُرِّ نتّكلُ
أُهْديكَ يا سَفَرَ الآمالِ قافيـتي *** لعلَّنا بالشفاءِ العَذْبِ نَحْتَفِلُ
حتى نراكَ كنورِ الشَّمسِ مُشْرقةً *** وتنطوي عندَها الدَّهماءُ والسُدُلُ
ففي شِفَائكَ سُلْواني وعَافيـَتِي.. *** كالغَيثِ يزهرُ منه السَّفْحُ والجَبلُ
أحييتَ في جَمْعِنا إلفاً و iiمرحمــةً *** وفَوقَ أرواحِنَا منْ حُبِّكم ظُللُ
هذا جوادُكَ مَسْـرُوجَا بصهوتِهِ *** فقُمْ وخُضْها جِهَادا أيُّها البطلُ.. [/align]
مواقع النشر