السنه الاولى والثانيه والثالثه من الابتدائي هي أقسى السنوات التي مر بها ابي ,,
فقد عانى معي كثيرا ,, وأتعبته جدا
يقول والدي أصبحت لدي خبره بملابس البنات والتسريحات وربطات الشعر وموديلات المريول وملابس الشتاء ,,
كان والدي في أيام الشتاء يذهب الى إحدى عماتي ويستشيرها عن ملابسي وربطات الشعر ماهو المناسب وماهو الغير مناسب ؟؟ !!!
(( كان بابا يزيت شعري ويحني شعري ويهتم فيه زي ماتسوي الام لبنتها ))
لم أتعرض للسخريه في يوم من الايام في أيام المدرسه ,, بل كنت مرتبه ونظيفه ومؤدبه ,,
لم أنسى ذلك اليوم حين نادتني مديرة المدرسه أنا ومجموعه بسيطه من الطالبات أمام الطابور الصباحي ,,
حين أمسكت بي وعلقت البطاقه على صدري مكتوب عليها ( طــالبه مثــاليه ) وكنت في الصف الثالث الابتدائي ,,
كنت أتمنى لو أرجع الى المنزل بسرعه لأخبر أبي بماحصل ,,
لم أنسى حين حان موعد الخروج من المدرسه وأنا اضع يداي البريئتان على البطاقه التي في صدري لتكون مفاجأه لأبي ,,
لم أنسى ضمة أبي لي حين رأها وقال لي (( خليك دايما كذا رافعه راس بابا ))
وكان أبي في كل مناسبه يلتقط لي أكثر من صوره وحين أنظر الى كل صوره أعرف أحداثها بالتفصيل الممل ,,
بعد انتهائي من السنه الثالثه الابتدائي شاء الله أن يذهب أبي لأمريكا لينهي عمل له هناك ,,
ذهبت أنا وابي في الاجازه الصيفيه ,,
ولكن طال مكوثنا هناك سنــه كــامله ,,
رفضت أن أكمل دراستي هناك ,, رفضت ذلك التغير المفاجيء
ولكن لم يجبرني أبي على الدراسه ,
وكانت رحلتي ووالدي لأمريكا أتعبتني كثيرا وكان من المفروض ان يطيل ابي بقائه 5 سنوات
ولكن رجع أبي للرياض لأجلي ,,
رجعت لمدرستي التي كنت فيها ,, وإذا بصديقاتي في الصف الخامس وانا في الرابع ,,
حزنت كثيرا ,, وأحسست أني ضعيفه ,,
رجعت للبيت وشيكت لأبي الحال ,,
لم يحتمل أبي دموعي وإحساسي بالضعف ,,
سرعانما نقلني إلى مدرسه أخرى ,,
تأقلمت جدا في المدرسه الجديده وأصبح لدي الكثير من الصديقات ,,
في تلك المدرسه كانت الطالبات يملن الى الترف قليلا ,,
وكانوا يضعون حفله في كل نهاية أسبوع ,,
كان أبي يخاف علي جدا جدا ,, ولم يرضى لي الذهاب لتلك الحفلات حتى لو كانت معي عمتي او إحدى خالاتي ,,
(( الشيء الوحيد الذي أخطأ فيه أبي هو أنه لم يجعلني أثق بأحد غيره حتى خالاتي وعماتي )) ولكن ذلك الخطأ كالبلسم على قلبي ~
حزنت لعدم موافقته ,, أضربت عن الطعام والشراب ,,
لم يحتمل ذلك القلب الحنون ,, ~ > سامحني يآ تاج الراس فقد كنت طفله لا أعي ماهو قلب الأب ,
قرر أبي أن يضع كل أسبوع حفله في المنزل يجتمع فيها جميع صديقاتي ,,
فرحت جدا لقراره صرخت وبقوه وقلت (( أأحبك يابــــــا بــــــا ))
وكالعاده أمسك بكاميرا الفيديو وصور لي مقطع من فرحتي تلك ,,
وكل خميس تبدأ تجهيزات الحفله ,,
من بعد صلاة المغرب إلى بعد العشا تنتهي الحفله
كل خميس يجتمعن صديقاتي مع إخوانهن وأخواتهن نلعب ونأكل ونغني ونفرح ,, وكان أبي معنا في كل لحظه ,
يأكل معنا ويلعب معنا ويضحك معنا ,,
أحبوه صديقاتي كثييييرا ,, أحبوه الاولاد الصغار
صور أبي الكثير من المقااااااااطع بل الافلام من فرحتنا كل خميس ,,
لا يحب أبي أن يفوت لحظه واحده من فرحتي إلا ويلتقط صوره او مقطع فيديو
مكثت تلك الحفلات سنه كامله طوال فترة الدراسه ونهاية الدراسه حفله للنجاح ,,
أنهيت الصف الخامس والسادس في تلك المدرسه ,,
تخرجت من المرحله الإبتدائيه ,,
عمل أبي حفله كبيره في إحدى القاعات ,,
إجتمع كل أقاربي ,, وصديقاتي وأهاليهن
حفلة عشـــآء كبيره ,,
وكانت هدية أبي يوم تخرجي ( سواره مع خاتم من الذهب )
لازلت أحتفظ بها ,,
وبعد إنتهاء الحفله بخمس أيام رجعت مع أبي لأمريكا ,,
.
.
.
عشنا أنا وأبي هناك سنه واحده ,, درست 4 أشهر ولكن لم أتأقلم أبدا في الدراسه هناك
تركتها ولم يجبرني والدي على الدراسه ,,
رجعنا للرياض بعد سنه ,,
سجلني أبي في إحدى المدارس الأهليه ,,
درست المتوسطه ,
تعب معي أبي كثيرا في دراستي لسنه أول متوسط ,,
لم أحس أني طفله كما كنت في الابتدائي ,,
أحسست بضيق شديد في هذه السنه ,, إشتقت لصديقاتي
كم كانت مرحلة المتوسطه قاسيه علي
تفاجأت حين أتى إلي أبي
وقال لي :: دمعه أنا فرشتلك الغرفه أحسن فرش
بابا أي غرفه ؟؟
أبي :: غرفة النوم
بابا انا وش اسوي بغرفة النوم ؟؟
أبي :: إسمعيني يابنتي أنتي خلاص كبرتي ماشالله وخلاص الحين أنا بغرفه وأنتي بغرفه مايصير تنامي عندي
لم أنسى ذلك الموقف حين إنصدمت من طلب أبي نظرت إليه بعيناي البريئتان وسقطت دموعي
قلت له بكل برآءه :: بابا أنا تحت أمرك
وبكيت بشده
ذهبت للخادمه فقد كانت حنونه علي وكانت كبيره في السن ومن جنسيه عربيه ,, تحبيني كثيرا وأحبها
بكيت في حضنها وأنا أخفي صوتي لكي لايسمعني أبي ,,
وحين خرج صرخت بأعلى صوتي و ضربت نفسي
لاأريد أن يأتي الليل
لاأريد أن تغرب الشمس
تعودت أن أنام في حضن أبي , ولم أفارقه يوما , حتى في وقت القيلوله
تعودت أن أنام في حضنه حتى لوكنت عند عماتي ,و حتى في الطائره
كنت أنام في حضنه حين أذهب معه صباحا للدوام وقت أن كنا في أمريكا ,,
أتى الليل ,, آآآآآه من تلك الليله
أبي :: دمعه بكرى ماراح أسرح شعرك سرحيه أنتي
بابا ليه أنت زعلان أنا وش سويتلك ؟؟
أبي :: حبيبتي دمعه أنتي ماسويتي شي بس خلاص يابنتي لازم تتعودين
ليه أنت وين بتروح ؟؟
أبي :: أنا ماني رايح لشي بس أنتي كبرتي خلاص لازم تعتمدين على نفسك
سكت لم أنطق بغير :: أنا تحت أمرك يابابا
ذهب أبي لغرفته وجلست أنا في مكاني لم أتحرك
خنقتني العبره وبكيت بصمت حاولت أخفي بكائي ولكن يخرج منه أنين القهر
جلست أبكي حوالي ساعه ,,
ذهبت لأرى غرفتي ,,
دخلتها ,, كانت رائعه بمعنى الكلمه
ألوانها وديكورها وزخارفها كانت جميله جدا ,,
رأيت صوري أيام طفولتي صوري مع أبي صوري أنا وصديقاتي أيام الحفلات
إبتسمت بدون إحساس ,,
جربت النوم على السرير لوحدي
أغمضت عيناي أحاول النوم , ولكن لم أستطع
بكيت بحررقه وبقهر في صدري
ذهبت لغرفة أبي وجلست عند بابه أبكي
وضعت رأسي على الباب ونمت ,,
وحين إستيقظ أبي لصلاة الفجر
سمعت صوته وصحيت من نومي وذهبت لغرفتي ونمت على سريري
أتى أبي لغرفتي ورآني نائمه ,, ذهب للصلاة
وجاء لايقاظي للمدرسه ,,,, إستيقظت
ورأيت الفرحه على وجهه وقال لي :: شفتي يادمعه كيف قدرتي تنامي لوحدك
أصبحت على هذا الحال أكثر من شهر ,,
حين يأتي الليل وينام أبي ,,
أذهب للنوم عند بابه ,, لم يكشفني أحد طوال هذه الفتره
إلى أن أتى ذلك اليوم الذي إكتشفني فيه أبي ,, فقد أخذني النعاس
أحس أبي بالذنب وبكى أمامي ,, لم أحتمل رؤية دموعه
فأنا من صغري أكره دموع أبي ولا أحب أن تنزل من عيناه
ركضت لغرفتي واقفلت الباب ,,
دخل أبي علي الغرفه وقال لي :: خلاص يادمعه من اليوم ورايح تعالي نامي عندي
صرخت بقوه ركضت لأبي وضميته بقووووووه وقلتله شكرا يابابا
رجعت أنام عند أبي ولكن أنا في السرير وأبي في الارض
إنتهت مرحله المتوسطه ,, أنهيتها وكان عمري 17 سنه بسبب تأخري سنتين عن الدراسه ,,
يتبع....
مواقع النشر