بسم الرحمن الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
هاأناذا في غرفتي على مكتبي الصغير ,,
أقلّب أوراقي القديمة وذكرياتي الحزينة ,,
ذرفت دمعات على صورة وجدتها بين أوراقي ,,
تلك الصورة كانت لوالدي رحمه الله ,,
الذي رحل عن الدنيا وانا مازلت صغيرة في السابعة من عمري ,,
كلما تذكرت ذلك الـتاريخ أتذكر عندما أخذ مني القدر أغلى ما أملك ,,
أخذ روحي وتركني أعيش جسدا بلا روح ,,
أخذ أنفاسي وتركني أختنق في متاهات الحياة ,,
لقد أخذ ما أحيى به ,,
عشت اليتم لحظة بلحظة ,,
شربتُ من كأسهِ الكثير والكثير ,,
ذرفتُ دموعي وأنا مازلت صغيرة ,,
ولا يمسحها عن وجنتاي سوى يدي الصغيرتين ,,
ولكن هذا القدر لا رادّ له ولا محالة من مواجهته ,,
مما جعلني أكمل مسيرتي في هذه الحياة ,,
ولله الحمد وجدتُ أسرتي التي حاولت جاهدة لتعويضي انا وإخوتي عن هذا الحرمان ,,
و الشكر الجزيل لأمي التى عانت الكثير من أجل أن تبري جراحنا ,,
وهي لا تجد من يبري جراحها التي مازالت تنزف ,,
ولكن مهما أُوتيت من مسرات هذه الحياة ,,
ومهما عشت فيها من لحظات سعيدة فلن تساوي دقيقة أقضيها في أحضان أبي ..
لكن عزمت الآن على ترك هذه الأوراق الجريحة ,,
وسوف أمسح دمعاتي ولن أستسلم للجرح أبدا ,,
وسوف أنفض الغبار عن حياتي وأنسى هذا الماضي الأليم ,,
ومع كل هذا لن تغيب يا أبي العزيز عن مخيلتي وسوف تبقى ساكنا فيها أبد الدهر ,,
ولن أذرف الدموع عليك بعد الآن ,,
ليس لأنني نسيتك مع ذلك الماضي الحزين ,,
ولكن حتى لا تمحي الدموع صورتك من عيني ,,
رحمك الله يا أبي وأسكنك فسيح جناته ,,
إبنتك / فااقده ابووي
مواقع النشر