بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصه قراتها واعجبتني واردت نقلها لكم يا رب تعجبكم
يحكى أن تاجرا عجوزاَ ذائع الصيت , عظيم الثروة , شب ولده على حياة النعيم والدلال ,
و البذخ والرفاهية .
أراد الأب أن يرسل ولده على رأس قافلته التجارية , ليجوب البلاد , ويخالط العباد ,
وبذلك تنمو خبراته , وتنمو مهاراته , ويتلقى على يد الحياة دروسها و يتعلم حكمها .
سارت القافلة أياماً , وفي مكان ما في تلك الصحراء الخالية , حطت القافلة لتستريح من عناء السفر قليلاَ ,
انزوى الشاب عن قافلته لقضاء حاجته , فرأى ثعلباَ هرما أسفل الوادي , قد أعياه الجوع , واشتد به الضعف فلم يعد يقوى على السير والحركة , فكلما خطى خطوات معدودة سقط أرضاَ ,
وتلّوى جوعاَ.
وهنا تسآل الشاب في قرارة نفسه :
ـ لماذا يعيش هذا الثعلب الهرم ؟؟
ـ كيف سيقوى على الصيد وتحصيل رزقه ؟؟؟
وبينما هو على تلك الحال إذ بأسد قد أقبل وهو يحمل فريسته بين فكيه , رمى فريسته أرضاَ , والتهم منها بنهم ما التهم إلى أن شبع وقام عنها وخلّف وراءه الكثير من اللحم .
قام الثعلب الهرم إلى بقايا الفريسة , ومشى بخطوات بطيئة متثاقلة , وأكل منها حتى شبع ثم انصرف عنها .
وعاد الشاب إلى جماعته مسرعاَ و أمرهم بشد الرحال للعودة إلى بلدهم , و أطاعه أفراد قافلته فعادت القافلة من حيث أتت .
و عندما حطت القافلة في السوق , دعا الأب ولده ليستبين منه الأمر , فأسرع الشاب إلى والده
و جلس إليه يروي له خبر الأسد والثعلب الهرم
وحدثه عن الأثر الكبير الذي تركته تلك الحادثة في نفسه
ثم قال لوالده :
ـ أنظر يا أبي كيف ساق الله للثعلب الهرم رزقه دون عناء وجهد , فلماذا نجوب البلاد طولاَ وعرضاَ , ونتعب أنفسنا من أجل تحصيل المال , وكسب لقمة عيشنا
التي ستأتينا لا محالة .؟؟؟؟.
قال الأب لولده :
ـ ولدي الحبيب عندما أرسلتك في هذه القافلة أردتك أن تكون أسداَ ينتفع الناس بكسبك لا ثعلباَ تعيش على فضلات الآخرين .
أطرق الشاب برأسه أمام هذا الدرس العظيم , و الذي أجااد شرحه أبوه التاجر العجوز .
منقول
مواقع النشر