[align=left]تأليف: نادية صالح مهدي[/align]
تزوجت سعاد من جارها الذي تحبه كثيراً. غير أن سعادتها لم تكتمل فحماتها تنغص عليها حياتها، فهي لا ترضى عن
أي شيء تفعله سعاد. لذلك يبدأ اليوم وينتهي بمشاجرات حادة.
أرادت سعاد أن تتخلص من حماتها، لكن كيف؟فكرت كثيراً وقررت الذهاب إلى دكان العطار، لعلها تجد عنده دواءً
يساعدها على ذلك. وفي دكان العطار وقفت سعاد تنظر إلى الأعشاب والأزهار والزيوت.. اقترب منها العطار وسألها:
"ماذا تريدين يا ابنتي؟"
فأجابت على الفور:
"حماتي تفسد حياتي، أريد التخلص منها".
طلب العطار منها الجلوس ريثما يحضر لها طلبها.. وبعد فترة وجيزة قدم لها العطار زجاجة جميلة وقال:
"دلكي جسم حماتك بهذا الزيت كل يوم، وبعد شهر سترتاحين من حماتك وستسعد حياتك بعدها".شعرت سعاد بالإحراج، وابتسامة العطار تزداد اتساعاً. غير أن كلامه شجعها على تحقيق ما تصبو إليه، فشكرته كثيراً.
وقبل أن تغادر الدكان خاطبها قائلاً:
"بعد شهر يجب أن تخبريني بالنتيجة".
غادرت سعاد إلى البيت سعيدة، وصارت في كل مساء تدلك جسم حماتها بالزيت، وتشرح لها فوائده.
وفي أثناء ذلك أيضاً. كانت تجري بينهما أحاديث لطيفة لتجاري حماتها وتوهمها بأنها تحبها، وهي التي تريد التخلص منها
بهذا الزيت الفعال. وصارت الحماة يوماً بعد يوم أقل تذمراً وشكوى من سعاد، وقبل أن ينتهي الشهر أصبحت العلاقة
بينهما كعلاقة أم بابنتها.
وذات صباح بينما كانت سعاد والحماة تتحدثان، شعرت الأولى بالضيق، والسبب كيف أن حماتها ستفارق الحياة بعد أيام
قلائل: لا يمكن أن تقتلها فهي تحبها كثيراً، وقررت الذهاب إلى دكان العطار، وهناك طلبت منه متوسلة أن يعطيها دواءً
يبطل مفعول الزيت، فحماتها تعاملها أحسن معاملة، ولا تستطيع العيش في البيت من دونها..
ابتسم العطار وقال لها:
"لا تفزعي يا ابنتي. لقد ذهب عن حماتك ما لم تكوني تحبينه فيها وبقي ما تحبين، فالزيت الذي أعطيته لك لم يكن
غير زيت لإراحة الأعصاب، وتهدئة النفس الداخلية، جعلك وحماتك صديقتين، فلا تقلقي ستعيش حماتك طويلاً لأن
الرضا والمحبة يطيلان العمر".
رد مع اقتباس
مواقع النشر