بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
هذا المقال مقتبس من دورة عملية في كيفية
( تحويل الزوج الغاضب إلى محبّ عاشق !! )
للشيخ / عدنان عبدالقادر - الكويت .
تريدين أختي أن تحولي زوجك من غاضب الى محب عاشق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تعالي معي لنقرأ الموضوع جيدا ونطبقه !!
إيجابيات كثيرة تتحقق بالتزام الزوجة الصمت عند غضب الزوج ,
فسماعك لكلمات لاتسرك من قبل الزوج ليس نهاية العالم ,
ولا هو القضاء الإلهي بالمصير إلى الجحيم ! ولكنها حالة تعتري الزوج
قد يكون فيها محقاً وقد لا يكون كذلك ,
فالمرأة الفطنة الذكية هي التي تستطيع تحويل الغضب إلى رضا.
قالت إحدى الزوجات :
عندما تزوجت ظننت أني سأكون سيدة على زوجي
لما أتمتع به من الجمال ,
وكنت أظن أن زوجي سيكون خاتماً في يدي كما يقال ,
وكنت أتجادل معه في أمور كثيرة ,
ولا احصلفي النهاية على مرادي ,
وإذا ماغصب من أمر ما ولامني عليه كنت أرد عليه وأجادله ,
فاصبحت حياتنا كالجحيم لاتطاق , وكدنا ننفصل عن بعضنا عدة مرات .
ولكني لاحظت أنني إذا ما طرحت الموضوع
بأسلوب بعيد عن التحدي والجدال ,
وإنما على شكل استفهام أو بطريقة لطيفة مع الاعتراف بجانب القصور في طرحي ,
وإذا ماغضب التزمت الصمت , أو قمت بتطييب خاطره وملاطفته,
أجده يهدأ ويتجاوب معي ويتحقق غرضي ,
فعلمت أن هذه هي الوسيلة الصحيحة في التعامل معه
وامتصاص غضبه .
لاتجادلي الزوج لحظة انفعاله , فإن كان غاضباً فسيزداد غضبه ,
وإن لم يكن كذلك فإنه سيتولد لديه الغضب ,
دعيه يفرغ كل ماعنده , فإنه يصبح بعدها صفحة بيضاء نقية ,
سيراجع نفسه ومواقفه وتصرفاته
ويشعر بالضيق من نفسه مما يؤدي به إلى محاولة تصحيح موقفه ,
وستجد الزوجة هذا واضحاً في
أقرب تصرف له معها .
عندما أرسل النبي-صلى الله عليه وسلم- مصعب بن عمير-رضي الله عنه-
إلى المدينة داعياً إلى الله تعالى استقبله أسعد بن زرارة ,
فأقبل إليهما أسيد بن حضير مغضباً - قبل إسلامه وكان سيداً في قومه- ومعه حربته ,
فقال أسعد لمصعب: هذا سيد قومه , فاصدق الله فيه ,
فوقف عليهما أسيد يشتم ويسب قائلاً :
ماجاء بكما إلينا , تسفهان ضعفاءنا ؟ إعتزلانا إن كان لكما بأنفسكما حاجة !
وقال أسيد لأسعد إبن عمه:
أتيتنا في دارنا بهذا الغريب الطريد ليدعو ضعفاءنا إلى الباطل ؟
فعندما انتهى من كلامه , وفرغ ما في جعبته من الغضب ,
قال له مصعب : أوَتجلس فتسمع ؟
فإن رضيت أمراً قبلته , وإن كرهته كففتُ عنك ماتكره ,
فكلمه مصعب وقرأ عليه القرآن ,
فقال أسيد: ما أحسن هذا وأجمــلــــه ! ..
فأسلم فأقبل سعد بن معاذ-رضي الله عنه- كذلك وهو سيد المدينة
إلى مصعب مغضباً أشد من غضب أسيد فشتمه ولم يرد عليه مصعب ,
فعندما انتهى من تفريغ غضبه , قرأ عليه
مصعب القرآن فأسلم سعد ,
فما أمست المدينة إلا وقد أسلمت لإسلام سعد بن معاذ-رضي الله عنه-.
أيتها الزوجة إنك تستطيعين أن تجعلي من حالة الغضب التي تعتري الزوج
أفضل الأوقات لتملي على زوجك كل طلباتك وأمانيك ! ,
وذلك من خلال تصرفك معه بامتصاص غضبه وتخفيفه وتبريد حرارته ,
فسيكون لك مطواعاً , حيث يشعر بأنه قد أخطأ عليك
بينما انت أحسنت إليه
( ادفع بالتي هي أحسن
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )
وهذا أمر مجرّب ناجح ,
وهنا يظهر نجاح الزوجة في حياتها وتفوقها .
وقف المتهم مرتكب الجريمة بين يدي الخليفة المنصور ,
وكان المتهم خطيباً مفوهاً ذا لسان ,
ولكن عجز عن الاعتذار في هذا الموقف ,
فقال له الخليفة المنصور : ماهذا الوجوم ( السكوت والهدوء )
وعهدي بك خطيباً ذا لسان ؟!
فقال: يا أمير المؤمنين ! ليس هذا موقف مباهاة , ولكنه موقف توبة ,
والتوبة بالاستكانة والخضوع ,
فرقّ له قلب المنصور وعفا عنه .
الصمت يجعل الغاضب يتساءل ويراجع نفسه فيما فعل وما سيفعل ,
بل قد يحاسب نفسه ثانية قبل أن يقدم على اتخاذ قراره لحظة الغضب .
قال أحد كبار الدعاة : كنت قنصلاً في سفارة بلدي العربي في الولايات المتحدة ,
وكنت لا أعير للدين اهتماماً , فبينما كنت قد أقمت حفلاً في مقرّي ,
وكان حفلاً ماجناً وتدار فيه الخمور والرقص والمجون ,
إذا بمجموعة خلف الباب تطلبني , فذهبت إليهم
فإذا هم مجموعة من الدعاة يدعونني إلى الذهاب
معهم إلى المسجد ,
ويحاولون تذكيري بالعبادة , فبصقت في وجه أحدهم واغلظت القول لهم ,
ثم أغلقت الباب وطردتهم ,
وفي الليل أخذت أفكر فيما حدث وكيف تصرفت معهم ,
ثم رأيتهم في اليوم التالي ولم يعنفوني فيما صدر مني ,
بل خاطبوني بخطاب لين , فلم استطع النوم تلك الليلة
وخجلت من تصرفي إلى أن هداني الله تعالى , واصبحت واحداً منهم .
لا تنفعلي عند غضب الزوج وحدّته , وستجدين مايسرّك
الزمي الصمت ولا تجادلي , ودعيه يفرغ ما عنده ..
امتصي غضبه ! .
مواقع النشر