عذراً.. أيها الأزواج
لقد أباح الله عز وجل للزوج التعدد, وشرع له لأن يتزوج بأكثر من امرأة وذلك لحكمة يعلمها سبحانه،وقد نعلمها نحن وقد لانعلمها.
ولكنه في نفس الوقت حرم جل في علاه الظلم وأمر بالمعاشرة بالمعروف وحث على الإحسان وعدم النكران، وعلى الرغم أن بعض الأزواج قد يحتاج إلى زوجة ثانية وذلك إما بسبب تقصير من الأولى وإهمالها له, أو تسلطها عليه,أو لوجود أسباب مرضية، أو لعدم وجود أي سبب وإنما رغبة في التعدد فقط!
إلا أن بعض الأزواج قد لا يُحسن التصرف عند إقدامه على الزواج من ثانية,فيرتكب أخطاء تؤدي إلى تشويه وبُغض هذا الأمر في أعين كثير من الزوجات بل وغيرهم من الأفراد.
•فهذه زوجة تقول:أن زوجي في كل صباح يصبحني بكلمة(متى الزواج بثانية إن شاء الله؟) وهو يقر ويعترف أني صاحبة جمال وقائمة بجميع حقوقه وحقوق أبنائه، بل وأعماله الخارجية التي لا علاقة لها بالمنزل،قلت له مراراً: إذا كنت تنوي الزواج من ثانية فتزوج!! أما أن تؤذي مسامعي كل يوم بهذا الموضوع فلا أعتقد أن هذا من الرجولة بشيء؟. الله سبحانه يقول: { إن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً} وأنت بكلامك الدائم تؤذيني حقاً.
•وبعض الأزواج قد يلجأ إلى الكذب على زوجته والاحتيال بحجة أنها لو علمت فسوف تسبب له المشاكل وتغضب وتفعل أفعال النساء المعهودة،إلا أن هذا لا يعطي الرجل المبرر لإخفاء أمر زواجه بثانية،بل أن كذبه هذا يجعل زوجته تفقد الثقة فيه تماماً،فعليه أن يخبر زوجته بعزمه على هذا الأمر قبل إقدامه عليه لا أن تسمعه من الجيران والأصدقاء؟!
•وقد يتخلى بعض الأزواج عن مروءته، فيقوم بذكر عيوب زوجته الأولى ويعدد مساوئها مع أن هذا ليس من الرجولة والشهامة، إلا أنه يفعل ذلك لمجرد أنه يريد دفع لوم بعض من حوله لزواجه من ثانية.
•وهناك من الأزواج من لا يكف عن مقارنة كل زوجة بالأخرى وعلى مسمع كل منهما مُدعيا أن هذا يجعل كل واحدة منهما تتنافس لتكون أفضل من الأخرى، إلا أنه في الواقع يشعل نيران الحقد والبغض ويزرع المشاكل بيديه.
•وأكثر ما يحزن النفس تلك الزوجة التي خرجت من بيت والدها بيت الثراء والدلال إلى بيت زوجها الذي كانت تمر عليها الأيام فيه لا تجد شيئاً تأكله سوى الخبز المحمص،فصبرت ولم تشتكِ وتحملت مالا تتحمله عشرات بل مئات النساء في زمننا هذا،ثم أخذت تنتظر ذلك المنزل الذي يضمها وأبناؤها لتراهم يلهون ويتمتعون بما حرموا منه سنيناً ولكن..؟ ما أن تم بناء هذا المنزل وقبل أن تضع قدمها فيه حتى أخذ الزوج المصون بالبحث عن زوجة جديدة يجدد بها شبابه لتشارك تلك الصابرة وأبناؤها في المنزل الذي طالما حلمت به، ثم بعد فترة أتبعها بزوجة ثالثة وزجَّ بهم جميعاً في بيت الأحلام، فصارت لا تملك فيه سوى غرفة لها وأخرى لأبنائها.
•معاشر الأزواج نحن لا نقول التعدد حرام ولا مكروه وليس لنا حق في معارضته، بل هو أمر أباحه الله لكم ولكن ! شيء من العدل، شيء من الوفاء..من رد الجميل؟!
•عذراً إن ما ذكر ليست نماذج خيالية،بل واقعاً رأيناه أمام أعيُننا، ومن الأمر بالمعروف أن نلفت الأنظار إلى مثل هذه الأخطاء فكل بني آدم خطاء، وخير الخطاءين التوابين.
بقلم/ أم عبد الله المنتاخ
مواقع النشر