[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأفكار الرومانسية في الحياة الزوجية - وقفة تأمل
[/align]

نسيم نجد


لعل عقارب الساعة تتجه إلى بدء فصول جديدة في حياة الأسرة, و يبدو أن بوصلة التغيير اتخذت منحاً جديداً هذه

المرة , و لكنه لنفس الهدف المحدد بدقة و هي المرأة , فبعد أن كنا نشكوا غزو الروايات الغرامية الفاتنة لعقول الفتيان

و الفتيات قبل الزواج , فاليوم نشكو موجة الرومانسية المبالغ فيها – أشدد و أكرر على المبالغ فيها - لعقول المتزوجين

من الأزواج و الزوجات , فدخلت معهم في قفصهم الذهبي و جعلته أغلال من حديد , وركاماً من خراب .

أيها الكرام :

دعوني أحدثكم حديث النفس للنفس , و دعوني أضع المشرط على الجرح , و نعالج الأمر قبل أن يستفحل و يستحيل

الحل , فاليوم الدواء هو العلاج , و غداً آخر العلاج الكي, و هي مرحلة محزنة فآمل أن لا نصل إليها , فهل تعطونني

بعض وقتكم , و ترعونني سمعكم لأخبركم بما توصلت إليه بعد بحث و استطلاع لكثير من الأمر, فإن رأيتموني على

رشاد و صواب فانثروا مافي كنانتكم من غزير علمكم , و إن رأيتموني على ظلال , فأسأل الله الغفران , و أعلموا أنما

أنا عبد فقير مجتهد ,و بحاجة دعواتكم و توجيهاتكم , فلا تبخلوا علينا من زائد فضلكم و علمكم .

في البداية لست ممن يحارب الحياة الرومانسية في الحياة الزوجية , بل بنظري هي عيشة هنيئة , و مطلب ضروري

لتذوق طعم السعادة , و لقد كتبت هنا أو هناك مواضيع عدة عن الأفكار الرومانسية , و لكن بعد طول تفكر و تأمل

لاحظت أن بعض ممن اتخذوا هذا المنهج و تبنوه جعلوه هو قمة السعادة الزوجية , بل أن كامل السعادة بين ثناياه , و

أن كل السرور بتطبيق تلك الحياة , و بدؤوا يصبغونها بأصباغ وردية هي أقرب إلى الأحلام , و ينشرون عبقها الفواح

على مداد الأيام , فتارة بطرق جديدة لتشكيل الحياة الزوجية بصورة غريبة , و تارة بالتنويع و التغيير بصورة هشة

رقيقة , و مرة أخرى بأحلام فاتنة تجعل القلب يطرب و يتراقص مع حلمه الذي يبنيه من ورق . و ليس هذا مصدر الألم

فقط و مكمن الخلل , و موطن الخوف , و لكن كل الخوف أن يستيقظ المسكين الباحث عن الحلول فيجد أن أحلامه قد

تبددت , و أن المشاكل التي يطلب لها الحل قد تعقدت , و أن النفس التي يريد أن يصبغها بالألوان الوردية قد أظلمت , و

أن الكآبة حلت مكان الطمأنينة , و أن التعاسة قد أكلت من صفحات السعادة , فيذهب يمنة تارة و يسرة تارة , فلا هو

تمسك بطريقه , و لا هو نجح في علاج حالته . لذا وجب أن أقول لأحبابي و أصحابي نقاط عبر سطور ليأخذوا الحذر و

الحيطة و ذلك عندما يدخلون مواقع الإنترنت التي تتكلم عن هذه الموضوعات عبر كتَاب ليس لديهم الخبرة الكاملة أو

أقل التجربة , و من أناس هم أقرب إلى العامة من أهل الأختصاص و الدراية ,و أقول لهم ايضاً أن تلك الكتب و الكتابات

بدأت تنتشر على رفوف المكتبات أيضاً بل انتشرت بالدور انتشار النار بالهشيم .



--------------------------------------------------------------------------------


1. الكتَاب مهما علت حروفهم و مهما بلغت بلاغتهم فهذا لا يخولنا أن نسلم أرقابنا لهم , فإن الله سبحانه و تعالى

أعطانا العقول التي نحكم فيه على المتشابه من القول إذا كانت من أمور الحياة العامة , و أعطانا التجربة و الخبرة التي

تمحص لنا مابين السطور و تفحص لنا الصحيح من القول , فليس كل من زين حرفه , و جمل سطوره , و ألبسها

المحسنات البلاغية , فليس لزاماً علينا أن نذعن له تاركين الحكم للقلوب و العواطف . بل يجب أن نعلم أنه قد يكتب من

خلال الإنترنت في مجال الحياة الزوجية صاحب قلم بديع , و لكن هو شاب غير مجرب , أو يكون شاب متزوج و لكن ليس

لديه خبرة كافية , أو رجل رشيد و لكن يبني أحلامه عبر كتاباته , أو مصلح يريد إرشاد الناس و لكن ببناء قلاع من

الأحلام , أو مربي فاضل و لكن من بيئة مختلفة , أو إنسان مجتهد و لكن جانبه الصواب , أو إنسان ناصح و لكنه من

كتب الغرب ناقل و ناسخ . فكل هؤلاء يكتبون فهل نأخذ منهم جميعاً . أعتقد أن الحكم لديكم واضح .



2. كذلك هل توافقونني الرأي أن لتربيتنا و بيئتنا التي نشأنا فيها الشيء الكثير في التحكم بطباعنا و سلوكنا و من

بعدها تصرفاتنا و نمط حياتنا , فليس من المعقول أن مانسجه الأهل و الآباء عبر سنوات عدة من خلال تربيتهم

المتكتمة و التي اجتهدوا بها أن ننساه في يوم و ليلة أو نستطيع أن نتجاوزه عبر أيام معدودة . فهذه العادات التي

طبعتها الأيام و السنون تحتاج لدهر آخر حتى تمحوا الأثر الذي أبقته تلك السنون في قلوب المتلقين . و كذلك اختلاف

البيئات التي يعيش بها الإنسان العربي تجعل الحديث العام لكل الشرائح فيه شيء من الصعوبة , فما يناسب هذا

القطر لا يناسب قطر آخر , و ما يقبله أناس هنا لا يتقبله أناس هناك , فالمشارب مختلفة و إن كانت النفوس متقاربة .

فحري بنا أن يتم التعامل بدقة مع البناء الأولي للنفس العربية بما يتلاءم مع طباعها و عاداتها و تقاليدها و بيئتها .



3. عند اختلاف النمط في التفكير , و درجة تقبل بعض الصور الرومانسية بين الزوجين , فقد يسبب اضطراب في

المعيشة و خلل في التوافق العقلي بينهم , لذا فيجب أن يكون الزوجان على نفس الخط , و نفس المنهج , ولابد أن

يكونا متوافقين و متناسقين في كل أمر من أمور و متطلبات الحياة الرومانسية حتى تنجح و تكتمل تلك الصور . و إلا إن

محاولة رسم تلك الصور سوف تبؤ بالفشل , أو قد تهدم العش الآمن و تتحول إلى صراع من أجل الإقناع .



4. كذلك اختلاف الرغبات و تنوع المزاج في جزئيات الحياة الزوجية , يجعل الذي تحبه أنت و بشدة, قد لا يرى الطرف

الثاني له أي قيمة و العكس صحيح, لذا كيف نسير و نوفق بين رغباتنا و رغبات الطرف الثاني. فالأمر يحتاج تأمل و

فحص لرغبات الطرفين حتى تنجح تلك الصور . و يحتاج إلى صبر و حنكة حتى تصل إلى رغبات الطرف الثاني و بدقة . و

عند الفشل بالوصول إلى مايحب صاحبك على الطرف الآخر , قد يجعل هناك تشويش في الفكر و إحساس بعدم

التفاهم بين الجانبين , رغم أن المشكلة تكمن ببساطة على أمزجة لا يمكن أن نغيرها و لا يستحسن أن نقنع الطرف

الآخر بما لا يهواه أو يتقبله .



5. إن الحياة الرومانسية الحديثة تتطلب كثرة الاطلاع و البحث عن كل جديد , و لكن كيف التعامل مع الطرف الآخر الذي

ليس لديه رغبة البحث ؟ أو غير قادر على البحث ؟ أو أن أحد الطرفين ممن لا يحبون القراءة ؟ هذه مشكلة أخرى تجعل

هذا الطرف يستغرب التغير بتصرفات الشخص الذي يحاول تطبيق تلك الصور , و يجعل الطرف المجتهد يصاب بإحباط

عندما يحس بعدم التجاوب مع جهوده من أجل الوصول لتلك السعادة المكتوب عنها . وهذا الإحباط كفيل بإحباط العش

الهادئ الحالم .



6. هناك مشكلة تحدث في كثير من الحلول الرومانسية , ذلك بأنها تهتم بهدف إشباع الرغبات الزوجية داخل جدران

غرفة النوم و تفصل بينها و بين كافة شؤون الحياة, لذا فقد تنجح هناك , و لكن قد تكدر عليها مشاكل أخرى من خلف

الأسوار , و كذلك إن التركيز على هذا الجانب و في تلك الحدود الضيقة , يجعل المرء ينسى جوانب و مميزات عدة في

الطرف الآخر , و ممكن أن يخفى عليه جوانب إيجابية أهم و أعلى في شريك عمره , و لعل حديث الرسول صلى الله

عليه و سلم خير قائد لنا في هذا المجال ,فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و

سلم : " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر " أو قال : " غيره " رواه مسلم .



7. إن المتمعن في الحياة بشكل عام , يعلم أن فيها السعادة و التعاسة , و أن وتيرتها لا تسير على نسق واحد , لذا

يجب أن نعلم أن ما نقرؤه أو نجده عبر الكتابات قد يصلح اليوم و لا يصلح لغد , أو يستحسن في زمن و يجب أن نتجنبه

في زمن آخر , لذا فإن اختيار الأوقات المناسبة للتجاوب مع تلك الصور الرومانسية هو شيء مهم و ضروري لتقبلها و

التجاوب معها من الطرفين .

8. و من المشاكل التي أراها أن الصور الرومانسية لم تفرق بين الأعمار , و لم تراعي النفسيات , و لم تهتم بالبيئات ,

و هذا خطأ قد ينجم عنه كوارث , أو أخطاء فادحة لا يمكن أن نتجاوزها .



9. أن العمل في البيت للزوجة , أو الخروج للحياة العملية للطرفين , قد يضيق على الأزواج أن يتأقلموا أو أن يفوا بتلك

المتطلب الرومانسية , لذا فيجب الانتباه أن ضغط الحياة و قسوة العمل قد تشكل نفسيات الأزواج بشكل ما , فحري

بنا أن ننتبه لهذا فإن ما يكتب ليس مناسب في كل وقت و حين , أو أنه واجب يجب أن يتمم في كل يوم و بعيداً عن

دراسة الحالة النفسية للطرف الآخر و مدى تقبلها و استعدادها لعيش تلك الصور .



10. في الحياة أولويات و هذه الأولويات ترتب نفسها إما بشكل إلزامي , إما بحسب متطلبات العباد لرب العباد , أو

متطلبات الحياة الاجتماعية , أو متطلبات العمل داخل البيت و الحياة الأسرية و المشاغل التي تحفها يوميا من كل

جانب , لذا لا تغرق أنفسنا بهذه الصور و ننسى صور أهم و أجل .



11. باعتقادي أن السعادة لها ركائز و أعمدة و أطناب لا تقوم خيمتها إلا بتكاملها , و الذي أجده أن الرومانسية التي

نجدها في كثير من أماكن النشر إنما هي تعالج ركناً واحداً فقط , و لأسف قد غفلت عن أركان أخرى , أو أهملت

مقومات أخرى للسعادة , فعلاقة العبد مع ربه , و علاقته مع أهله أمه و أبيه , و علاقته مع أخوته و جيرانه و أهل حيه

هي ركائز أخرى للسعادة , لذا يجب أن يكون لدينا قناعة أن السعادة تكاملية بين عدة مواهب للعلاقات الشخصية لمن

حولك من الناس , وهي أيضاً موهبة التعرف على ما يحب و يعشق الناس , و كيف التواصل معهم ؟ و كيف التعرف

على طباعهم ؟ و من ثم التعامل معها . فعندما نتكلم على أن كل السعادة هو في تطبيق الرومانسيات فحتماً أن هذا

خلل عظيم و إقصاء لعوامل أخرى مهمة أو تكاد تكون هي أكثر منها أهمية .



12. لا يفهم من العروض المنتشرة للرومانسية و تطبيقاتها أن تكون العلاج الناجح لكل هموم المتزوجين , بل لا يفهم

أن تؤخذ على أنها وصفة سحرية سريعة المفعول تصيب الهدف و بقوة , بل يحسن بنا أن نتعامل معها على أنها قد

تناسب أناس و لا تناسب آخرين , و تنعكس بالإيجاب على أزواج و بالسلب على آخرين , و أنها قد تحل جزئية و لكن لا

تجد حلاً كاملاً لمشكلة زوجية , إنها ملطف للجو و ليست معالجة لحالة التلوث التي يعيشها الزوجان حال وقوع

مشكلة , فالحلول الرومانسية هي حلول جميلة لطيفة لكنها ليست بالقوة التي تجعلها تقف صامدة أما عواصف

المشاكل العاتية التي تفوق طاقتها و قدرتها , فيجب أن نحكم عقولنا بما يناسبنا قبل أن نقع في فخ الفشل و نحن نريد

الإصلاح .



13. معظم النساء عاطفيات , و هذا بعكس الرجال وهم من يميل للجانب العقلي الواقعي , و لكن قد لا تنطبق هذه

القاعدة على الجميع فقد تجد المرأة أن زوجها عاطفي و يميل للحياة العاطفية , لذا فعليها أن تعطيه ما يناسبه و

بقدره . و كذلك قد تكون المرأة تميل للواقعية و بعيدة عن العاطفية , فلذا فإن أغلب الحلول و العروض الرومانسية هي

قد صيغت بشكل يناسب المرأة العاطفية و التي توافق طبيعتها , فهنا يجدر بالزوج أن يحورها بما يناسب زوجته التي

تختلف عن الفتيات الأخريات داخل تلك الحلول .



14. كذلك مما يجدر التنبه له أن الفتاة قد تعيش حلم الحياة الرومانسية قبل الزواج , و تتفاجئ أن الحياة بواقعها

تطمس كثيراً مما رسمته الحروف عبر الكتب أو المواقع النتية . فهنا تكمن التوعية الأسرية للفتاة المقبلة على الزواج ,

و ذلك بالتلميح و التنبيه على أن الواقع رسمه يختلف بعض الشيء عن الأحلام .



15. من خلال الكتابات و الكتب و الدعوات لهذا المنهج قد يعتقد القارئ أنه سهل عليه أن يتأقلم و يتعود بيسر مع تلك

النقلة , بينما يفاجئ بعد أيام أو شهور أو سنوات فيجد نفسه لم يطق صبراً على السير في تلك الدروب أو المضي

في عالمها . لذا فإن من الأفضل لمن أراد أن يجرب أو يستفيد أن لا يقتحم تلك البوابة و بقوة , بل يسير برفق و لين و

بخطوات تؤدة و برسم لدربه موزون , حتى لا يقع في شراك العجلة المفسدة , أو يهدم من حيث أراد البناء .



16. من الأزواج أو الزوجات من يطلع على هذه الخطوات الرومانسية بعد أن أمضى عمراً طويلاً في حياته الزوجية

التقليدية و التي تأقلم عليها و أعتاد عليه , فينتاب المسكين أحساس أنه قد مضى عمره الأول و هو يعيش بجهل و أن

الناس من حوله ينعمون بسعادة , و يبدأ تفكيره ينشط للحق بالركب و تتبع خطوات القوم . و لا يعلم أن هذا التغيير

الذي سوف يحدثه في حياته يتطلب وقتاً طويلاً حتى يعتاد هو و الطرف الآخر على هذا التغيير , لأن التغيير الذي يطرأ

قد يكون لا يناسب أن يحدث فجأة في عمره و حياته الزوجية بعد مضي عمر طويل على نسق واحد ., فهنا يلزم التفكير

هل من الأفضل له و أجدر أن يستمر على منوال حياته الذي اعتادت عليه الزوجان و سلكت بينهم أمور حياتهم وسارت

كل هذه السنوات على خير و سعادة ؟ أو أن يبدأ مشواره بتغيرات محسوبة و دقيقة و بطيئة حتى لا يحس بهزة تزلزل

عرش الحياة الزوجية .



17. يفكر كثيراً من الأزواج أو الزوجات و بخفاء عن مقدار ألمهم و مصابهم و همهم بأنهم لم يستطيعوا أن يصلوا لتلك

الرومانسية المرسومة عبر الكتابات , و لا يعلمون أن الحياة لا ترسم بحروف فتصبح بيوم و ليلة مزخرفة جميلة , إنما

ترسم بعمل وحب صادق , فقد يكون كاتب تجربته ينثر ألمه على النت , أو ينشر إخفاقه , أو يحكي آماله , أو يتحدث

بأمانيه و تطلعاته , لذا يجب أن نتيقن أن الكتابات سهل نسجها , و يسير زخرفتها , و بسيط أن نتقن السعادة عبر

حروفها , لكن الواقع مختلف جداً عن لغة الحروف البسيطة . فلا تيأس من الفشل عبر خطوط الحياة , بل استمر و

بخطوات واثقة مقننة في كافة مجالات الحياة تتبع فيها ما يناسبك أنت و شريك حياتك و واصلا النجاح بكافة جوانب

الحياة .




18. قد يعتقد بعض المطلعين على تلك الكلمات أن الوصول إلى عالم خالي من المشاكل هو شيء ممكن , و أن

تحقيق تلك الخطوات الرومانسية هو الدليل الناجح و العلاج الناجع للهموم الزوجية , و هو حل مؤكد لكل المشاكل , و

شمعة تضيء في طريق الخلافات , و من بعدها تكون الطريق سالكة لحياة هادئة و منعمة بدون أي منغصات تشوبها

كل فترة , و هذا يخالف طبيعة البشر و لا يتوافق مع ماجبل الله عليه الخلق , فلابد أن يكون هناك عواصف تهب كل حين

بين الزوجين , أو أن تثار بعض الخلافات التي تنتج عن اختلاف وجهات النظر , كل ذلك يكون و إن طبقوا بالحرف الكامل

كل الوصفات الرومانسية في الحياة الزوجية .



19. خطوات تلك الصور الرومانسية قد تبدوا ببعض عروضها معقدة , أو غير مستساغة , أو مخالفة للعادات و التقاليد

التي عاش عليها المرء , أو مكلفة تكلفة باهظة , أو فيها إحطاط من قيمة المرء و علو منزلة بني آدم , لذا فالنتفهم

هذا الأمر , و لنقف بعقولنا و قلوبنا لحسم المناسب لنا منها و موافقتها أنفسنا و أنفس شركاءنا في تلك المواقف .



20. قد يجد بعض من يحب أن يخوض غمار الكثير من هذه العروض الرومانسية , قد يجد مع الوقت صعوبة بالإيفاء بكامل

التزاماتها , أو بتتبع جميع خطواتها , و بالتالي ينقلب على نفسه , و يعود إلى طريقته الأولى التي أعتاد عليها , و

هناك يحس الطرف الآخر بتزعزع الثقة بالنفس , أو بتأرجح تفكير الشخص بين حالين , أو أن الطرف الآخر قد أرتاح مع

الطريق الجديدة ثم فجأة و بدون مقدمات قد حرمانه منها بسبب نكوص أحد الطرفين عنها بسبب الملل أو لأي سبب

آخر .



21. قد يجد البعض بتنفيذ تلك الخطوات صعوبة بعض الشيء, و تحثه نفسه بأن يرتقي لما عليه الجمع من حوله , و يبدأ

حياته بتلك الطرق فتصبح كل حركاته تطبيقات معقدة , و تمثل متملق , و متابعة مملة , و محاولة لتطبيق النص

بحذافيره و بدون أن يصبغه بصبغته الخاصة , و بدون أن يضفي عليه لمساته السحرية , و بدون أن يفكر بأن هذا عمل

بشر قد يصيبه النقص أو الخطأ , فيكدح و يألم من صعوبة الخطوات , فيراجع كل برهة خطواته الرومانسية لعله يوفق .

فهذا خطر عظيم يجب أن يتنبه له من اختار هذا الطريق , فالحياة سهلة فلا تعقدها بخطوات معدة بطريقة شبه

قانونية , و الإخفاق و الإحساس بالفشل قد يقتل مكامن الإبداع بالمرء .



--------------------------------------------------------------------------------


نقاط في العلاج :

1. أنجع العلاج هو القيام بتلك الأعمال لوجه الله , و التقرب بعملها إخلاصاً و قرباً لله , و تقديمها من أجل أن يرضي و

يسعد كل شريك شريكه , و بدون أن نقدم عملاً و ننتظر مقابله رداً عاجلاً , فالجزاء الكامل من رب العالمين الذي يعلم

السر و أخفى , و الأجر الكامل بالعمل وفق شرعه الحكيم الذي قضى بأداء الواجبات و إتمامها , فهنا يكون الخير كله

بكل عمل يقدمه المرء هنا أو في أي مكان .


2. أبحث عن السعادة في كل مكان , و ليست السعادة محصورة في زاوية ضيقة من زوايا البيت , بل هي في كل ركن

و كل زاوية من زواياه . بل أبحث عنا بنفوس من حولك من أطفالك و أهلك و مجتمعك , فهذا البحث سوف يوصل

السعادة لقلوب من حولك بإذن الله تعالى .



3. تفهم الطرف الآخر و احتياجاته من أولى الأولويات . فعندما تصيد ما يفكر به رفيق دربك , و تعلم المحبب إليه و

المضاد منه , فحتماً سوف تصل لمبتغاك بكل يسر و سهولة .



4. أعلم و تيقن أن في كل بيت مشكلة , و أن المشاكل تكاد تنتظرنا في أحيان كثيرة لتنزل علينا , وهذا قضاء الله

وقدره المقدر علينا , وهي كذلك من رحمته التي تخفى في كثير من جوانبها على فهمنا , فالبعض عندما تغزوه

المشاكل يعاملها بالحكمة , فيغلق عليها الأبواب , و يقضون عليها في مهدها , و يعاملونها بالكتمان , و أعلم كذلك

أخي المبارك و أختي المباركة أن الألفة في كل بيت في حالة مد وجزر , فيجب أن نسعد جميعاً و نستمتع بها في حال

الرخاء و نشكر الله على فضله , و ندعو الله النجاة من أثرها في حال الشدة .



5. الإبداعات النفسية و الرومانسية و الصور التجديدية هي إضافات جميلة للحياة , وهي مثل الملح للطعام يجب أن

توضع بمقدار حتى لا يفسد طعمه بقله أو كثرته , و يجب أن يوضع في وقته بحيث يعطينا الطعم الذي نرجوه , و قد يمر

وقت لا نحتاج أن نضع ملحاً في طعامنا , فوضعه قد يضرنا . فالأكثر من هذه الصور و التقليل منها يحكمه الخبرة بمقدار

المطلوب و وقته و مناسبته لحينه .


6. معالجة الأخطاء بالتي هي أحسن , و التريث في الحكم على الأفعال , و تبين بعض ما يقال من الأقوال هي أمور

تستلزمها الحكمة , و تدعمها الخبرة و ينميها الصبر و التثبت .

7. قاعدة للحياة الزوجية , في حال المشاكل أمتلك عقلاً يُمسح و قلباً يتسامح , و في حال الرخاء و السعادة أجعل لك

قلباً يذكر و لساناً يشكر .


لعلي أتوقف هنا حتى لا أكثر عليكم

[align=center]و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته[/align]