التشبه بفنانات العصر...ظاهرة بدأت تنتشر في المجتمع العربي .
لكن هذه المرة ليس من منطلق رغبة المرأة بهذا الأمر ؛بل بطلب من شريك حياتها أو فارس أحلامها ؛ما يبقيها في كل الأحوال أما رهن القبول بهذه الرغبة غير المحببة كثيرا لديها ؛والتي تشعرها بالاهانة ؛أو خسارة هذا الشريك الذي تراه "لا يعوض" .
وأمام بضع حالات رصدت ووقفت علي آراء أصحاب هذه التجربة وأهل الاختصاص في علم الاجتماع ؛يبقي السؤال :أمام أي مجتمع نحن ؟وما هي أفاق وطموحات الرجل وأحلامه أن لم نقل أوهامه من شريكة الحياة التي لن يكون بمقدورها تغيير "اللوك" أكثر من مرة في حياتها؟ فإذا انصاعت لرغبته اليوم وتحولت إلي نسخة طبق الأصل عن هيفاء وهبي مثلا فماذا لو أحب غدا فنانة أخري وطلب منها مثلا أن تتشبه بنانسي عجرم أو مادلين مطر أو اليسا أو رولا سعد اوسواهن؟ ....
"زوجي مهووس بهيفاء وهبي "
هدي .م.(23عاما)تقول :"قد تكون قصتي أشبه بقصص الأفلام ؛ فانا عانيت الأمرين مع زوجي فبعد قصة حب دامت ثلاث سنوات ارتبطنا بعلاقة زواج .كنا في فترة الخطوبة اسعد حبيبين ؛فقد كان يحب السهر كثيرا وكنا نسهر كثيرا رغم أنني لم أحب السهر إلا أنني كنت أجاريه وكان يسهر علي حفلات وكليبات هيفاء بعد تسجيلها علي الفيديو أو التليفزيون أو الانترنت تزوجنا منذ عامين وتحديدا في صيف العام 2004؛لافاجا أن زوجي متيم بالفنانات ومهووس بهيفاء وهبي ؛فكان كلما يشاهد برنامجا تلفزيونيا يستضيف هيفاء يتسمر أمام الشاشة دون أن يعيرني أي اهتمام ؛فان سألته سؤالا لا يجيب لأنه لم يسمعني أصلا ؛ وتطور الأمر بعد فترة من زواجنا حيث اخذ يطلب مني أن أضع العدسات اللاصقة باللون الأخضر والأزرق وان اصبغ شعري الطويل باللون الأشقر وان أضع الماكياج الصارخ حول عيني ؛خاصة إذا كان عنده رغبة بالعلاقة الحميمة ؛حتى أني أصبحت اشعر بأنني لست أنا أو أن زوجي يمارس العلاقة مع امرأة ثانية وعبثا حاولت إقناعه بان لي شكلي وشخصيتي ....أصبحت أعاني الأمرين معه ولا ادري إذا رفضت الانصياع لطلباته فهل سأخسره؟"
"زوجي متأثر كل التأثير بالفنانات"
بدورها أعلنت فاتن .ر.صراحة أنها تخشي أن تخسر زوجها اليافع ؛"فهو يتأثر إلي حد كبير بالفنانات الشابات ؛وان كان يبدي امتعاضه من تسابقهن في استخدام أجسادهن المثيرة ؛ورغم ذلك فهو يجاهر بإعجابه ببعضهن لا سميا اليسا وهيفاء ونانسي ويقول "الله سبحانه وتعالي "انعم عليهما صوتا وجمالا وأنوثة وإثارة وعندما يشعر بامتعاضي وغيرتي من إطرائه عليهن يسارع إلي استدرار عطفي ويقول أن إعجابي بهن هو لان بينك وبينهن الكثير من أوجه الشبه خصوصا العينين (لان عيني ملونتين )والشعر والضحكة .
وتشير فاتن إلي أن نار الغيرة تشتعل في أعماقها عندما تري زوجها يتبادل صور هذه الفنانات بطريقة البلوتوث عبر الهاتف الجوال مع رفاقه أو يفتح الانترنت ليري جديد صورهن "وكلنا يعرف نوعية الصور المنشورة لفناناتنا علي الانترنت ". وختمت متسائلة :"هل يقبل الأزواج بدورهم أن تطلب منهم زوجاتهن أن يتشبه بفنان أو أن تبدي إعجابها المفرط بهذا الفنان أو ذاك؟".
"فسخت خطوبتي بعدما طلب مني خطيبي تغيير شكلي "
أما سعاد .ا. (31عاما )فروت لنا قصتها :"كنت أحب خطيبي حبا كبيرا ؛لكن هوسه باحدي الفنانات دفعني إلي التفكير جيدا بما ستكون عليه حياتنا الزوجية ؛ فوجدت انه من الأفضل أن نفترق . . . .
أزعجتني طلباته كثيرا ؛عندما كنا نقصد السوق لشراء الملابس فكان يطلب مني أن اشتري هذا الفستان لأنه يشبه فستان اليسا أو هيفاء أو غيرها ويليق بي كثيرا إذا ارتديته في حفل زفاف أخته أو يختار لي TOPمكشوفا جدا ويطلب مني أن أضع صدرية عالية Push up؛لإبراز نهدي مع أن هذا الأمر لا يروق لي ولا ينسجم مع تربيتي ولا مع ديني .
بعد أشهر قليلة طلب مني أن اكبر صدري وشفتي .هنا لم اعد احتمل الأمر فهل خطبني لأنه يحبني أنا ؛أم يحب شفتي ونهدي هذه الفنانة ؟لذا طلبت منه أن نفترق ؛ولا اخفي عنك أنني ندمت بداية وصرت اشعر أنني فتاة ينقصها الجمال ومفاتن المرأة المثيرة وتمنيت لو رضخت لرغباته ولكن اليوم أصبحت أكثر اقتناعا بشكلي واعتقد أنني انتصرت لكرامتي وخاصة بعدما سالت نفسي ماذا لو أحب اليوم شكل فنانة ثم عاد وأحب غدا أخري فهل اقلب بشكلي كلما أراد ذلك".
الدكتور رائد حسين:
"إن الأمر اهانة للمرأة أن يطلب منها زوجها أن تتشبه بفنانة"
سالت الدكتور رائد حسين الاختصاصي في الإرشاد والتوجيه الزوجي والعائلي ؛عن رأيه بهذه الظاهرة ؛وكيف يجب أن تتصرف المرأة مع طلبات زوجها "التشبهية"فقال :"قد تتمني الزوجة أن تلبي رغبات زوجها فإذا طلب منها أن تضع العدسات اللاصقة باللون الأخضر أو الأزرق وان يصبح صدرها مثل الفنانة فلانة ؛قد تفعل ويمكن أيضا أن ترفض وتقول له عندما تزوجتني اخترتني كما أنا فإذا كنت معجبا بفنانة ما فافعل ما شئت بهذا الإعجاب إذا يمكن أن تعتبر بعض النساء طلب أزواجهن لهن بالتشبيه بفنانة معينة اهانة لهن ويمكن أن يشعرن خلال العلاقة الحميمة مع زوجهن انه يمارسها مع الفنانة محط إعجابه ومنهن أيضا من تري انه إذا كان بإمكانها أن تلبي رغبات زوجها وماذا يحب أن يكون عليه شكلها فهذا أمر عظيم ."
وأضاف قائلا :"رأيي الشخصي أن في الأمر اهانة للمرأة إن يطلب منها شريك حياتها أن تتشبه بفنانة قد يطلب منها أن تجمل بعض الأمور في وجهها أو جسدها لأنه يفضلها هكذا وليس لأنه يرغبها شبيها بالفنانة فلانة تماما كما يمكنها هي أن تطلب منه أن يحلق شاربه ويخفف أو يرخي ذقنه أو يقص شعره بالطريقة الفلانية ".
وعن نظرته في علم الاجتماع لهذا النوع من الرجال ؛يقول الدكتور رائد حسين "أن هذا الرجل لا يمكنه أن يحصل علي تلك الفنانة بمعني أن تكون له أو إن يتزوجها مثلا لذلك هو يطلب من زوجته إن تتشبه بها وهو يستخدم خياله أحيانا ليصل به الأمر إلي الطلب من زوجته أن تتصرف مثل هذه الفنانة أو تلك وهنا تكون الحياة الزوجية بدا يسكنها الروتين والملل فبدل أن يشغل الزوج نفسه باكتشاف أمور أخري عند زوجته ينصرف إلي طلباته المذكورة ."
وأشار مضيفا إلي أن المرأة هي التي تحدد مركزها في هرمية العائلة فيمكن أن تكون متساوية مع الرجل أو تابعة له لأنه هو الأمر الناهي وهي تلبي طلباته "
وحول إمكانية استمرار الحياة بين الزوجين رئي د.حسين انه منذ البداية إذا لم تشعر المرأة بان في طلبات زوجها لها حول التشبه بفنانة معينة اهانة فهي لن تتوقف عن مجاراته في رغباته وستكبر شفتيها وصدرها أو مؤخرتها بناء علي طلبه ليس لأنه يحبها هكذا وإنما لأنه يحب تلك الفنانة ويريد تجسيد صورتها في زوجته ."
ويتساءل د.حسين : "هل إذا طلبت المرأة من زوجها أن يزع شعرا ينصاع لطلبها أم يمكنه أن يرفض بكل سهولة وهي لم تطلب منه بعد الخضوع لعمليات تجميل كما يفعل هو ؟"
ورأي د.حسين انه لا يمكن تصنيف هذا النوع من الرجال بالمريض فقد نقول له "برافو " لأنه لم يخرج للبحث عن امرأة شبيهة بتلك الفنانة بل أرادها أن تكون في زوجته .
منقول من موقع
مواقع النشر