قائمة جديدة من الممنوعات تنتظرالفيتات في بيت الزوجبة
قائمة جديدة من الممنوعات تنتظر الفتيات في بيت الزوجية
تبوك، تحقيق - نورة العطوي، بسمة الشامان:
تتعرض الفتاة في بيت أهلها أولاً وبعد الزواج لقائمة طويلة من الممنوعات وسلسلة عريضة من المحظورات.. لا تفعلي كذا.. لا ترتدي هذا.. ابتعدي عن فلانة.. ولا تصاحبي علانة.. الخ، وبعد الزواج تنتقل سلطة تنفيذ هذه الممنوعات الى الزوج، فإما ان يبلغها إياها بشكل مباشر، وإما أن يوحي إليها من خلال نظراته وتصرفاته، لكن هذه الممنوعات لا تروق بالضرورة لجميع الفتيات، فما هذه الممنوعات؟ وكيف تتعامل معها الفتيات قبل وبعد الزواج؟
«الرياض» استطلعت عددا من أراء الفتيات حول قائمة الممنوعات التي تحاصرهن قبل الزواج وبعده.
الحرية الشخصية ممنوعة عند الأهل
سمية البلوي تبدأ الحديث عن هذه المسالة قائلة «من باب الخوف والحب ودافع الحرص والمتابعة، ومن واجب اختيار الأفضل والأنسب يعمد كثير من أولياء الأمور الى إصدار قائمة منوعة بالممنوعات التي يجب ان تمتنع عنها بعض الفتيات من مصادرة آرائهن إلى التدخل في كافة شئونهن، مثل التخصص الدراسي والزواج. فهناك من يقول من الآباء (ممنوع إكمال الدراسة حتى تتزوجي) و(ممنوع زيارة الصديقات أو استقبالهن حتى تتزوجي) وممنوع السفر والجوال والخ. طبعا من حق الأهل إصدار هذه الأوامر، ولكن من حق الفتاة ان تتمتع بجانب من الحرية الشخصية في منزل والدها وقبل الزواج لان هذا يزيدها من الثقة بنفسها ويشعرها بحجم المسؤولية اتجاه اختياراتها فالوقع هنا تغير وأصبح مملوءا بالمستجدات التي أحدثت نقطة تحول عند كثير من الشابات حتى أصبحت الحرية الشخصية مطلبا ضروريا بعد ان وصلن الى مرحلة التمييز بين الصواب والخطأ».
لائحة ممنوعات الزوج
وتشير عبير المحمدي إلى أن الرجل الشرقي عامة لديه قائمة طويلة من الممنوعات لا تُعد ولا تُحصى وتختلف باختلاف تربيته ونشأته ودراسته وطبقته الاجتماعية، لكن هناك قائمة من الممنوعات قد تكون موحدة لدى معظم الرجال مثل عدم السماح للنساء بارتداء أزياء مثيرة أو فاضحة، والالتزام بالحجاب الكامل وعدم لبس عباءات الكتف في المناسبات، وقالت» هذا الأمر لا يعتبر مسيئا بقدر ما تشعر الزوجة باهتمام وحب زوجها لها، وأنا عن نفسي عانيت كثيراً واصطدمت مع زوجي بسبب خروجي مع السائق من دون علمه وتأخري أحياناً خارج المنزل في الإعراس وكان لدي وقت محدد للعودة يجب ألا أتخطاه مهما كانت الظروف، لكن بالجلوس مع شريك حياتي والتفاهم استطعت إقناعه ووصلنا الى حل مشترك لهذه المشكلة من خلال اتفاقنا على بعض الأمور، وهنا لابد لزوج ان يمنح شريكة حياته قدر من الثقة والمسؤلية عن قراراتها».
وتؤكد شروق أن لائحة المحظورات لديها تتعلق بالمظهر الخارجي وهي تتقبلها عن اقتناع ورضا وقالت»ممنوع اللبس الضيق والأزياء غير المحتشمة والشفافة، هذه هي أهم الممنوعات التي يجب ان ابتعد عنها حتى لا تقع إي مشكلات بيني وبين زوجي وأنا راضية ومقتنعة بها من دون إي قرارات، واعتقد أنني محظوظة لمراعاتي هذه الممنوعات، لأنني اسمع الكثير من صديقاتي عن لوائح ممنوعات كثيرة تكدر حياتهن وتجعلهن يعشن في جحيم دائم، مثل ممنوع على الزوجة ان تتصرف برغبتها وممنوع عليها ان ترفض زيارة أو استقبال أهل زوجها لو كانت مشغولة أو ليست في مزاج يسمح لها باستقبال إي احد، والأدهى من ذلك ممنوع عليها ان تحتج أو تعترض لو تزوج زوجها عليها واتى لها بضرة في بيتها!».
أنانية الرجل
ومن جهة أخرى، قالت صباح «قائمة الممنوعات التي تطالني بالدرجة الأولى وتطال كثيرات من بنات جنسي الصامدات لا تُعد ولا تُحصى دافعها أنانية الرجل وحبه الزائد لشخصه ونفسه وانا مكبلة بسلسلة من الممنوعات لها أول وليس لها آخر. أهمها يطالبني بعدم الإسراف وهو من ينفق راتبي وراتبه على (كشخته) واستراحته الشبابية ويمنع علي التصرف بأمور كثيرة في البيت وهو يتصرف ويأخذ قرارات تخرب البيت، كما يمنعني من التعرف او زيارة الجارات او فتح هاتفة النقال اومقاطعته اثناء متابعته للتلفاز يعني باختصار (المسموح والمتاح له ممنوع علي وعلى أطفالي) واعتقد أن هذه العبارة تكفي وتوضح ما أريد قوله». من ناحيتها قالت وجدان العلي متزوجة منذ فترة طويلة «لو كانت الزوجة تحترم زوجها ستنفذ كل ما يمليه عليها، ولو كانت العكس فهي لا تتقيد حتى بتعليماته العادية الروتينية المتعارف عليها في الحياة الزوجية»، مضيفةً» هناك مثل يقول (إذا أردت ان تطاع فاطلب ما يُستطاع)، وحينما يطلب مني تنفيذ أمر ما أو يمنعني فهذا من حقه وعلي الطاعة، اما الممنوع الوحيد في حياتنا الزوجية فهو الكذب بكل الوانة واشكالة حيث اخبرني في ليلة الزفاف عن هذا الممنوع الذي يجب علي الحذر من الوقوع به».
إلغاء للشخصية
من جانبها أوضحت أستاذة علم الاجتماع د. سهام الجوهري تأثير قائمة الممنوعات على المرأة وقالت» إذا كان أمر المنع يُفرض فرضا فمعناه انه يلغي شخصية المرأة ويخلق حاجزا بين الزوج والزوجة وكلما كانت هناك مسافة من الحرية والاتفاق والحوار الناجح بين الزوجين كانت الحياة أسهل وسلسة ويكون هناك اتفاق بينهما للأشياء التي يحتاجها كل واحد منهما. يعني لو الزوجة شعرت بالاحترام والتقدير لزوجها فستقوم بكل ما يرضيه، وإذا كان العكس فستتحداه وفي حال ان الخوف يمنعها من الاعتراض أو الاحتجاج فإنها ستقوم بهذا الشيء من خلف ظهره»، مضيفة «هنالك عوامل عدة مباشرة وغير مباشرة تؤثر في الممنوعات التي يفرضها الزوج على زوجته، أهمها المعرفة الوثيقة بينهما، وحجم التوافق الثقافي والاجتماعي بينهما وسن كل واحد منهما، لأن كل فرد منهما له منهجية وسلوك في حياتهما والزواج عبارة عن شراكة حياة طويلة ومستدامة ولابد ان يكون لها إدارة واضحة وبالتالي هذا الزوج يحتاج الى ان يحدد النقاط الأساسية لنظام بيته، من مواعيد الخروج والدخول إلى الأزياء التي ترتديها زوجته وبناته.. الخ، ضمن اطر معينة لأن ديننا الإسلامي جعل القوامة بيد الرجل ولو قارنا إي مؤسسة تجارية أو رئيس يحكم دولة أو مسئول ناجح نجد أن سر نجاحه من وراء قيادته ومن سنِّه للقوانين المنضبطة في إدارته أو شركته أو دولته، فما بالك في منزل الإنسان نفسه ان اوجد القوانين اللازمة فسيكون الشكل العام مقبولاً وتُنظم الحياة من دون إي مشكلات أو احتجاجات». كما قالت كل المجتمعات الإنسانية تضع خطوطاً حمراء لأفرادها أو ممنوعات بعينها على أساس ثقافة ذلك المجتمع وما على الأفراد إلا الانصياع لها وإلا دفعوا ثمن تمردهم. فإذا سلكت الزوجة سلوكاً غير مرغوب فيه من قبل ثقافة المجتمع، فلابد ان تتحمل نتائج سلوكها هذا، إما لو كان المنع، كما ذكرت بداية، لمجرد المنع أو لإثبات قوة الرجل فقط إمام زوجته وأولاده كان الرجل يعاني نقصاً في شخصيته وعلمه ومكانته المهنية والاجتماعية.
أما عن تعامل الزوجات مع الممنوعات فتوضح د.الجوهري ان المرأة بشفافية روحها تعرف الى حد كبير ما الممنوع المرغوب وما الممنوع غير المرغوب، وهذا بالطبع يسهل على الزوجة كيفية التعامل مع ممنوعات الزوج، مضيفةً «هنالك نوع آخر من النساء لا يمانع من أن يضع الزوج قائمة من الممنوعات لأنهن يشعرن بأن ذلك نابع من حب وغيرة زوجية، لكن إذا زاد الأمر على حده، فقد يؤدي الى نتائج عكسية».
وتوضح د.سهام أنه مهم جداً ان يكون للزوجة فكرها واستقلاليتها الخاصة، والزوجة التي تتعود التنازل عن احتياجاتها الخاصة فهي امرأة تظلم نفسها اليوم. الرجل يحترم المرأة القادرة التي تعرف ماذا تريد، وعندما يجدها عكس ذلك يفرض عليها سيطرته وهيبته «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» وهذا معناه ان الزوجة بحاجة لأن تقوي نفسها وتواجه كل الظلم أو التعسف الذي يصيبها من أي إنسان مهما كان إما إذا كانت مستسلمة وضعيفة ومستكينة فستعاني الكثير وعليها أن تتحمل كل ما يأتيها.
رد مع اقتباس
مواقع النشر