بسم الله الرحمن الرحيم
مدخل:
في يوم عرفة لهذا العام وبعد صلاة العشاء وافانا خبر مؤلم _ حادث مروع لسبعة من الشباب في عمر الزهور- وفاة احدهم واصابات للآخرين
وبعدها بأيام حادث آخرتوفي فيه شاب والآخر يصارع الالام
وقبل ثلاثة أيام حادث لعائلة توفي الأب وابنته البالغة من العمر ستة عشر عاما
رحمهم الله جميعا والهم أهلهم الصبر والسلوان..
أختي الحبيبة:
انك في هذه الحياة الدنيا من حين استقرت قدمك على الأرض وأنت مسافرة إلي الله عز وجل ، مسافرة إلى الدار الآخرة ، وانَّ مدة سفرك هي عمرك الذي كتبه الله عز وجل لك ، والأيام والليالي مراحل هذا السفر ، فكل يوم وليلة مرحلة من هذه المراحل ، فلا تزال تطوينها مرحلة بعد مرحلة حتى ينتهي السفر .
هب أنك متِ الآن ؟
هب أنك الآن في عداد الموتى.
ما هي الكلمات التي تتوقعين أن يصفك الناس بها بعد موتك ؟
أخبرني ما هي أثارك بعد الموت ؟
ما هي الأعمال المباركة التي ستنسب إليك بعد موتك ،وستنالين عليها أجراً عظيماً؟
ما هي آثارك الخيَّرة في هذه الحياة؟
من لا أثر له لا وجود له , من لا أثر له لا حياة له .
هل سألت نفسك
ما هو المشروع الذي تريدين أن يُثبت في صحيفة عملك بعد وفاتك؟
تأملي مشوار حياتك
كم مسلماً علّمتيه من الخير ؟
كم تائهاً إلى طريق الخير هديت ؟
كم كلمةً طيبة غرست؟
كم حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم بلّغت ؟
كم مرةٍ بين متخاصمين أصلحت ؟
الآثار بعد الموت
(( إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره , وولداً صالحاً تركه , ومصحفاً ورثه أو مسجداً بناه , أو بيتاً لابن السبيل بناه , أو نهراً أجراه , أو صدقةً أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته ))حسنه الألباني رحمه الله في صحيح ابن ماجه برقم 198
اختي المباركة/
الناس في رحلتهم خاسرون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
بادري الأيام بالعمل الصالح، وأملئي خزائنها بالفرائض والنوافل قبل أن تبادرك هي بموتٍ أو عجز، وقبل أن تجديها فارغة خاوية تقول :
{يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي }الفجر24
أختي الكريمة :
خذ لك زادين من سيرةٍ --- ومن عملٍ صالح يُدّخر
وكن في الطريق عفيف الخُطا --- شريف السماع كريم النظر
وكن رجلاً إن أتوا بعده --- يقولون مرّ وهذا الأثر
مخرج//
لله درها صديقتي أخت ذاك الذي توفي في يوم عرفة ،تقول أنا بقدر حزني على اخي إلا ان فرحي بأنه صلى قبل خروجه العشاء، وقد ودع امي فقد أصلح لها مصباح ،فدعت له وقالت الله ينور لك يابني كم أنرت هذا المصباح،
تقول قبل عام اهدى لي اخي مصحفا وكان يقول لي"ياويلك لو قرأتي من غير هذا المصحف) كأنه يعلم بقول المصطفى(ومصحفا ورثه)
وأهدى لأمي سجادة وأخرى لي
ثم رأيت من حرصها على أخيها /فقد تصدقت عنه وتسأل عن كل عمل ينفعه بعد موته
آه ثم آه ,,, أعانهم الله على فقده
وأعاننا على أنفسنا ,,
مواقع النشر