البيان رقم (1) من أبناء وبنات السعودية على الفيس بوك
[justify]
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
قام في هذه الأيام بعض الكتاب والإعلاميين بالدعوة إلى قيادة المرأة للسيارة وقام بعضهم بتحريض بعض النساء إلى تحديد يوم 17 يونيو كيوم لقيادة المرأة للسيارة وقاموا بحملات على الفيس بوك وتويتر وكتبوا في الصحف وأدخلوا الشبهات العاطفية على الناس وقام البعض بكتابة خطاب ليتم توقيعه ممن يرغب على الإنترنت بتسجيل اسمه وبريده لكي يسلم الخطاب إلى الملك عبدالله وفقه الله لكل خير ، وبناءً عليه فقد قمنا نحن أعضاء صفحة ( أبناء السعودية ) على الفيس بوك بكتابة هذا البيان التوضيحي الموجه - بالدرجة الأولى - إليكم أيها الشعب المحافظ شعب المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومهد الرسالة ، إليكم أنتم يا أبناء قبلة المسلمين ومسجد سيد الثقلين لنقول لكم :
• نحن على ثقة بأنكم لن ترضوا بما يخالف دينكم ويخالف قيمكم ومبادئكم ويمس أعراضكم وأنكم مع علمائكم لأنكم تعلمون أنهم يريدون بالمجتمع خيرا وأنهم لا يتكلمون عن هوى وإنما يتكلمون عن دليل وفقه وعلم وقصد حسن .
• ونحن على ثقة أيضا بأنكم لن تعملوا ما يخالف ولاة أمركم إلا إذا خالفوا كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام .
• ونحن على ثقة بأنكم أصحاب قيم ومبادئ وأصول وأنكم مجتمع محافظ فأنتم عرب والعرب أهل الكرم والنخوة والقيم والمبادئ والأخلاق حتى من قبل الإسلام وهذا ما تعرفه عنكم سائر الأمم وخاصة هنا في الجزيرة العربية وفي قلبها النابض المملكة العربية السعودية حرسها الله .
وعليه فإننا نعلم أن المجتمع هو خط الدفاع الأول عن كل ما يمكن أن يمس دينه وعقيدته وقيادته وقيمه ومبادئه ، ونعلم أن المجتمع يعي ما يدور حوله ، كما نؤمن أن المجتمع أصبح مجتمعا مدنيا مثقفا حاضرا في كل موقف يعرف ما له وما عليه وما هو الدور المطلوب منه لخدمة الدين والوطن والأمة وبالأخص المشاركة والمساهمة في تخطي المرحلة بسلام والوقوف أمام التحديات الخارجية والانقسامات الداخلية والدعوات المشبوهة والعقبات والصعوبات والفتن وكذلك مساعدة الجيل القادم على العيش بسلام وأمان بالحفاظ على الدين والتمسك به ثم بالحفاظ على المقدرات والممتلكات وإحسان استخدامها والسعي في تقليص الأسباب المفضية إلى التصادم والتفرق والنزاع مما قد يعود بالضرر على البلد وأهله ، وحيث أننا نشترك في مسمى ( أبناء السعودية ) فإننا سنوضح في هذا البيان المختصر موقفنا الذي ننطلق فيه من الشرع والنظام والمصلحة العامة للوطن والمواطن طاعة لله ورسوله ثم لولاة أمرنا في هذه البلاد وفقهم الله لكل خير ويتلخص موقفنا في النقاط التالية :
1- نحن ضد المظاهرات وضد أي أسلوب يشبه المظاهرات مثل التجمعات أو تحديد يوم معين لأي غرض كان لأن هذا يعتبر خرقا أمنيا ومخالفة للأنظمة ، ومن ذلك تحديد يوم لتجمع بعض النساء لقيادة السيارات وسبب معارضتنا لهذا الأمر أن وزارة الداخلية تحظر مثل هذه التجمعات التي يهدف منها إلى فرض رأي أو تحقيق أمر هو ضمن اختصاصات الجهات الرسمية ومحل اهتمامها وعنايتها تأييدا أو منعا ، مع التأكيد أننا لسنا ضد أي رأي أو فكرة يستخدم أصحابها أساليب طرق الأبواب لطلب الحق بطريقة نظامية عن طريق مجلس الشورى لعرض الأمر عليه ودراسته من قبلهم والبت فيه مهما اختلفنا مع الفكرة ، ونؤكد أننا ضد تسور المحاريب وإتيان البيوت من غير أبوابها .
2- نؤمن أن الإنسان ( المواطن أو المقيم ) في السعودية - ذكرا كان أو أنثى – يجب أن يحصل على كامل حقوقه المشروعة له بكتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم بالتشريعات التنظيمية التي لا تتعارض مع الكتاب والسنة ، وأنه يحق له المطالبة بها بالطرق الشرعية والنظامية ومن خلال الجهات المختصة بذلك دون إساءة أو استعداء للجهات الخارجية والمنظمات الدولية على الوطن ، كما نؤمن أن المواطن والمقيم في السعودية ذكرا كان أو أنثى لم يحصل على كامل حقوقه لكن الحال يتطور بإذن الله من حسن إلى أحسن والحكومة تعد بالمزيد .
3- نؤمن بأن الله خلق الرجل والمرأة وجعل بينهما فروقا في شكل الخلقة وفروقا في الديات وفروقا في الميراث ، بل وأثبتت الدراسات بأنه جعل بينهما فروقا في التفكير وطريقة التلقي والتعلم والتعامل مع المواقف ، ومن الفروق التي بينهما قوة بنية الرجل مع ضعف بنية المرأة ، والمرأة تحمل وتلد بينما الرجل لا يحمل ولا يلد ، والمرأة تحيض لأيام في الشهر فيسقط عنها الصوم والصلاة بينما الرجل لا يحيض ، وأعطى الله للابن ضعف نصيب البنت في الميراث بنص كتاب الله تعالى ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) وجعلت شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل ، والله أحكم الحاكمين وأعدل العادلين وهو الذي خلق الرجل والمرأة ويعلم الفروق التي بينهما ، بل وأجاز للرجل أن يتزوج بأربع نساء ويكن جميعا في عصمته بينما المرأة لا تتزوج إلا من رجل واحد فإذا كانت في عصمته لا تتزوج غيره حتى يطلقها أو يموت ، وأكثر من ذلك جعل الرسول عليه الصلاة والسلام صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المساجد بينما فرض على الرجال الصلاة في المساجد وقال لقد هممت أن آخذ معي رجالا معهم حزم من حطب فآتي إلى أقوام لا يشهدون الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم لولا ما فيها من النساء والأطفال مع عليه الصلاة والسلام بالمؤمنين رؤوف رحيم كما في الكتاب الكريم ؛ كل هذا وغيره نسلم ونؤمن به ويدعونا إلى تأكيد أنه ليس الذكر كالأنثى وأنه ليس من العدل الزج بالنساء في أماكن لا تتوافق مع فطرتهن ولا بنيتهن ولا طريقة تفكيرهن ولا ما يتسبب لهن في الأذى النفسي والعقلي والبدني ولا فيما يتعارض مع حريتهن الدينية والشخصية ؛ ومن ذلك اختلاطهن في التعليم والمستشفيات والعمل ومن ذلك أيضا فتح باب قيادة النساء للسيارات بدعوى أنه حق من حقوقهن وبدعوى التخلص من العمالة الأجنبية أو بدعوى إيصال أبنائهن إلى المدارس ، فأمام كونه حق من حقوقهن فإن حقوقهن على الرجل أباً كان أو أخاً أو ابناً أن يوصلهن إلى الأماكن التي يحتجنها ولا يحيجهن إلى عمالة أجنبية أو إلى الخروج بأنفسهن مما يعرضهن لإيذاء السفهاء ، وأما إيصال الأطفال إلى المدارس فإن الدولة تسعى إلى تعميم النقل العام بحيث لا تحصل زحمة في الطرقات كما أن الأطفال الآن يذهبون إلى المدارس ويذهب بهم آباؤهم أو السواق أو النقل العام وليس هذا جزء من عمل المرأة ثم إن العمالة الأجنبية لا تقوم بقيادة السيارة فقط بل تقوم بقيادة السيارة وشراء البضاعة من الأسواق وسقي المزرعة وتنظيف الحوش فهل ستقوم المرأة بكل هذه المهام بعد العامل الأجنبي ؟ ثم إن العامل الأجنبي الذي هو السائق سيستبدل بعامل أجنبي آخر وهو الخادمة التي تحل محل المرأة التي تركت بيتها لتخرج في إيصال الأولاد إلى المدارس وإعادتهم وكذلك جلب الأشياء من الخارج كما أننا نشاهد رجالا مع أنهم يستطيعون قيادة السيارة ويسمح لهم بذلك نراهم يحضرون السائق كنوع من الرفاهية والترف أو التفرغ في السيارة للقراءة أو الكتابة أو نحوه فليس السماح للمرأة بالقيادة حلا لهذا الموضوع كما أننا نرى الدول المجاورة التي تسمح بقيادة المرأة للسيارة يوجد فيها السائقين وبشكل كبير ، ولهذا لا نرى أن حل هذه المشاكل في قيادة المرأة للسيارة ولكن في قيام كل واحد بما عليه من حقوق فعلى الرجل أداء مهامه خارج البيت دون تقصير فيها كما أن على المرأة القيام بمهامها داخل البيت دون تقصير بالإضافة إلى الوظيفة مع الاستعانة بالوسائل المتاحة واستحداث الوسائل المساعدة على ذلك ففي بعض الدول توجد مكاتب سائقي طوارئ كما يسمونهم يوظف عشرات الشباب العاطلين بنسبة من الدخل مقابل جهدهم ، وتتصل المرأة أو الرجل على المكتب في حال حاجتهم للخروج فيرسلون السائق في ظرف دقائق يكون في المكان المحدد ويقوم بإيصالهم وإعادتهم إلى المكان المراد مقابل أجرة تكون بقيمة محددة للكيلو ففي هذه الحالة لا نحتاج للسائق إلا في حال مرض الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن أو في حال غيابهم عن المنزل وبهذا لا حاجة إلى قيادة المرأة للسيارة ولكن لا مانع أن يعلم الرجل زوجته أو ابنته أو أخته قيادة السيارة في مكان بعيد عن الناس حتى تكون مستعدة لذلك وقت الطوارئ وكثير من الناس يفعلونها في البر ، ولا يعني هذا أن تقود في المدن والزحام بل يكون ذلك في حال الضرورات التي تستلزم ذلك ، والضرورات تبيح المحظورات كما أن الضرورة تقدر بقدرها فإذا زال الضرر عاد الأمر كما هو عليه لأن قيادة المرأة للسيارة ليست محرمة لذاتها وإنما حرمت لغيرها ولما تفضي إليه .
4- تبين لنا أن من يدعون لقيادة المرأة للسيارة والخروج يوم 17 يونيو هم الذين يدعون للاختلاط في التعليم ويدعون لعمل المرأة في الأماكن المختلطة ويقولون أن الحجاب عادة وليست عبادة ويقولون أنه يجب أن تعطى المرأة من الميراث مثل ما يعطى الرجل وهم الذين سخروا من فتاوى العلماء في عمل المرأة المختلطة وكثير منهم دافع عن السيستاني الشيعي عندما تحدث عنه الشيخ محمد العريفي وكتبوا عن هذا الموضوع مقالات كثيرة لم يكتبوا مثلها عن المظاهرات التي اعتزم أعداء الوطن الخروج فيها في 11 مارس ، وكثير منهم يتلقى دعما من السفارات الأجنبية وبعضهم يدعو لبيع الخمر في الفنادق والأماكن المخصصة للسياحة بقصد جلب السواح الأجانب وكثير منهم ممن درس وتعلم في البلاد الأجنبية فتأثر بواقع تلك البلاد وقد كتب أحدهم في الحملة على تويتر والفيس بوك نحن سنطالب بهذا الأمر حتى لو كلفنا الأمر الاستعانة بالأجانب حتى لو كانوا من الاحتلال الصهيوني ، كما أن كثير منهم يطالبون بإسقاط الحكومة ويدعون للثورة ضد الحكومة وكانوا يؤيدون ثورة حنين ، وبعضهم يطالبون بإزالة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبعض الآخر له علاقات أجنبية مشبوهة ، وحتى لا نظلم أحدا فبعضهم من أبناء وبنات الوطن الشرفاء الأوفياء لكنهم يقولون هذا إما تأثرا بما يقال أو أنهم لم ينظروا إلى أبعاد الموضوع جيدا أو أنهم يدعون لذلك مع وجود ضوابط وشروط معينة تضبط الوضع بحيث لا تقود السيارة إلا من تحتاج إلى ذلك وفي عمر معين فوق الثلاثين مثلا وتكون أرملة أو مطلقة ولكنهم يجهلون أن هذه الضوابط لن تطبق وإن طبقت فترة فلا بد أن تتدرج حتى تصبح لمن يحتاج ومن لا يحتاج .
5- تحدثت بعض القنوات والصحف الأجنبية الأمريكية CNN وغيرها عن الموضوع وبدأت في التسويق له وترويجه مستغربة كيف تمنع النساء من قيادة السيارة في السعودية وعملت بعض المقابلات مع بعض الفتيات السعوديات لكي تظهر المجتمع أنه يريد ذلك ولكنه منع منه من قبل الجهات الرسمية والشرعية وهذا يعد تدخلا في الشئون الداخلية وخرق أمني لا يسكت عليه ولا يستجاب له لأن الاستجابة لمثل هذه المطالبة والضغوط الخارجية ستفتح أبوابا لكل من لديه مطالبة مشروعة أو غير مشروعة أن يستعين بالجهات الأجنبية لتحقيق مراده بأسرع وقت ممكن ، ونحن نثق في الدولة وفي وزارة الداخلية أنها ستتعامل مع الموقف بحكمة وحزم وروية ، وليست هذه أول مرة تتدخل فيها الجهات الأجنبية في الشئون الداخلية بخصوص قيادة المرأة للسيارة لكن الداخلية السعودية تجاهلتها تماما حيث قال الرئيس الأمريكي السابق كلينتون لو كان محمد بن عبدالله حيا لترك خديجة تقود السيارة ...
6- نحن أبناء وبنات السعودية نسعى لما فيه مصلحة البلد ونتبع قيادتنا وعلمائنا ونعلن السمع والطاعة ولن نخرج في 17 يونيو ونرى أن من تخرج في هذا اليوم لقيادة السيارة مخالفة للنظام وفاتحة لباب خطير سيؤثر سلبا على الأمن بالإضافة إلى أنه فعل غير حضاري ونجزم أن المسألة أمنية وأن وزارة الداخلية ستتعامل معها بالطريقة الصحيحة بإذن الله ، وندعو كل من تسول له نفسه الخروج أن يحكم عقله وينظر هل مصلحة قيادة السيارة بهذه الطريقة تتساوى مع المفاسد التي سوف تحصل بسببها أو بعدها مما لا يحسبون له أي حساب .
7- نسأل الله أن يحفظ بلادنا سالمة من الفتن حائزة على الفضائل رائدة في التقدم والرقي حامية للدين قائدة للأمة العربية والإسلامية وأن يحرسها من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليلة والنهار إلا طارق يطرق بخير يا رحمن .
والحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الموقعون / أبناء وبنات السعودية .[/justify]
مواقع النشر