بسم الله الرحمن الرحيم
سأكتب اليوم حول سؤال أرقني كثيرا..
لطالما فكرت في هذا السؤال..
وطالما قلبت النظر فيه..
ثم صرفت النظر لأستنطق الواقع..
عله أن يجيب!!
كثير من الناس يعلمون ولكن لا يعملون؟؟!!
كثير من الناس لا تنقصهم المعرفة ولكن ينقصهم التطبيق!!
يا ترى لم يعلم الإنسان أن هذا العمل معصية..وأن سلوك ذلك الطريق يقود إلى المهالك
ومع ذلك لا يكترث..ولا يبالي !!
ويسلك ذلك الطريق..
هو يعلم ومع ذلك يجازف..!!..لم؟!!
وتجده بالمقابل يعرف طريق الطاعة يعرف طريق الهداية..
ويعلم أن نهاية الطريق نهاية سعيدة ومشرقة..
ومع ذلك تجده مصابا بالبرووود..والزهد في هذا الطريق..
نعم صحيح هو يعلم ولكنه لا يعمل!!
هل ينقصه الدافع..هل هناك عقبات تحول بينه وبين طريق الاستقامة..
هل هناك إغراءات تغريه بسلوك طريق الغواية؟..
بالتأكيد ..بالتأكيد..كل هذا..
طريق الاستقامة والهداية فيه عقبات وأزمات وظاهره صعب
ولكنه في حقيقته ميسر لمن يسره الله عليه..
وطريق الغواية مليء بالإغراءات..مليء بالملذات والشهوات ظاهره أنه مليء بالورود وأنه طريق سعادة .. ولكن في حقيقته يقود إلى نكدين..
أولا نكد في الدنيا فبمجرد الانتهاء من لذاته يجد نفسه حائر!..ضائع!!..طفشااان!!..
وهذا بداية العقوبة في الدنيا..
حتى إن بعضهم يفكر بالانتحار وربما انتحر!!
لم تنتحر وعندك الملذات..لم تنتحر وعند الملايين من الأموال الربوية؟!!..
لم تنتحر وأنت تتقلب في أحضان العاهرات؟!!..
لماذا تنتحرين وأنت تغرين الشباب بمعسول الكلام وهم يجرون خلفك؟!..
لم تنتحرين وأنت تغرين الشباب بلبسك الفاضح؟!..
ولم تنتحرين وعندك أحدث الموضات ..وأنت تتنقلين بين الحفلات الفاجرة..
لم تنتحر وتنتحرين وأنتم لا تنفك آذانكم عن سماع الموسيقى والألحان؟!!
لم تلجأين إلى الانتحار أو تلجأ إلى الانتحار وكل ذلك عندك ؟!!
لأنهم ضائعين تائهين ..وجدوا الطريق مسدود ..وجدوا النهاية تعيسة..
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى)
ثم النكد الثاني وهو النكد الأكبر في نار جهنم نسأل الله العافية..
أما من سلك طريق الاستقامة فهو في راحة نفسية عجيبة وفي لذة وسعادة عجيبة..
صحيح هو يتعب ويجاهد نفسه ..
ولكنه حتى مع هذه المجاهدة..يتلذذ لأنه يعلم بالنهاية المشرقة ..
ويعلم أن في هذا الطريق رضا حبيبه ومولاه..والمحب لمن يحب مطيع..
يعلم أن رضى ذلك الحبيب يجلب له كل خير "وما بكم من نعمة فمن الله"..
لذا تهون عليه المصاعب في سبيل رضاه جل في علاه..
إنها رسالة لكل من سلك الطرق المعوجة ..أن يرجع ليرضي حبيبه جل وعلا..
وعندها سينال السعادة ..لأن العالم والكون أجمع إنما يسير بأمره عز وجل..
جرب وأخبرني بالنتيجة..
رد مع اقتباس
مواقع النشر