ونقل عنه قوله "بعد ذلك بدأوا في الضغط على اصابعي بكماشة. غرسوا دبابيس في أصابعي وصدري وأذني. لم يسمح لي بنزعها إلا إذا تحدثت. كانت الدبابيس في الأذن هي الأكثر إيلاما."
ومضى يقول "كانوا يستخدمون سلكين تم توصيلهما ببطارية سيارة لصعقي بالكهرباء. استخدموا صاعقا كهربائيا مرتين لصعق أعضائي التناسلية. كنت أظن أنني لن أرى أسرتي مرة أخرى. استمروا في تعذيبي بهذه الطريقة ثلاث مرات على مدى ثلاثة أيام."
وقالت هيومن رايتس ووتش إنها وثقت أكثر من 20 وسيلة تعذيب "تشير بوضوح إلى سياسة الدولة القائمة على التعذيب وإساءة المعاملة وبالتالي تمثل جريمة ضد الإنسانية.
وسرد عدد من المعتقلين في سجون بشار الأسد أثناء الثورة التي اندلعت منذ أكثر من عام معاناتهم والانتهاكات التي تعرضوا لها.
ومن هؤلاء المعتقلين "عهد" - وهذا اسمه المستعار - حيث يتحدث عن ستة أشهر من الاعتقال كان يتوقع خلالها الموت يوميًّا، حيث قضى منها 60 يومًا في عتمة مطلقة عدا الضوء الذي رآه في غرف التحقيق، مشيرًا إلى أنه كان محتجزًا في مرحاض أبعاده 1.2 متر في 70 سنتيمترًا.
ويقول عهد: إنه اضطر خلال كل تلك الفترة للبقاء مثنيًّا دون أن يتمدد، وفي الأسبوع الأخير وضعوا معه سجينًا آخر في ذلك المكان الضيق.
وأضاف: "لقد كان السجين متورطًا في جريمة قتل لا علاقة لها بالثورة، وذو طباع نزقة، فكنت أتركه ينام وأحشر نفسي في الزاوية، كان هذا عبئًا إضافيًّا أن تحتجز في مرحاض مع شخص آخر وتضطر لاستخدامه أثناء وجوده معك", وفقًا للجزيرة نت.
وسمع "عهد" - خلال فترة سجنه في فرع الأمن العسكري - أصوات تعذيب بعض السجناء أمام باب زنزانته ليالي كاملة.
كما سمع السجانين يتوعدون السجناء الآخرين بأن دورهم قريب، الأمر الذي يرهق أعصاب السجناء بانتظار تنفيذ التهديد.
وأضاف: "كان السجانون يفتحون أبواب المراحيض عن السجناء، ويقتادونهم بطريقة بشعة من أجل إذلالهم، حتى البهائم لا تعامل بهذه الطريقة".
وقابل "عهد" - أثناء اعتقاله وتنقله بين عدة فروع أمنية - عددًا كبيرًا من المعتقلين من شتى المحافظات السورية، وكثير منهم تعرض لانتهاكات جسيمة واغتصابات.
وأكد أن أحد الشباب من حماة اعتقلوا والده المسن وضربوه أمامه كي ينتزعوا منه اعترافات ولإجباره على الظهور في التلفزيون السوري.
أما أبو خالد فقال: "لا يمكن تخيل المعتقل، لقد كنت أقضي ساعات طويلة وأنا أتأمل هذا الكم الكبير من الرجال المحشورين في الزنزانة، كنت أظن نفسي في زمن العبيد، وأقضي ساعات أخرى وأنا واقف على قدمي لأنه لا مكان للجلوس".
وخرج بانطباع عن الأفرع الأمنية بأنها تشبه المزارع الخاصة للضباط الذين يتولونها، لا شيء ثابت لديهم، وكل شيء يسير وفقًا لأمزجتهم، لافتًا إلى أن المال يلعب دورًا كبيرًا في الحصول على بعض الامتيازات أثناء الاعتقال.
وناشط آخر قال: إنه تعرض لضرب مؤذٍ ولم يسعفوه إلا عندما اشتد نزيفه، ومع ذلك يعترف بأن وضعه كان أفضل بكثير من وضع سجين آخر كان معه لم يضربوه أبدًا، لكن في ذروة البرد تركوه عشرين يومًا كاملاً في الفناء المكشوف للسجن مكبلاً وبلباسه الداخلي، وفوق ذلك كانوا يرشون الأرض بالماء، وعلق: "لا أعرف كيف بقي على قيد الحياة".
مواقع النشر