بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
السبب وراء نقلى لهذا البحث القيم الذى كتبه طالب علم إقتراب موعد ما يسمى بكأس العالم ..وأنا أعلم جيدا أن البحث موجه للذكور ولكنهامفسدة أبتليت بمشاهدتها بعض النساء أيضا..
فإن من المصائب والبلايا التي أصابت بعض أفراد أمة الإسلام، مصيبة جديدة، وهي الإفتتان بكرة القدم، أخذوها عن غيرهم، من غير ضوابط، ولا عرض على ميزان الشرع، ولا نظر إلى المصلحة والمفسدة، فتأثروا بها منذ زمن، رُبِّيَ عليها الصغير، وهرم عليها الكبير، ومات من أجلها الكثير، ورُصد لها مليارات الدولارات، ووسائل إعلام، وجامعات ودكاترة وطائرات، ومعسكرات وفضائيات واتحادات، وحافلات وسيارات ومدربين، وغير ذلك من الوسائل. وأصبح هذا قاسم مشترك بين بعض الدول الإسلامية مع غيرهم، وللأسف فإن المسلمين في أشد الحاجة لتحسين اقتصاد بلدانهم، فضلاً عن جهلهم بدين الله، تجد المسلم يحفظ الأندية واللاعبين ووقت المباريات، ولا يحسن قراءةَ الفاتحةِ، وخير شاهد واقعُ بعضِ المسلمين اليوم.
من مفاسد كرة القدم:
المفسدة الأولى: الانشغال التام عن ذكر الله
وهذه المفسدة وحدها تكفي، ومن أُبتليَ بهذا فليتق ربه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :( مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَّجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيْفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً )(4)، ومثال على ذلك ( فهل المتفرج على الكرة يهلل ويسبح، أم أنه غافلٌ، ينتقل بنظره وقلبه في جنبات الملعب؟
فالحذرَ الحذرَ أيها المسلم أن تكون من هذا الصنف.
المفسدة الثانية: السهر والنوم عن صلاة الفجر
فهذا معلوم للعام والخاص. ولو نظرنا لقارات العالم من حيث الزمن لوجدنا اختلافاً كثيراً، مثلاً ما بين المشرق والمغرب أكثر من ثمان ساعات تقريباً. لو كان مكان لعب الكرة في أمريكا، ووقتها عند غروب الشمس، والمشاهد عبر الفضائيات في البحرين أو اليمن، فما الوقت عندهم أي البحرين واليمن، إنه وقت متأخر، وهذا سبب رئيسي لتضييع صلاة الفجر. والنبي -صلى الله عليه وسلم - أرشدنا إلى فضل صلاة الفجر والعصر، فقال عليه الصلاة والسلام:( من صلى البردين دخل الجنة )(1). ( البردان ) الصبح والعصر
وروي مالك في الموطأ ( أَنَّ عمر بن الخطاب فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح، فغدا عمر بن الخطاب إلى السوق – ومسكن سليمان بين السوق والمسجد النَّبوي – فمرّ على الشِّفاء أم سليمان، فقال لها: لم أر سليمان في الصبح! فقالت: إنَّه بات يصلي فغلبته عيناه، فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح في جماعة أحب إليَّ من أن أقوم ليلة )(4).
قلت هذا سهر على طاعة الله، فما بالكم بمن يسهر على غير طاعة؟
المفسدة الثالثة: عدم الخشوع في الصلاة
وهذا يحدث عندما تكون الكرة منقولة على التلفاز، وتكون في وقتٍ من أوقات الصلاة ؛ وقد نصّ أهل العلم على وجوب الطمأنينة في الصلاة، وقد ثبت عنه ، كما في حديث أبي هريرة :( أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم - دخل المسجد، فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلّم على النبي ، فردَّ النبي السلام فقال: ارجع فصلِّ، فإنك لم تصلَّ، فرجع الرَّجلُ فصلَّى كما كان صلَّى، ثمَّ جاء فسلَّم على النبي ، فقال رسول الله : وعليك السلام، ثم قال: ارجع فصلَّ، فإنك لم تصلِّ – ثلاثاً – فقال الرَّجلُ: والذي بعثك بالحق ما أُحسنُ غيره، فعلِّمني، فقال : إذا قمت إلى الصلاة فكبِّر، ثم اقرأْ ما تسير معك من القرآن، ثمَّ اركع حتَّى تطمئِنَّ راكعاً، ثمَّ ارفع حتَّى تعتدل قائماً، ثم اسْجد حتَّى تطمئِنَّ ساجداً، ثُمَّ ارفع حتَّى تطمئِنَّ جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ) (2).
دل هذا الحديث على وجوب الطمأنينة في الصلاة كلها، كما قال-صلى الله عليه وسلم- في آخر الحديث:( ثمَّ افعل ذلك في صلاتك كلها ).
المفسدة الرابعة: التهاون بعقيدة الولاء والبراء
تجد المشجع المسلم يحب فريقاً غير مسلم، لما عنده مهارات اللعب، ويتجاهل ماعنده من كفر، تجده يفرح إذا فازوا، ويحزن إذا خسروا، ويحب فيهم، ويبغض فيهم، وربما يعادي فريقاً مسلماً أو لاعباً مسلماً أو يوالي نصرانياً، أو هندوسياً، لأنه صاحب مهارات، ولقد رأينا على أبواب المتاجر من يعلَّق شعائر الأندية، وفي السيارات يعلق صور اللاعبين، وفي البيوت، وعلى الملابس، ويتشبه بهم في أحوالهم، فيلبس مثل لباسهم، ويلفظ بكلامهم، ويتشبه بهم في أغلب أحوالهم، والله تعالى يقول : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَآءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُم خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلي وَابْتِغَآءَ مَرْضَاتِى تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ ِمنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السَّبِيلِ))(1) . وفي الحديث (( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) والشباب يتفرج بحماسٍ شديد، وعندما يخسر من يشجعونه يقومون بالسب والشتم، والشِّجار مع مشجعي الفريق الثاني، وهذا بسبب كرة القدم، التي انعقد عليها الولاء والبراء عند هؤلاء، مما يثير الفتنة بين المسلمين، والله المستعان.
المفسدة الخامسة: إقامة المظاهرات وأعمال العنف
وهذا يحدث أحياناً عندما ينهزم فريق يقومُ أنصارهُ بالخروج إلى الشوراع، وحرق المتاجر والسيارات، وتخريب المؤسسات العامة، والممتلكات الخاصة، وتعم الفوضى، وينعدم الأمن.
المفسدة السادسة: التشجيع على شراء الدشوش
بابٌ يفتحه الشيطان على المسلم، يأتيه ويقول له اشتر دشاً حتى تتفرج على القنوات الإسلامية والرياضية، وكأس العالم، ثم بعد ذلك يكون المسلم قد أدخل لبيته الشر العظيم، وكيف والإنسان لا يأمن على نفسه الموت.
للمقال بقية ..
مواقع النشر